الشارقة 24 – وام:
افتتحت اليوم الخميس، مكتبة محمد بن راشد، المنارة الثقافية الجديدة في دبي ودولة الإمارات، أبوابها للجمهور لأول مرة، بعد تدشين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" للمكتبة.
وتنقسم المكتبة إلى 9 مكتبات رئيسية بجانب المرافق الحيوية والمسارح والقطاعات المختلفة، وتحتوي على أحد العجائب الثقافية والإنسانية وهو معرض كنوز المكتبة أو ما يعرف بـ "ذخائر الكتب"، ويُعد متحفاً ثقافياً حضارياً يضم مجموعة فريدة من الكتب والأطالس والمخطوطات النادرة والقديمة، التي يعود بعضها إلى القرن الثالث عشر للميلاد.
وأوضح الدكتور محمد سالم المزروعي المدير التنفيذي لمكتبة محمد بن راشد، أن متحف ذخائر الكتب يضم مجموعات تاريخية وكنوز نادرة من الحضارة الإسلامية، وأدوات الكتابة، والمجلدات والقصاصات بكل اللغات، وأدب الرحلات والخرائط والأطالس، وأيضاً كتب سماوية نادرة ومجلدات عن الأديان، داعياً الزوار من مختلف الفئات للاستمتاع بالجولة الثقافية المهمة.
وضم متحف "ذخائر الكتب"، الطبعات الأولى من كثير من كتب الرحلات إلى الجزيرة العربية وكتب وصف منطقة الشرق الأوسط، ومجموعة ثمينة من الخرائط الأوروبية والعثمانية للجزيرة العربية من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر، من بينها خريطة بطلمية مذهبة وملونة للجزيرة العربية مطبوعة في العام 1482، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الأطالس التي تم انتقاؤها بعناية، من بينها أطلس نادر عن النجوم وأطلس بحري وأطلس عن الخيول والصقور.
وكشفت مكتبة محمد بن راشد عن عددٍ من أبرز المقتنيات الأصلية والكتب النادرة واحتوى على ركن خاص يحكي قصة "أدوات الخطاط"، حيث احتل الخط العربي تاريخياً مكانة رفيعة لدى المسلمين باعتباره الوسيلة الأساسية لحفظ القرآن الكريم ونشره، كما تنقل الأعمال الفنية المعروضة في هذا القسم إلى البيئة التي كان يعمل فيها الخطاطون في ذلك الزمان، بما في ذلك الأقلام والسكاكين وألواح التقطيع والمقصات وصناديق التخزين وصناديق الأقلام والمقلمات والمحابر.
وفي منتصف المتحف، يوجد صندوق خطاط من العهد العثماني، القرن الثاني عشر الهجري - الثامن عشر الميلادي يستخدم لتخزين أدوات الخطاط من الأقلام والحبر والسكاكين، بالإضافة إلى صدف السلحفاة وصدف اللؤلؤ على شكل مربعات ومثلثات متشابكة. غطاؤه بمفصلات وحواف مدورة، وأيضاً مقلمة ذهبية مرصعة بالزمرد والياقوت والماس من سلطنة الدكن وسط الهند، أواخر القرن العاشر الهجري - السادس عشر الميلادي وهي مقلمة فاخرة صممت ليتم تثبيتها على وشاح الخصر.
كما يضم معرض "ذخائر الكتب" إصدارات مبكرة من عدد من الكلاسيكيات الأدبية، علاوة على ترجمات لاتينية لأعمال علمية من العصر الذهبي الإسلامي، إلى جانب مجلات ودوريات عربية نادرة من العالم العربي وخارجه، إضافة إلى مجموعة رائعة من توقيعات شخصيات عالمية.