ضمن جلسة بعنوان "أسرار الحيتان"، خلال فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، أكد المصور بريان سكيري، أن الحيتان لها تقاليدها التي تتوارثها عن آبائها، وموروثاتها التي تؤثر في سلوكها وتصرفاتها وطريقة عيشها، ولغاتها، بل ولهجاتها، التي تعبر بها عن مكنونات أنفسها.
الشارقة 24:
أكد المصور بريان سكيري، أن الحيتان لها تقاليدها التي تتوارثها عن آبائها، وموروثاتها التي تؤثر في سلوكها وتصرفاتها وطريقة عيشها، ولغاتها، بل ولهجاتها، التي تعبر بها عن مكنونات أنفسها، مشيراً إلى أن ذلك ما توصل إليه خلال رحلاته التي رصد فيها أنواعاً من الحيتان لسنوات عدة.
جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "أسرار الحيتان"، خلال فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، حيث تحدث سكيري حول بدايات اهتمامه بعالم الحيتان وأسرار ثقافاتها وتقاليدها، حيث يؤكد أنه في العام 2008 وخلال عملية مهنية اعتيادية لرصد الحيتان، لوحظ وجود حوت نادر في مكان لا تتواجد فيه تلك الأنواع منذ مئات السنين، عند الساحل النرويجي، ذلك الحوت أطلقوا عليه اسم "بورتر".
وكشف أنه بعد الدراسات المتعمقة وجد العلماء أنه في القرن الخامس عشر كانت الحيتان من النوع نفسه تعيش في تلك المنطقة، وأنها انقرضت بسبب الصيد الجائر، وهذا ما رجح لدى الباحثين أن "بورتر" رجع إلى المكان الذي توارثه عن آبائه من خلال القصص التي تحكى له عن تاريخهم في الساحل النرويجي، الموطن الأصلي الذي قتل فيه أجداده قبل مئات السنين.
شبه بالإنسان
وفي معرض حديثه عن تقاليد الحيتان، أكد بريان سكيري أن الحيتان كبيرة الشبه بالإنسان في أن لها عادات وتقاليد تتوارثها، وأن لها طقوساً في حركاتها، ونظام غذائها، وتجمعاتها، تقدم دلالة قوية على قوة الترابط الاجتماعي الذي يسود مجتمعها، إذ وجد من خلال المتابعة الدقيقة مثلاً أن أنثى الحوت الأبيض تعلِّم صغيرها أنماط السلوكيات، فضلاً عن تعليمه طرق حمايته من الأخطار.
غناء الحيتان
وحول الأصوات التي تصدرها الحيتان، قال سكيري: إنه على الرغم من الدراسات القديمة التي تزعم أن الحيتان تصدر أصواتها في مواسم التزاوج، فإن العديد من العلماء يؤكدون أن هناك أسباباً أخرى تتخطى مسألة التزاوج، حيث إن الصغار والكبار يتشاركون تلك الأغاني، وبرصدها وجدوا أنها تختلف باختلاف المواقف، حتى في أحزانها فإن لها أنغاماً معينة تعبر بها عن حزنها عند فقدان أحد أفرادها.
ظاهرة الفقاعات
ومن خلال تسجيل مرئي، أشار بريان سكيري إلى ظاهرة الفقاعات التي تستخدمها بعض أنواع الحيتان أثناء الصيد، وذلك بحركة يقوم بها أحد الذكور تصدر عنها فقاعات تجتذب الأسماك الصغيرة إليها، ثم تنطلق جميع الحيتان إلى سطح الماء فاتحة أفواهها لتدخل أطنان الأسماك إلى أجوافها، في وليمة غذاء جماعية، بحسب وصفه.
ظواهر غريبة
وأوضح بريان سكيري أنه اهتم بحيتان العنبر على وجه الخصوص، واكتشف ظاهرة غريبة تتميز بها الحياة الاجتماعية لدى تلك الحيتان، حيث إن إحدى الأمهات تقوم برعاية صغير أنثى أخرى، بينما تقوم الأخيرة بالغوص في الأعماق للبحث عن غذائها، مبيناً أن الشائعات التي تطرح حول حوت العنبر بشأن خطورته على الإنسان غير صحيحة، وأنه من ألطف الحيوانات البحرية وأكثرها خجلاً.
لعب الحيتان
وحول عادات اللعب التي تتميز بها مجتمعات الحيتان، قال سكيري: إنه مع فريق من المصورين والخبراء رصدوا الحيتان البيضاء، فوجدوا مشاهد تدعو للدهشة في طريقة ألعابها، وعرض مشهداً مرئياً رصدته كاميرات من الفضاء وأخرى مثبتة داخل المياه الضحلة، والتي تظهر فيها تلك الحيتان وهي تمرح وتلعب بالحجارة التي تأخذها بأفواهها ثم ترميها لتأخذها الحيتان الأخرى.
ويشارك بريان سكيري في المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" من خلال معرضه "أسرار الحيتان" الذي يعزز من خلاله ما توصلت إليه الأبحاث العلمية أن الحيتان، مثل البشر، لديها مجتمعات معقدة وتقاليد وثقافات ورثتها عن أجدادها في تصرفاتها وتجمعاتها، حيث يركز في هذا المعرض على أربعة أنواع رئيسة منها، وهي: العنبر، الحدباء، الأوركا، وحيتان بيلوغا، والتي اختارها بسبب التطابق الوراثي والغذائي الذي يجمع بينها.