شدد المصور العالمي روبن هاموند، في جلسة ملهمة ضمن فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، في مركز إكسبو الشارقة، على أن بعض الصور لديها القدرة على تغيير نظرة العالم إلى القضايا المجتمعية المهمة، مما يجعل عملية التصوير بـ"المهمة غير السهلة".
الشارقة 24:
أكد المصور العالمي روبن هاموند، أن بعض الصور لديها القدرة على تغيير نظرة العالم إلى القضايا المجتمعية المهمة، مما يجعل عملية التصوير بـ"المهمة غير السهلة".
جاء ذلك، خلال تقديمه جلسة ملهمة، حملت عنوان "مُدانون– الصحة العقلية في الدول التي تعاني من أزمة"، عقدت ضمن فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، الذي تتواصل فعالياته في مركز إكسبو الشارقة، حتى 13 فبراير الجاري.
واستعرض المصور هاموند، مسيرته المهنية، وأبرز المشاريع التي عمل عليها، واستطاع من خلالها تسليط الضوء على شريحة من الناس الذين يعانون من مشكلات في صحتهم العقليّة، وما يتعرضون له من معاملة قاسية، خاصة في بعض الدول التي تعاني من أزمات وحروب وفقر.
واستهل هاموند الجلسة، بالإضاءة على الهدف من التصوير ومدى قدرته على إحداث التغيير، وأوضح أنه في 2011 طلب مني التوجه إلى جنوب السودان، من أجل تغطية عملية الاستفتاء على حق تقرير المصير، والذي جاء بعد صراع طويل، أدى إلى مقتل الآلاف ونزوح أعداد كبيرة من السكان نحو مناطق أخرى، وخلال تواجدي هناك لفتت نظري فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تتسول على جانب الطريق، حينها سألت السائق عن ما يقدمه البلد من دعم للمصابين بأمراض عقلية وإعاقات ذهنية، فكانت إجابته بأنه يتم إيداعهم في أحد السجون، فطلبت منه اصطحابي إلى المكان، حيث عثرت هناك على عشرات الأشخاص وقد قيدوا بالسلاسل، وبعضهم يمكث في زنازين تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ويعيشون جميعاً أوضاعاً صعبة، وذنبهم الوحيد إنهم يعانون من إعاقات ذهنية".
وتابع هاموند، تلك المشاهد كانت كفيلة بدعوتي للعمل على تقديم المساعدة لهذه الشريحة، من خلال توثيق قصصاً حول الصحة العقلية والنفسية والاجتماعية في مجموعة من الدول، وأكد أن التجربة التي مر بها في جنوب السودان، دعته إلى تخصيص حياته لتوثيق معاناة أولئك الذين يعانون من مشكلات في الصحة العقلية.
وأضاف خلال جولاتي في عدد من دول العالم، اكتشفت مدى تأثير الحروب والأزمات التي تمر بها الدول، وكذلك تأثيرات الفقر والسجن على هذه الشريحة، وكيف يمكن أن تساهم في زيادة أعدادهم، وأوضح أن اختياره لمساره المهني دفعه للتواصل مع مجموعة من المنظمات الدولية، من أجل تحفيزها على تقديم الدعم لأبناء هذه الشريحة، وتخليصهم من السلاسل التي يتم تقيدهم بها لما في ذلك من تأثير كبير على صحتهم العقلية والجسدية أيضاً.
وأكد هاموند، أنه على مدار عامين عمل جاهداً على تغيير مفهوم (الصحة العقليّة)، وكان ذلك من خلال سلسلة صور التقطها في عدد من الدول الإفريقية، التي تعاني من غياب تام للدعم اللازم لمعالجة الأمراض العقلية ونقص الوعي حول هذه القضايا.
وتابع أن عمليات النزوح التي يتعرض لها الناس في بعض الدول نتيجة الحروب، يمكن أن تؤدي إلى إصابة البعض باضطرابات عقلية، وكذلك السجن في أوضاع معينة يمكنه التأثير على الصحة العقلية، مشيراً في هذا السياق، إلى أهمية تخصيص مساحات واسعة للأطفال حتى يتمكنوا من ممارسة ألعابهم، لما لغياب هذه المساحات من تأثير على صحتهم العقلية.
وتطرق هاموند، خلال الجلسة، إلى الكثير من المشاريع التي رصد من خلالها أيضاً أوضاع الروهينغا، وتوقف عند أهمية نشر مثل هذه القصص على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح أن نشر الصوّر وتعميمها سيساهم بلا شك في إحداث تغيير على حياة هؤلاء الناس، وسيحسن من أوضاعهم المعيشية، كما يؤدي إلى إجبار المنظمات الدولية على التفاعل مع هذه القضايا والتحرك من أجل وضع حد لبعض الممارسات التي تقوم بها الدول والمجتمعات والتي قد تكون نابعة من الجهل ونقص الوعي.