أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، خلال لقائها مع 80 فناناً يمثلون الدولة في مهرجان سميثسونيان للفنون الشعبية بالعاصمة الأميركية واشنطن، أن الفنّ يحرّض على المحبة والوئام، وأن الإبداع لغة استثنائية تخاطب بها دولة الإمارات العالم بأسره.
الشارقة 24 – وام:
التقت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب في مركز أبوظبي للشباب، يوم الخميس، مع 80 فناناً يمثلون الدولة في مهرجان سميثسونيان للفنون الشعبية أحد أبرز الأحداث الفنية والثقافية على مستوى العالم، الذي يتم تنظيمه سنوياً في العاصمة الأمريكية واشنطن.
ويستضيف المهرجان، دولة الإمارات العربية المتحدة فقط في دورته هذا العام بدعم كامل من وزارة الثقافة والشباب، وبالشراكة مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وسفارة الدولة في الولايات المتحدة، ويعقد في الفترة من 23 وحتى 27 يونيو الجاري، ومن 30 يونيو إلى 4 يوليو المقبل.
حضر اللقاء، سعادة مبارك الناخي وكيل الوزارة، وشذى الملا وكيل مساعد لقطاع التراث والفنون، وروبن سولومون نائب رئيس البعثة المكلف في السفارة الأميركية في الدولة، وعدد من الشخصيات الرسمية والثقافية والإعلامية.
وأكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي، خلال اللقاء، أن استضافة المهرجان الذي يحتفي بالتراث والتاريخ الإنساني لدولة الإمارات يدل على أن الفنون بمختلف أشكالها امتدادٌ لحضارة الشعوب.
وأوضحت الكعبي، أن الفنّ أسمى أشكال التعبير الإنساني وتواجد الإبداعات الإماراتية بأشكالها وتجلّياتها المختلفة يعدّ فرصة لتوسعة نطاق التعاون مع مختلف الجهات والمؤسسات العالمية، ويسهم في إخراج الفنون الإماراتية والخليجية والعربية على حدّ سواء من حيّز الصورة النمطية ويجسّد القيمة الحقيقية للتجارب الإبداعية التي تشكّل حلقة وصل جوهرية بين مختلف الشعوب والحضارات الإنسانية.
ونوهت معاليها، بأن دور الفنانين في مثل هذه الفعاليات يتجاوز الحدود المحلية والإقليمية إلى ما هو أبعد، مشيرة إلى أن الجمهور في الولايات المتحدة سيتعرّف خلال أيام الفعالية على الكثير من الإبداعات الفنيّة وخاصة التراثية التي تحكي عن دولة الإمارات وموروثها الثقافي ما سيساهم في تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن الفنون في المنطقة بشكل خاص.
وأشارت أن الشعوب تُعرف بمبدعيها وتقاس حضارتها بمدى ارتباطهم بمكنونات هويّتهم الوطنية الأصيلة، لهذا فإن مشاركة نخبة من الفنانين الإماراتيين والمقيمين في هذا المهرجان يعكس الإرث الكبير الذي تتمتّع به بلادنا، والذي أوصلها لأن تكون الدولة الضيف هذا العام كما يدلّ على مكانة الفنون الإماراتية والعربية وعراقتها وحضورها بين مختلف الفنون المرتبطة بحياة الشعوب.
وأضافت الكعبي، أن الفنّ يحرّض على المحبة والوئام ويدفع باتجاه تعزيز سبل التلاقي الفكري والمعرفي بين الشعوب، كما أنه اللغة الأهمّ التي تجمع عشّاق الفنون ومتذوقيها، لهذا فإن تواجد هذا الثقل الفني والمعرفي والثقافي الإماراتي في هذا الحدث، يدلّ على أن الإبداع لغة استثنائية تخاطب بها دولة الإمارات العالم بأسره.
وينطلق المهرجان، الذي يحمل شعار "الإمارات العربية المتحدة: مشهد نابض بالحياة وذكريات خالدة"، حيث سيقدّم للجمهور مجموعة من الفعاليات المتنوّعة التي يشارك فيها أكثر من 80 حرفياً ومبدعاً وموسيقياً من دولة الإمارات رسالتهم التعريف بالإرث الكبير والعريق من الفنون والثقافة الإماراتية التراثية والمعاصرة والتي بنيت على موروث ثقافي أصيل.
وتبدأ الفعاليات المجانيّة والمتاحة لجميع أفراد المجتمع بحفل موسيقيّ مساء 22 من يونيو، فيما ستبدأ فعاليات البرامج الثقافية المصاحبة في اليوم التالي حيث ستسلّط الأنشطة الضوء على الذاكرة الحيّة والتقاليد الثقافية الأصيلة المنبثقة من التجربة الإماراتية بما يتعلّق بارتباط الموروث الثقافي لدولة الإمارات بالأرض والبحر والسماء وتقاليد العيش والتبادل الثقافي والثراء المعرفي واللغوي وغيرها، إلى جانب التعريف بالنموذج الفريد للدولة في احتضانها لتنوّع كبير في الجنسيات والثقافات ورؤاها المستدامة، وخططها لاستشراف المستقبل.
وسيتعرّف الجمهور، على مجموعة واسعة من الفعاليات خلال الحدث، مثل ورش عمل ابتكار العطور والبخور وابداعات الصقارين الذين سيعرّفوا الحضور على هذه الرياضة التقليدية بشكل مباشر، إلى جانب استعراض باقة متنوّعة من الفنون الشعبية التراثية مثل "النهمة" وهي أغنيات صائدي اللؤلؤ الشهيرة، إضافة إلى التعريف بالمأكولات التقليدية للدولة والموسيقى الفلكلورية، كما سيخصص المهرجان سوقاً من تصميم السوق العربي لعرض المنتجات الفنية والحرفية المعاصرة من دولة الإمارات.