جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

الشعر وجدانُ الأمة وضميرها

16 فبراير 2021 / 2:24 PM
"خدمة الشعر العربي، ولو جاء متأخراً، لكن أظن نستطيع أن نلحق بالركب الحضاري، الذي نشاهده في البلدان الأخرى، نحن سعداء أن هذا الشعر لم يُؤخذ ليُشوّه، وتُرك مثلما هو، نحن كذلك سعداء أن ما في حد أخذه وشوهه أو ضيّعه، لذلك الآن نحن نُحييه مرة ثانية، وبعثُ الحياة في هذه المادة من الثقافة شيء مهم جداً، لأن الشعر هو وجدان، والشعر ليس ككتابة القصة أو كتابة الرواية، وإنما كتابةٌ تنبع من الوجدان، من العاطفة".

صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في لقاء الأدباء والكُتّاب والشعراء العرب، 2020م

يبدأ صاحب السمو حاكم الشارقة حديثه إلى نخبة الكُتّاب والشعراء والمهتمين من مختلف الدول العربية، بأنه يجب العمل من أجل إحياء الشعر العربي، ونشره، والتنقيب عنه، ودراسته، ونقده، وتعليمه للأجيال الجديدة، وغيرها من أعمالٍ وأفعال. 

هذه الأعمال تجعل المثقفين والمسؤولين معاً، يسعون في خدمة الشعر العربي، وهي خدمةٌ تتعلق بحياة الأفراد والمجتمعات، كون الشعر العربي هو وعاء الثقافة والتاريخ الكبير. 

وفي هذا الوعاء نجد وصفُ العادات والتقاليد، والتاريخ والأحداث والوقائع والتحليلات والنظرات الحكيمة، وكل ما كان من أمر المجتمعات العربية في لحظاتٍ سابقاتٍ كثيرة، ومتعددة المحطات من التاريخ.  

ولهذا ولأهمية ومكانة الشعر في قلب الإنسان العربي، يجب أن نهتم بالشعر، ونعمل على تطويره، والاهتمام بالشعراء، مثلما تفعل البلدان الأخرى من حولنا.

ويشير صاحب السمو حاكم الشارقة إلى عدة حسناتٍ يلحظها مجتمعُ الشعر، ويقدّرها سموه، كونه مؤرخاً وشاعراً ومهتماً بالتاريخ، وتطور المجتمع، أولها أن الشعر العربي أصبح مؤخراً يجد من يهتمُ به، وثانيها أنه يمكن الوصول إلى الاهتمام الكبير بالشعر، وثالثها أن الشعر العربي موجودٌ كما هو، لم يضيع أو يتشوه. 

وبالاعتماد على هذا التشخيص والنظرة الواقعية، يمكن أن يبدأ مشروع "بعثُ الحياة" كما أسماه سموه، والهدفُ هنا واضحٌ، وهو إعادة الألق والبريق للشعر العربي ضمن الاهتمام الواسع بالثقافة واللغة العربية، وهما أساس المجتمع وعزوته للتطور والترقي، كما تؤمن الشارقة بأن بناء الإنسان هو ضمان المستقبل.

 وعبر حديثه، قدم صاحب السمو حاكم الشارقة تعريفاً مبسطاً وشاملاً للشعر، فهو وجدانُ الأمة وضميرها الحي، والشعر للعرب على وجه التحديد، كما ذكر سموه في أحاديثٍ سابقة، هو الوعاء الذي انصهرت فيه مواهب وحكم وقدرات وتواريخ وقصص وعبر وآمال وطموح المجتمع العربي. 

والشعر، كما شرح سموه، هو كتابةٌ تنبعُ من الوجدان، والعاطفة، وهو ما يعطيه مميزات تعبير إضافية، اجتماعية ونفسية وثقافية كلها تقود نحو الانتماء العميق والحقيقي للمجتمع.
 
وهذه المعطيات تجعل الشعر، وبقية مكونات الثقافة التي تعمل عليها الإمارة الباسمة، حجر الزاوية في تربية الأفراد التربية الوطنية المنشودة. 

حول المؤلف
February 16, 2021 / 2:24 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.