ناقش المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، خلال حوار ملهم بعنوان "أين ترسم الخط؟"، الذي استضاف فيه المصورين الروسيين "سيرجي بونوماريف" و"ديمتري بيلياكوف"، أثر الحروب وصعوباتها على المصوّر الصحافي.
الشارقة 24:
عقد المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في نسخته الخامسة، حواراً ملهماً بعنوان "أين ترسم الخط؟"، استضاف فيه المصورين الروسيين "سيرجي بونوماريف" و"ديمتري بيلياكوف"، للحديث عن العديد من تجاربهم الخاصة كمصورين في مناطق النزاع وأثر الحروب وصعوبتها على أعمالهم وحياتهم.
وتناول المصوران، خلال الجلسة التي أدارها المصور راي ويلز، تغطيتهما للصراع في أوكرانيا، بين انفصاليين روس وقوات موالية للحكومة، والصعوبات التي مرّوا بها، حيث قال سيرجي بونوماريف: "عانيت كوني مواطناً روسياً من قمع القوات الحكومية الأوكرانية لي وضربت وكُسِر ضلعي لأنهم اعتقدوا أنني مع الجانب الآخر من الصراع".
وتابع: "الأمور في الحرب معقدة، وما لا يراه الناس على أرض الواقع لن يستطيعوا فهمه كفاية، الكثير من المتابعين والموالين غسلت أدمغتهم، في أوكرانيا حاولت القوات الموالية لها السيطرة على منابع الإعلام لبث رسائلها ودعايتها السياسية، وقد كُنت اتجنب الصراع المباشر مع الأطراف حيث أسعفتني لكنتي الروسية أمام الموالين لروسيا، بينما زميلي كانت لكنته الأوكرانية بطاقة عبورنا من نقاط التفتيش الحكومية".
وعن البقاء على الحياد كمصور صحافي خلال الحرب، خاصةً فيما دار من صراع بين روسيا وأوكرانيا، قال بونوماريف: "في الحرب من الصعب أن تكون محايداً، لذلك قررت أن أوقف عملي في أوكرانيا لأنني أدركت أنني لا أستطيع أبداً أن أبقى على حياد، كلا الجانبين في هذا الصراع يمت لي بصلة، جزء من أسرتي يقتتل هنا وآخر هناك، الأمر مختلف عن ليبيا وسوريا والعراق وغيرها، ففي بلادي لا أستطيع أن أفصل الصراع عنّي شخصياً".
وأكد أنه في حال سنحت له الفرصة للعودة لتغطية الأزمة السياسية بين البلدين سيرفض، وقال:" لن أجد كلاماً هذه المرّة يناسب كلا الأطراف، وسأضع نفسي في مشاكل وهذا أمر صعب بالنسبة لي".
من جهته، قال ديمتري بيلياكوف: "عندما تحمل كاميرا تكون محطّ أنظار الجميع، ذات يوم كنتُ أقف مع مجموعة من الأشخاص واقترب منّا مجموعة من المسلحين وكانوا يصرخون أن الصحفيين يجب أن يُقتلوا، ووضع أحدهم المسدس على بطني لكنه لم يطلق الرصاص وكنت أنتظر تلك اللحظة أن تنتهي، تعلمت من تلك التجربة أنه على المصوّر الصحفي في مناطق الصراع أن يكون بارد الأعصاب".
وتابع: "لطالما كان لدي مقولة أرددها بيني وبين نفسي خاصة أنني أمضيت وقتاً طويلاً في ساحات الحروب، وهي: إن الحياة ليست أبيض وأسود وحسب، بل هناك منطقة رمادية، يجب الاهتمام بها، ويمكنني القول إن عملي في هذا المجال وإصراري على مواقفي زعزع علاقتي بأهلي وأصدقائي، لأنه تطلب مني أن أكون صادقاً".
وختم حديثه بالقول: "أحد الأسباب التي جعلتني أكره الحروب هي أن الأبرياء يذهبون ضحيتها، لقد كانت صور الجثث دائماً تجعلني في حالة نفسية صعبة، لقد علمت منذ بداية الصراع أنه سيكون قبيحاً".