"إنه حلمٌ ما بعدهُ حُلم، بدأت الشارقة بتأسيس برلمان الطفل منذ زمنٍ بعيدٍ، وتربي هؤلاء الأطفال على الممارسة الحقيقية للديمقراطية، لأن طفل اليوم هو رجل وامرأة الجيل القادم، هم الذين سيكونون على مستوى المسؤولية في المستقبل".

صاحب السمو حاكم الشارقة، افتتاح برلمان الطفل العربي، 2019م

في افتتاح برلمان الطفل العربي قبل سنتين، تحدث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن أحد أحلام الشارقة التي عملت عليها طويلاً وكثيراً، ضمن استراتيجيتها للتنمية المجتمعية.

كان الحلمُ هو برلمانٌ للطفل العربي، ينطلقُ من الإمارة الباسمة، ولتحقيق ذلك الحلم العربي الكبير، كان لابد من افتتاح برلمان الطفل في الشارقة، وهو ما حدث قبل عقود مضت، حققته الشارقة بعد أن رسمته طريقاً واضحاً أمامها، طريقاً يهتم بمستقبل الأجيال الجديدة، ويفتح لهم أبواب المعرفة، والخير والعمل الجماعي لصالح المجتمع والوطن.

عندما يعبّر صاحب السمو حاكم الشارقة عن أن ذلك كان حلماً، يؤكد أنه عندما بدأت الشارقة في بناء الأسس المجتمعية، كانت قد سبقت العديد من المدن، واتخذت خطوات كانت مثل الحلم البعيد، ولكنها وبالإرادة والجهود اللامحدودة والمتابعة الدائمة، نجحت في أن تحوّل الحلم الى واقع يعيشه أبناء وبنات الإمارة.

فكان هناك برلمان الطفل، والناشئة والشباب، بل وجاء برلمانٌ يجمع كل أطفال العرب في الشارقة، لتكون الشارقة قد حققت حُلمها وأصبحت قبلةً لبقية الأطفال العرب في هذه التجربة المميزة وغير المسبوقة، تجربةٌ تعكسُ جزءاً من إسهام إمارة الشارقة في محيطها العربي الكبير، والذي يعتني بموضوعات التربية والمجتمع والثقافة والفنون والآداب.

إن فلسفة الشارقة في الإعداد المتكامل للإنسان عندها وللطفل العربي، تكمنُ في إيمانها العميق والمطلق بأن ما نراهم اليوم أطفالٌ صغارٌ عندنا، هم زادُ الغد، وقادة المستقبل، وهم من سيحملون المسؤولية رجالاً ونساء.

ولأن المستقبل يجب أن يكون زاهراً مثل الحاضر، لابد أن تعمل الشارقة، كما تخطط، على إعداد أجيال الوطن المقبلة إعداداً شاملاً، يستوعب الماضي العريق، ويفهم التاريخ والجغرافيا، ويناقش ويُصوّب ويُقوّم في البرلمان الخاص به.