" بصفتهم أبنائي وبناتي، أسدي لهم إضافة إلى ما تعلموه في هذه الجامعة من علمٍ وتربيةٍ وأخلاق أن يحافظوا على الأخلاق، لأن بالأخلاق تستوي كل الأمور.
وسُئل عالم كيف تقيّم الإنسان؟، فقال: "إذا كان ذا خُلق أعطيه واحداً، وإذا كان ذا مال أحط صفراً بجانب الواحد ليصبح عشرة، وإذا كان ذا جاه وعزّة ومكانة أعطي صفراً فيصبح 100، وإذا كان ذو شرف ونسب وحسب أعطيه صفراً فيصبح 1000، ولكن لو أخذنا الأخلاق، انتزعناها فننتزع الواحد، فبعد ما آخذ أنا الواحد لا تبقى إلا الأصفار بدون قيمة."
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في حفل رابطة الخريجين، الجامعة الأميركية بالشارقة، 2020م.
أرسل صاحب السمو حاكم الشارقة، في مناسبةٍ جميلةٍ تجمعُ أسرة الجامعة الأميركية بالشارقة سنوياً، من الخريجين والخريجات من مختلف الكليات، كعادة سموه وهو الوالد والتربوي والمدرس، رسالةً ونصيحةً تعينهم في دروب الحياة التي يسيرون فيها، ويعيشون ويعملون في مختلف التخصصات التي تعلموها في الجامعة.
والنصيحة الغالية بعد كل هذه السنوات من مغادرة الجامعة، كانت ما ينتظرونه من الوالد صاحب السمو حاكم الشارقة، ورئيس الجامعة التي قدمت لهم أرقى أنواع التعليم، وتنتظر منهم أدواراً كبيرة في الارتقاء بالمجتمع والمساهمة في تطوره.
تضمنت النصيحة الغالية، في تلك المناسبة العزيزة، التي يحرص أبناء وبنات الجامعة على حضورها كونها لقاءً عائلياً جميلاً، إسباغُ الصفة أولاً وتحديدها، وهي أن هذا الجمعُ الكريم هم أبناء وبنات سموه، الذين يفتخر ويُفاخر بهم، وهو يرى نجاحهم وتقدمهم المهني الكبير، هنا في الشارقة ودولة الإمارات، وبقية الدول التي ينتمي إليها الخريجون، وبتلك الصفة تكون الرسالة أعمق وأشمل، ومسارها الصحيح هو علاقة الأب بأولاده، وهو من أجلّ المسارات وأبلغ المواضع وأنبلها.
وهي في ذات الوقت تشريف الوالد الحريص والمربي الحكيم والرئيس المتابع للخريجين بتلك المكانة المرموقة، والتي تحتم تناول كل الشؤون التي من شأنها تطوير وترقية المستوى العام للأبناء، والتي اختصرها سموه بالمحافظة على الأخلاق، كونها أساس كل نجاح، وبها تتوازن الأمور وتبلغ منتهاها السعيد.
وواصل صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه عن أهمية الأخلاق باختصار لتوضيح المعنى، عبر مثال من أحد العلماء والحكماء، والذي سئل عن الأخلاق فجعلها هي الأهم وصاحبة المكانة العليا في حياة البشر.
وقدم سموه مقاربة ومقارنة بين الأخلاق من جهة، والمال، والجاه والعزّة والمكانة، والشرف والنسب والحسب من الجهة الأخرى. وهي مقارنة تنتهي إلى صالح الأخلاق كأحد القيم الحميدة التي تصلحُ بها حياة الإنسان.
وعبر ذلك المثال الواضح، أثبت سموه أن الأخلاق هي التي تستند عليها كل تلك الصفات التي يسعى لها الناس، ويُقيمون بها حياتهم ويفتخرون بها، وتعطيهم المكانة التي يسعى لها الإنسان في كافة الجوانب الاجتماعية، وبدون الأخلاق يذهب كل ذلك إلى لا شيء، إلى الصفر، ويصبح الإنسان بدون قيمة.
ولذلك يجب المحافظة على الأخلاق دوماً في كل خطوات الحياة، لينعم الإنسان بالمكانة الحقيقية والرضا عن النفس، ومن المجتمع، ليحقق بذلك ما يصبو إليه وسط مسارٍ تربوي عملي قيّمي سليم، وهو ما تسعى إليه الجامعة الأميركية بالشارقة في طلبتها الذين تفتخر بهم، وتجتمع إليهم كل عام.