"عندما نقف مع الآخرين، نقفُ مع أنفسنا، وعندما نمّدُ يدنا للفئات والمجتمعات المستضعفة، إنما نمّدُ يدنا لمجتمعاتنا، ونأخذها إلى مستقبلٍ مستقرٍ ومزدهر".
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال كلمته بحفل جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، يونيو 2021م.
خلال حديثٍ ضافٍ إلى ضيوف الحفل والفائزين من مختلف دول العالم، قدّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رؤية الإمارة الباسمة واستراتيجيتها الإنسانية والتنموية والبشرية، كونها مساهمٌ رئيسٌ في دعم ومناصرة اللاجئين، وهم من تعرضوا لفقدان المنزل والأهل وكل شيء يقيمُ حياةً مستقرةً للأسرة، وربما الوطن نفسه، وتشردوا في مختلف بقاع العالم، كانت الشارقة وما تزال سبّاقة إلى دعمهم ومناصرتهم والوقوف معهم، إيماناً منها باللُحمة الإنسانية، وقيم التراحم والتعاضد والتعاون وإغاثة الملهوف، والأهم، لفت الأنظار إلى قضاياهم لاستقطاب مزيد من الدعم، خاصة للأطفال والأمهات.
ما أورده صاحب السمو حاكم الشارقة، ربما تكون رؤيةً جديدةً على الكل، قدمها سموه متوازنةً ومتقابلة كونها متساوية، "عندما نقدم للآخرين إنما نقدم لأنفسنا"، هذه العبارة الحكيمة، تقف إلى جانب زرع قيم الخير والتراحم في نفوس المجتمع، هذا المجتمع الذي ترعاه الشارقة، وتقدم منه الخير إلى العالم أجمع، وتعمل بكل إخلاصٍ على نشر القيم الجميلة للأطفال، وهي تربيةٍ تبذل الإمارة جهودها المتكاملة فيها لتكون هي شخصيةُ إنسان الشارقة، وهناك، في مختلف أرجاء العالم لتصبح مثالاً يُحتذى للآخرين للمشاركة في تقديم الدعم، هذه المشاركة والتربية السليمة تقوم على الفطرة، وتستند إلى أسمى معانيها في مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان، وفي تقديم كافة أشكال التعاون ليتخطى اللاجئ والمحتاجُ مشاكله، وتعود له ولأطفاله الأبرياء الابتسامة، ولينشأ أهل الشارقة على هذه القيم السامية والإحساس الإنساني الكبير.
في بقية الحديث يقول سموه، عندما نمّد يدنا إلى المجتمعات المحتاجة، إنما نمّد هذه اليد إلى مجتمعاتنا، هنا يكمنُ التلاحم الإنساني الجميل، والتعاضد القوي، فكل المجتمعات هي مجتمعات مجموعات بشرية أخرى تُمثّل اخواننا في الإنسانية، ووفقاً للقيم الراسخة في الشارقة، فنحنُ نعتبر أننا نساعدُ مجتمعنا وليس مجتمع آخر، هذه قمة التعاون، والتقدير واحترام الآخر، وهنا تكمنُ عظمة واهمية التربية والمنهج القويم الذي تبني عليه الشارقة مستقبلها وأهلها، وهو الإنسان الخيّر الذي يحب الخير لكل من حوله، وبذلك نكون قد عملنا لضمان مستقبلٍ مستقرٍ ومزدهر، لأطفالنا وأجيالنا المقبلة، ومشبعٌ بكل القيم السمحاء المستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف، وتقاليدنا الجميلة الموروثة.