نظمت جامعة الشارقة، افتراضياً، ملتقى بحثياً مشتركاً مع هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة لاستعراض التقدم والإنجازات التي تحققت في المشاريع البحثية المشتركة بين الجانبين في مجالات الطاقة والمياه والبيئة والاستدامة.
الشارقة 24:
عقدت جامعة الشارقة، افتراضياً، ملتقى بحثياً مشتركاً مع هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة لاستعراض التقدم والإنجازات التي تحققت في المشاريع البحثية المشتركة بين الجانبين في مجالات الطاقة والمياه والبيئة والاستدامة، والذي يشرف عليها معهد بحوث العلوم والهندسة في الجامعة.
حضر الملتقى الافتراضي، سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، وسعادة سعيد سلطان السويدي رئيس هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، والأستاذ الدكتور معمر بالطيب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، والأستاذ الدكتور عبد الله شنابلة مدير معهد بحوث العلوم والهندسة، والمهندسة ميادة البردان مدير إدارة البحوث والدراسات في الهيئة، وعدد كبير من أعضاء الهيئة التدريسية والعاملين في هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة.
خلال كلمة افتتح بموجبها الملتقى، وبعد أن رحب مدير الجامعة بالحضور رفع أسمى معاني الشكر والامتنان والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، على رؤية ودعم سموه المتواصل لجامعة الشارقة حتى أصبحت مؤسسة متميزة للتعليم العالي والبحث العلمي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، كما عبر عن خالص تقديره لإدارة هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة ممثلة برئيسها وجميع العاملين بها، مؤكداً بأن التعاون بين جامعة الشارقة و الهيئة يشكل مثالاً يحتذى به للتعاون الناجح بين الجامعة ومؤسسات المجتمع لتعزيز التنمية المستدامة في إمارة الشارقة على نحو خاص والدولة على نحو عام، وأوضح أن المشاريع البحثية المشتركة بين الجامعة والهيئة هي نتاج تعاون مشترك قائم منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى كرسي الأستاذية الذي انشأ عام 2016 باسم هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة في جامعة الشارقة بهدف دعم أنشطة البحث العلمي والتطوير في المجالات الهامة والاستراتيجية للمياه والطاقة والبيئة.
وأضاف مدير جامعة الشارقة، أن التعاون بين جامعة الشارقة والهيئة كان له أثر كبير في خدمة وتنمية المجتمع من خلال تقديم حلول عملية وتطوير سياسات وتقنيات في مجال المياه والطاقة بالإضافة إلى نشر 25 مقالة بحثية في المجلات العالمية الموثوقة، وكذلك عرض عدد من هذه الأبحاث في المؤتمرات الدولية، كما ساهم هذا التعاون في تدريب العديد من موظفي الهيئة بالإضافة إلى طلبة الجامعة الدارسين بدرجات البكالوريوس والدراسات العليا من خلال إشراكهم في تلك البحوث.
واختتم النعيمي حديثه بأن جامعة الشارقة تقف اليوم بين أفضل الجامعات في دولة الإمارات والمنطقة والعالم، كونها أكبر جامعة في الإمارات ومن بين الجامعات الرائدة في البحث العلمي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي في جميع المستويات، وتدرك الدور الحاسم للبحث العلمي في تنمية المجتمع والنهوض به كمؤسسة رائدة للتعليم العالي، ولا تزال جامعة الشارقة تركز على توفير أبحاث عالية الجودة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع.
من جانبه رحب سعادة سعيد سلطان السويدي رئيس هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة بتنظيم هذا الملتقى، وأعرب عن تقديره لإدارة الجامعة والباحثين من الطرفين، كما أعرب عن تقديره للعاملين في الهيئة على تكوين النموذج الناجح في التعاون مع الجامعة في مجال البحوث والدارسات والذي يصب في خدمة المجتمع وتنميته، مؤكداً سعي الهيئة المستمر لمد جسور التواصل مع الجامعات ومراكز الأبحاث على الصعيد المحلي والعالمي في سبيل توفير الحلول المستدامة لإمارة الشارقة في مجالات الكهرباء والمياه والغاز.
وأضاف السويدي أن التعاون بين الجامعة والهيئة له عدة أشكال منها الدعم المستمر لتمويل المشروعات البحثية، وإعداد الدراسات المشتركة، والتدريب المهني للطلبة، بالإضافة إلى تقديم المنح الدراسية، هذا إلى جانب كرسي الأستاذية الذي أنشأته الهيئة بالجامعة بهدف دعم الأنشطة البحثية والتعليمية في مجالات الطاقة والمياه وحماية البيئة والاستدامة.
وقدم الأستاذ الدكتور معمر بالطيب عرضاً عن قطاع البحث العلمي في الجامعة من حيث البنية التحتية البحثية والمعاهد والمجموعات البحثية والتي وصل عددها كما قال إلى 62 مجموعة، بالإضافة إلى مراكز التميز، مؤكدا أن جامعة الشارقة شهدت تطورا ملحوظا في الإنتاج البحثي منذ عدة أعوام من حيث الكم والكيف، وأن عدد بحوث أعضاء هيئة التدريس في الجامعة المنشورة في قاعدة بيانات سكوبس (Scopus)وصل إلى 900 بحث علمي منذ بداية العام الحالي فقط، وهذا وضع الجامعة على قمة جامعات الدولة في الإنتاج البحثي للسنة الحالية.
أما الأستاذ الدكتور عبد الله شنابلة، فقد قدم عرضاً تضمن نبذة عن معهد بحوث العلوم والهندسة منذ تأسيسه في العام: 2014 وتطوره خلال الفترة الماضية، كما قدم نبذة عن التعاون المثمر بين كليات الجامعة المختلفة والمعهد، وأهم مجالات البحث ذات الأولوية، ثم تحدث عن المراكز والمجموعات البحثية التابعة للمعهد، وعرض عدداً من الرسوم البيانية للإنتاج البحثي في قاعدة بيانات سكوبس (Scopus).
وقدم الباحثون خلال الملتقى مجموعة متميزة من المشروعات البحثية المشتركة التي تعمل على إيجاد حلول ومقترحات للمشاكل التي تواجه المجتمع ومنها مشروع بحثي تحت عنوان:" نمذجة دوران وجودة المياه في بحيرة الحمرية وحولها الشارقة"، حيث تتصل بحيرة الحمرية بالخليج العربي ليتم تبادل المياه بين البحيرة والخليج، وتم إنشاء فريق مشترك من جامعة الشارقة و SEWA لتطوير نموذج شامل ثنائي الأبعاد هيدروديناميكي باستخدام برنامج Delft3D لفهم الديناميكا المائية وجودة المياه في بحيرة الحمرية، كما تم تقديم توصيات و مقترحات بشأن تحسين تشغيل المصنع.
وكذلك البحث المرتبط بالتوزيع الزمان - المكاني لمناسيب ونوعية المياه الجوفية في الشارقة، حيث تم تشكيل فريق مشترك من جامعة الشارقة هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة لجمع البيانات من الآبار المتوفرة والمنتشرة في مناطق مختلفة من الشارقة لتحليل هذه البيانات وإعدادها في صورة خرائط توضح التوزيع الزمان- المكاني لمناسيب ونوعية المياه الجوفية مما يسهم في الجهود المبذولة للإدارة المستدامة لموارد المياه في الشارقة، بالإضافة إلى دراسة تطوير سياسات وممارسات إعادة استخدام المياه الرمادية في الشارقة، حيث أن إعادة تدوير المياه الرمادية تؤدي إلى تقليل الطلب على تحلية المياه وتقليل استهلاك المياه الجوفية، ويعمل الآن فريق مشترك من جامعة الشارقة وهيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة لتقييم نظام إعادة تدوير المياه وتطويره واقتراح التعديلات والتحسينات المناسبة، بالإضافة إلى دراسة أساليب وتقنيات معالجة المياه الرمادية واقتراح الأنسب منها للاستخدام في الشارقة.
وفي مجال الطاقة يوجد العديد من المشروعات البحثية الجاري العمل عليها حالياً من خلال الفرق البحثية بالجامعة ومنها الدراسة الخاصة بنظام تكييف هواء مبرد يعمل بالطاقة الشمسية، وذلك بهدف تصميم نظام تبريد بالامتصاص الحراري الشمسي بسعة 10 طن في إمارة الشارقة، من خلال تحليل المحاكاة والنمذجة لتحسين نظام التبريد الشمسي، وكذلك إعداد واختبار أداء النظام في ظل ظروف الطقس في الإمارة.
ومن الدراسات التي تم عرضها خلال اللقاء أيضاً دراسة المجمع الحراري الكهروضوئي الهجين، وفقاً للرؤية الاستراتيجية للدولة نحو تنفيذ مصادر بديلة للطاقة، حيث ستساعد المجمعات الحرارية الكهروضوئية الهجينة على زيادة تغلغل الطاقة المتجددة وتوظيف المزيد من الطاقة الشمسية لتسخين المياه وتطبيقات الكهرباء، واستكشاف أقصى إمكانات الاستفادة بهذه الحلول غير التقليدية في واقع الحياة بالدولة، كما تعمل دراسات أخرى على تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة حرارية أو طاقة كهربائية كما هو الحال في السخان الشمسي والمبرد الشمسي ومحطة الطاقة الشمسية المركزة (CSP) والطاقة الكهروضوئية.
كما تهتم أحد الدراسات بالتحليل الاقتصادي التقني والبيئي لأنظمة استخلاص الماء الصالح للشرب من الهواء، وهي عبارة عن تطوير مشروع بحثي تعاوني حول أداء وتحسين وحدات الهواء الصالح للشرب في ظل الظروف الجوية والرطبة في الشارقة، ويهدف المشروع إلى تطوير نظام مستدام لإنتاج مياه شرب عذبة ونظيفة من الهواء الرطب باستخدام نظام الطاقة المتجددة والنظيفة.