يستعد غيث الإماراتي لإسدال الستار على الموسم الرابع من "قلبي اطمأن"، أحد أبرز البرامج في المجال الخيري والإنساني، وعرضت أمس حلقة "عالم بلا فقر"، التي دعا خلالها إلى تسليط الضوء على مبادرات وأفكار وتجارب جديدة لتقليل الفقر حول العالم.
الشارقة 24:
بعد استعراض العديد من قضايا الفقر طوال شهر رمضان المبارك، وبيان أفضل السبل الكفيلة للحد منه، يستعد غيث الإماراتي لإسدال الستار على الموسم الرابع من "قلبي اطمأن"، أحد أبرز البرامج في المجال الخيري والإنساني، وعرضت أمس حلقة "عالم بلا فقر"، التي دعا خلالها إلى تسليط الضوء على مبادرات وأفكار وتجارب جديدة لتقليل الفقر حول العالم.
استهل غيث الإماراتي حلقته، بالحديث عن معنى الفقر، وخط الفقر، وبيان أسباب الفقر، والتجارب الدولية الناجحة في علاجه (قديماً وحديثا)، ودعم ذلك بالأمثلة وأحدث الإحصاءات الصادرة في هذا المجال، وقدم بعض النماذج المهمة عن دول استطاعت أن تقدم تجارب جيدة في التقليل والقضاء على الفقر، عربياً وإقليمياً وعالمياً.
وذكر غيث، أن القضاء على الفقر ليس عملاً يستطيع شخص واحد القيام به، فقد بذلت الكثير من الجهود بينها مليارات الدولارات، وملايين الأفكار، وآلاف البرامج، لكنها لم تستطع القضاء عليه، مبيناً أن سبب المشكلة الأساس يعود إلى نقص الابتكار، وأن التغيير والنجاح يستوجب إعادة التفكير واتحاد الجهود وأهمية العلاج مهما كان مكلفاً، لأن تركه بلا علاج سيكلف العالم أكثر، على حد قوله.
وفي الحلقة، قدم غيث أرقاماً وإحصاءات عن الفقر في العالم، حيث ذكر أن أكثر من 7 مليارات شخص يعيشون في 195 دولة حول العالم، بينها 52 دولة تصنف بدول مرتفعة الدخل، و96 دولة تصنف بدول متوسطة الدخل، بينما 31 دولة تصنف من الدول دول فقيرة، مضيفاً أنه يقال إن موارد الأرض تكفي 3 أضعاف عدد البشر ومع ذلك يعاني نصف سكان العالم تقريباً أو ما يقارب 3.4 مليار نسمة من الفقر، في حين 46 % من هؤلاء يعيشون في فقر مدقع، ونصف الفقراء هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 17 عاماً، و1.3 مليار شخص يعيشون في فقر متعدد الأبعاد، وازداد عدد الفقراء بنحو 120 مليون شخص إضافي نتيجة الوباء، ومن المتوقع أن يرتفع المجموع إلى حوالي 150 مليوناً بحلول نهاية العام الجاري.
وأوضح غيث، أن هذه الأرقام التي عرضت في الحلقة هي صادرة عن الأمم المتحدة، وعلق عليها قائلاً إنها هذه الأرقام صادمة ومخيفة، فما الحل؟ والمفارقة أنه يقال إن 26 شخصاً يملكون نصف ثروة العالم وباقي العالم الذي يبلغ 7 مليارات يتملك النصف الآخر، ويقال إن 82% من ثروة العالم يملكها 1% من البشر فأين الخلل؟
وقام غيث في هذه الحلقة كعادته، بدعم عدد من الحالات الإنسانية المختلفة التي تحتاج إلى المساعدة، وهي حالات (عربية وغير عربية) و(فردية وجماعية)، حيث قام بدعم توفير فرص عمل للمتضررين من جائحة كورونا، وتطوير أعمال أخرى لأشخاص لا يستطيعون تطوير أعمالهم، كما قام بتسديد بعض الديون، ومنح الفرصة لفتح مشروع جديد، والمساعدة في تيسير زواج، ومنح الفرصة لتعديل أوضاع الإقامة بتجديد الأوراق ودفع مستحقات التأخير، وغيرها.
وعلى الصعيد العام، وفي إحدى المدن، زار غيث مدينة من أخطر المدن، وهي مدينة غارقة في الظلام بسبب عدم وجود الكهرباء، وكذلك بسبب عدم قدرة الكثير من السكان على دفع أجورها، مما يجعل المدينة ساحة مناسبة للجريمة والسرقات والكثير من المشكلات الاجتماعية، وقدم غيث حلولاً بإنارة المدينة، وأشار إلى أهمية العناية بهوايات الشباب كخطوة أولى للقضاء على الفقر وحمايتهم من الجريمة والانحراف وشغل الوقت بالنافع من الاعمال.
وفي ختام الحلقة الأخيرة، بين غيث أن الفكرة الأساسية من حلقات الموسم الرابع من "قلبي اطمأن"، هو أن يلتفت الجمهور من متابعين ومهتمين في شؤون العمل الخيري إلى جوانب فقر كثيرة غائبة عن الناس في العالم، إذ لا تنحسر مشكلة الفقر-حسب تصور الكثيرين- في الوطن العربي، أو في قضايا محدودة فقط، وإنما هي مشكلة أوسع بكثير مما قد يتصور أحد، وتبدو واضحة إذا سافر الإنسان حول العالم واستمع للناس عن قرب، وتعرف بالتالي إلى أنواع كثيرة من الفقر لم تنل الاهتمام الكافي من الرعاية، فزادت عليها معاناتها الإنسانية، واستدعت التدخل لعلاجها بأسرع وأكبر صورة ممكنة.
وناقش برنامج "قلبي اطمأن"، في موسمه الرابع لهذا العام، العديد من المشكلات المتعلقة بالفقر أبرزها: ذوو المهق، وذوو التقزم، والمصابون بالمراحل الأخيرة من المرض، والمغتربون العرب، وحالات التشوه، وضحايا الحروب، وأصحاب الهمم، وكورونا، والمشردون، وغيرها، كما قام بفتح أبواب تبرع جديدة للكثير من الحالات التي لم تطرق من قبل على المستوى المحلي والإقليمي، ولقيت الكثير من التفاعل من قبل ملايين المشاهدين على شاشات المحطات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي.