كرة القدم ليست كباقي الألعاب، كرة القدم هي ممارسة الحياة. هنا تبرز الأخلاق الحسنة، فإذا فلتت يعني هذا الرجل ما عنده أخلاق لمواقف الحياة، لذلك نحن نطلب من كل اللاعبين في دولة الإمارات العربية المتحدة، من فضلك أرتقِ بهذه الكرة.

صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال استقبال أعضاء نادي الشارقة لكرة القدم، قصر البديع، مايو 2019م

في هذا الحديث، الذي شرّف به صاحب السمو حاكم الشارقة أبناءه من الرياضيين في نادي الشارقة بعد فوزهم ببطولة دوري 2019م؛ قدّم سموه رؤيةً مختلفة ومقاربةً بين كرة القدم وتعلم أسس الحياة بشكل عام. رؤيةً تُعرّف هؤلاء اللاعبين والممارسين لكل أنواع العمل الرياضي بأهمية الأخلاق الحسنة، وتربط بين الرياضة ومدى القدرة على التعامل في كافة مناحي الحياة. لأن كرة القدم كما قال سموه، لعبة متفردة تشبه إلى حدٍ كبير التصرفات في الحياة.

ففي تطبيقات كرة القدم؛ التعاون واللعب ضمن فريق، وكل عضو له دورٌ محدد، والتعاون بين أعضاء الفريق هو الذي يوصل الفريق والجميع إلى الهدف المنشود وهو الفوز، وفي أثناء هذه اللعبة تبرز أهمية الأخلاق الحسنة، فهناك حكمٌ يدير اللعبة، صارماً مع كل تصرفٍ يتصرفه أحد اللاعبين، ويمكن أن يؤدي تصرف غير أخلاقي أو غير مقبول إلى انتهاء علاقة اللاعب بالمباراة، وهنا يكون اللاعب قد أساء التصرف للفريق بأكمله، وليس لنفسه فقط.

شرح صاحب السمو حاكم الشارقة خلال حديثه الثمين؛ موضوع الأخلاق والقيم، موضحاً أن الأخلاق الحسنة من أهم الأساسيات اللازمة في كرة القدم، بل في الحياة بأكملها، فالإنسان كلما حَسُنت أخلاقه والتزم بالقيم الجميلة في تعامله مع الناس؛ حصد ثمار هذا الإحسان، ووجد له المكانة المحترمة بين الناس، وسيستطيع بذلك أن يبرز مواهبه ومهاراته، ويوظفها لخدمة الناس، وسيعود عليه ذلك بالنجاح والتوفيق.

أما إذا عمل الإنسان عكس ذلك، وأصبح فرداً لا يهتم إلا بمصلحته الشخصية فقط، غير مبالياً بقيم الإيثار والتلاحم والخير والتعاضد وروح الفريق، وسلامة الآخرين؛ سيكون بذلك "إنساناً أنانياً"، ولن يحظى بمحبة أفراد الفريق. والفريق في كرة القدم نموذج مماثل للعائلة والأسرة وبقية المجتمع في العمل ومع الأصدقاء، وغيرها من أماكن التقاء الإنسان بالأخرين. 

فإذا أصبح الإنسان متصفاً بالصفات السيئة، سيتجنب الناس التعامل معه، وسيفقد كل يومٍ مزيداً من الأشخاص من حوله، وسيكون بذلك في حالة عداءٍ لا يستطيع في ظلها أن يحقق أهدافه في الحياة، كما لا يمكن وهو يتصف بهذه الصفات أن يكون مفيداً للمجتمع.

وفي هذه المقارنة البسيطة "عميقة المعنى"؛ قصد صاحب السمو حاكم الشارقة أن يتعلم الرياضيون المعاني الحقيقية للرياضة، التي تقودهم ليكونوا أشخاص أصحّاء في أبدانهم وفي عقولهم، فبتطبيق معاني وقيم التفاني في خدمة الفريق، والمساهمة في تحقيق الأهداف الجماعية، يكون الإنسان قد تعلّم الكثير مما ينفعه، وينفع مجتمعه ووطنه.