بعنوان: "فرص جديدة.. خلال الإغلاق الكامل أثناء الجائحة"، قدم المصوّر العالمي سيرجي بونوماريف، مشاهد من ذروة جائحة "كورونا"، في جلسة استضافها المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" خلال فعاليات دورته السادسة 2022، حيث وصفها بـ"التاريخية"، وأنها "تحوّلت عواصم عالمية عظمى إلى مدن أشباح".
الشارقة 24:
استضاف المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" خلال فعاليات دورته السادسة 2022، المصوّر العالمي سيرجي بونوماريف، خلال جلسة بعنوان: "فرص جديدة.. خلال الإغلاق الكامل أثناء الجائحة"، نقل خلالها مشاهد من ذروة جائحة "كورونا"، وصفها بـ"التاريخية"، وأنها "تحوّلت عواصم عالمية عظمى إلى مدن أشباح".
واستهل بونوماريف حديثه بالقول: "قبل 2020 كنت أتابع أزمات المهاجرين عن كثب وعايشت الكثير من الكوارث، ولم أكن أعود إلى منزلي في العاصمة موسكو لأكثر من 20 يوماً كل عام، ولكن جائحة "كورونا" شكّلت منعطفاً تاريخياً مثل "تشيرنوبل" وأحداث الحادي عشر من سبتمبر وغيرها من الكوارث الكبرى التي غيّرت من شكل العالم، ومن واقع مهمتي كعينٍ للمجتمع، انخرطت في العمل خلال الجائحة من الخطوط الأمامية، لقد كشفت هذه الجائحة الغطاء عن حياتنا وأصابت كل شيء بالشلل، وكانت ذروة الأزمة في ربيع 2020، نقطةَ تحوّل كبرى".
وعن مسقط رأسه مدينة موسكو، قال: "إن موسكو مدينة عظمى ولا تنام، مثل لندن ونيويورك وغيرهما، وهذه المدينة التي يقطنها الملايين، التقطتُ لها صوراً خالية تماماً من الناس وحتى السيارات، وهذا أمر مذهل بالنظر إلى الزخم الذي يميز هذه المدينة بسكانها ومبانيها وشغف الحياة فيها".
وأضاف بونوماريف: "في موسكو، كنت أتوقف للحظات لأتأمل هذا "الفراغ العظيم"، وكان تركيزي منصبّاً في هذا الاتجاه، وخلال جولاتي في هذه المدينة، كنت أستعيد بالذاكرة بعض الأحداث الكبرى التي مضت، مثل المناسبات التي كانت مقصداً لملايين الناس، فيما باتت تلك الأماكن خاوية على عروشها اليوم، والأمر ذاته بالنسبة للساحة الحمراء التي كانت تتحول إلى ميدان يحتضن عروضاً عسكرية ضخمة في يوم النصر، في حين بدت خالية تماماً من أي جندي، والأمر ذاته كان ينطبق على مختلف معالم المدينة، حتى تمثال الشاعر الكبير ألكسندر بوشكين الذي ألهم الملايين، كان يقف وحيداً دون ونيس".
ويتابع قائلاً: "كانت تراودني أحياناً فكرة الركون إلى غرفتي وعدم الخروج كالآخرين، ولكنني عجزت عن مقاومة هذه اللحظة التاريخية النادرة وضرورة نقلها للناس، حيث أفرغت الجائحة مدناً عظمى من سكانها كما لو أن كارثة أو حرباً قد وقعت، ولاحقاً، كان على الجميع أن يتأقلم مع الجائحة من خلال ملء الفراغ الكبير، ولكن في النهاية ستصبح جائحة "كورونا" إرثاً بالنسبة لنا جميعاً، وسيروي كل واحد منا قصص هذه الأزمة بطريقته".