جار التحميل...

°C,
مع تزايد أعداد القادمين من المكسيك

الخوف من المهاجرين والتعاطف معهم يؤرق سكان بلدة أميركية حدودية

April 02, 2021 / 6:59 PM
تؤرق سكان بلدة روما في ولاية تكساس الأميركية، عند الحدود مع المكسيك، مشاعر مختلطة تجاه المهاجرين الجدد، من ناحية التعاطف والحنو، خاصة وأن لهم في الأغلب أقارب وصلوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، ومن ناحية أخرى، هناك قلق وخوف مع تزايد أعدادهم في الأشهر الأخيرة.
الشارقة 24 – أ ف ب:

عند منتصف الليل دقّ جرس منزل ليديا في بلدة روما في ولاية تكساس، عند الحدود مع المكسيك، لتجد هذه الأستاذة على الباب شابة مبللة جراء المطر، تطلب المساعدة باللغة الإسبانية.

تعيش سيلفيا 58 عاماً، بجوار المسار الرملي الذي يستخدمه المهاجرون يومياً بعد عبورهم النهر الذي يفصل الولايات المتحدة عن المكسيك، وعلى غرار بقية سكان روما البالغ عددهم 11 ألف نسمة، تعيش منذ عقود إلى جانب مهاجرين غير نظاميين.

لدى كثير منهم مشاعر مختلطة تجاه الوافدين الجدد: من ناحية التعاطف والحنو، خاصة وأن لهم في الأغلب أقارب وصلوا إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، من ناحية أخرى، هناك قلق وخوف مع تزايد أعداد المهاجرين في الأشهر الأخيرة، يصل أحياناً 500 شخص في الليلة، العديد منهم من العائلات أو القصّر غير المصحوبين بذويهم.

تقول سيلفيا عند عتبة منزلها المتواضع المحاط بالدجاج والخنازير البرية، وركّبت حوله كاميرات مراقبة "ماذا سنفعل بكل هؤلاء الأطفال؟ أين سنضعهم؟ يوجد هنا أيضاً أشخاص يحتاجون إلى المساعدة".

ينتهي الأمر بهذه الأستاذة بمنح ملابس جافة للفتاة التي دقّت بابها، بعد أن كادت تغرق عندما سقطت من القارب الذي يقوده مهرّبون، لكنها ترفض أن تستعمل هاتفها.

تضيف "هناك الكثير منهم، أنا خائفة، يجب القيام بشيء ما".

تأسست روما قبل 250 عاماً وهي موقع تاريخي معروف ومكان مميّز لمشاهدة الطيور، معظم السكان من أصل مكسيكي، ويتحدثون الإسبانية بقدر ما يتحدثون الإنكليزية، ويعملون موظفين أو في صناعة النفط، وهنا تغلب الديمقراطي جو بايدن على دونالد ترامب بفارق ضئيل في الانتخابات الرئاسية في 2020.

يقول رئيس بلدية روما خايمي إسكوبار جونيور "نتفهّم المهاجرين لأننا نعرف تجربتهم، قصتهم تشبه قصتنا"، لكنه يضيف أن "قلقي الوحيد، بصفتي رئيس البلدية، هو أن المشكلة تتفاقم إلى درجة أنها تخرج عن نطاق السيطرة".

بدورها تقول دينا غارسيا بينيا مؤسسة صحيفة "إل تيخانو" المحليّة إنه "لا يوجد أحد هنا لا يفهم السعي من أجل حياة أفضل".

وتتابع "كان والدي بلا أوراق رسمية، نترك الماء دائماً بالخارج لمن يحتاج، ولا نرفض طلب أي شخص يريد استعمال الهاتف"، لكننا "نشهد تدفق مجموعات تتزايد عدداً".

تفحص شرطة الحدود الأميركية العائلات والقصر عند وصولهم، ثم يحتجزون في مراكز.

حوالي 80 بالمئة من الأطفال والمراهقين لديهم أقارب في الولايات المتحدة، وعلى عكس إدارة ترامب التي طردتهم، تحاول إدارة بايدن إرسالهم إلى أقاربهم.

أما بالنسبة للعائلات، فبعضها يمكنها تقديم طلب لجوء، ويتم الإفراج عنهم بانتظار النظر في طلبهم، ويُطرد آخرون.

يحاول بعض المهاجرين الراشدين الهروب من مراكز "الجمارك وحماية الحدود" الأميركية، لكن روما ومحيطها تحت رقابة أمنيّة شديدة، وتقوم إدارة بايدن بترحيل جميع المحتجزين الذين لا يحق لهم طلب اللجوء أو ترفض مطالبهم.

واعتقل نحو مئة ألف مهاجر في فبراير على طول 3200 كيلومتر من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهي أرقام تعادل تلك التي سُجلت منتصف عام 2019، عندما تصدرت "قوافل" المهاجرين الكبيرة عناوين الأخبار الأميركية.

يقول توني ساندوفال 67 عاماً وهو حارس مدرسة، إن "على الحكومة أن تفعل شيئاً لهؤلاء الناس، فهم يبحثون عن مكان للعيش لكنهم كثيرون"، في بعض الأحيان يقدم الرجل الطعام للمهاجرين الذين يمرون أمام منزله ولكنه يغضب عندما يكسرون سور ممتلكاته، كما حدث عدة مرات.

وينظر الرجل الذي يرتدي حذاء وقبعة رعاة البقر إلى جزء غير مكتمل من الجدار الذي أقامه ترامب على الحدود، وسط حقول الذرة والقطن، ويعترف بأنه يود أن يراه مكتملاً.

جمدت حكومة بايدن المشروع الذي جعله الرئيس الجمهوري السابق على رأس أولوياته.

لكن بالنسبة لنويل بينافيدس، صاحب متجر للقبعات والأحذية في تكساس، فإن الجدار هو "أسخف الأشياء التي رأيتها على الإطلاق".

يبلغ الرجل ذو الشارب 78 عاماً وتعيش عائلته في هذه المنطقة منذ ثمانية أجيال، أي منذ كانت تكساس جزءاً من المكسيك، حين لم يكن نهر ريو غراندي علامة على الحدود.

ويضيف "لن يوقفهم ذلك، أنت تبني جداراً طوله خمسة أمتار، وسوف يصنعون سلما يبلغ ارتفاعه ستة أمتار".

ولبناء الجدار، صادرت إدارة ترامب أرضاً كانت يملكها قرب النهر.

ويتابع "يأتي مهاجرون من جميع أنحاء العالم، لطالما كانت الولايات المتحدة بوتقة تنصهر فيها الثقافات، ولا يوجد سبب لعدم الترحيب بهؤلاء الأشخاص الذين يريدون العمل".
April 02, 2021 / 6:59 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.