استعرض المصوّر والخبير العمراني العالمي ستيفن بروك، ضمن فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، تاريخ الفنون المعمارية وإسقاطات علم الهندسة على الرسم من خلال كلاسيكيات الأعمال الفنية، في جلسة حملت عنوان: "تصوير العمارة.. النماذج التاريخية والتطبيقات المعاصرة".
الشارقة 24:
استضافت فعاليات الدورة السادسة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، المصوّر والخبير العمراني العالمي ستيفن بروك، في جلسة حوارية بعنوان "تصوير العمارة.. النماذج التاريخية والتطبيقات المعاصرة".
وتحدث بروك خلال الجلسة عن بدايته بالاهتمام بمجال التصوير منذ الطفولة، وإسهامه في الاهتمام بتصوير التراث العمراني وتكريس هذا الفن، لتحديد أنماط لدراسته والاعتناء به من منظور التصوير، ووضع هذا التراث بين يدي الدارسين والمهتمين بفنون التصوير.
واستعرض بروك تاريخ الفنون المعمارية وإسقاطات علم الهندسة على الرسم من خلال كلاسيكيات الأعمال الفنية، وقال: "إن الفنانين انتبهوا قبل أكثر من 600 سنة لخصائص التناظر والأبعاد والمساحة، وطبقوها في لوحاتهم، وهي نفسها اليوم المعتمدة في فن التصوير، لتقديم تأطيرات مناسبة تنقل المشهد بشكل يجذب العين الناظرة".
وقدّم بروك مجموعة من الأعمال الفنية وكيف طبّق الفنانون علم الرياضيات والهندسة على أبعاد لوحاتهم، خاصة في رسم أعمدة المباني والصروح والكنائس والمدرجات، لافتاً إلى أن هذه التطبيقات تتضح من خلال التناسب بين الخطوط العمودية والأفقية، إضافة إلى استخدام التعامد كخلفية للأحداث.
وأوضح بروك أن بعض مؤرخي الفن اعتبروا أنه بدون الرياضيات لا يوجد فن، وقال: "إن الفنانين قديماً اعتمدوا على نظام المثلثات أو المربعات، وما زلت توجد في المتاحف الفنية مسودات لنماذج في لوحات كلاسيكية تظهر هذه الأشكال قبل رسم اللوحة النهائية، وهذا التقليد أخذ من الفن المعماري أيضاً، حيث كان حرفي البناء ينقش بدقة هذه التطبيقات على ألواح من الجبس قبل صناعة تحفته النهائية".
وأضاف بروك: "على المصوّر البارع اتقان هذه الفنيات والتسلح بسرعة البديهة ، ومن ضمن هذه الأشكال النظام المحوري المرتكز على محور واحد، والنظام الجانبي الذي له واجهتان وهو جاذب للعين وحيوي ويعيد عين المشاهد إلى الصورة، والنظام الكلاسيكي ذو الواجهة الواحدة".
وختتم حديثه بالإشارة إلى أهمية الانعكاس والتفتيح والزاوية وأهمية وقت التقاط المشهد في تقديم صورة مميزة، لافتاً إلى أن الوقت يلعب دوراً مفصلياً في حياة المصورين للفوز بصورة مثالية.
ويعد ستيفن بروك ناشطاً في مجال الحفاظ على التراث التاريخي، وله العديد من الكتب في مجال التصوير الفوتوغرافي والهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية والتصميم، كما أنه حائز على جائزة الشرف الوطنية في التصوير الفوتوغرافي من المعهد الأمريكي للمهندسين المعماريين، وساهم في الإشراف على صور العديد من مصنفات الهندسة المعمارية والتصميم، إضافة إلى عضويته في هيئة التدريس في كلية الهندسة المعمارية بجامعة ميامي.