للكتاب في شارقة "سلطان" حكاية أخري منسوجة بخيوط الحب، هنا الكتب لا تحمل على الأيادي بل في القلوب، فمعرض الشارقة الدولي للكتاب يعد تظاهرة إنسانية تعكس تسامح مشروع الشارقة الثقافي وامتداداته العربية والعالمية، فالعالم كل العالم يقرأ من هنا من الشارقة.
ففي الشارقة ينتصر الكتاب حيث تؤكد الإمارة الباسمة على صواب رهانها على الثقافة، وبالرغم من ظروف جائحة كورونا إلا أن إرادة منظمي المعرض كانت أقوى بتنظيم المعرض وفق الإجراءات الاحترازية، ليُثبت أن إرادة الحياة والعطاء والإبداع كفيلة باستمرارية الفعل الثقافي في الظروف الراهنة.
وليس بجديد على شارقة سلطان الحاكم المثقف بأن يقدم في كل يوم درساً جديداً في العطاء الثقافي، عبر مسيرة حافلة بما تشمله من ملتقيات ومؤتمرات علمية وندوات فكرية ومهرجانات فنية، كل ذلك كٌلل بتتويجها بعدد من الألقاب الثقافية، وكما يؤكد سموه الثقافة " بنت الصبر، ومشوار الثقافة لم يكن مجرد خيار، بل السبيل الوحيد للوصول إلى الهدف المنشود فالإمارة الباسمة تؤكد على رهانها الرابح الثقافة ثم الثقافة ثم الثقافة.
إن مشروع الشارقة الثقافي يحمل أبعاداً محلية وعربية وعالمية، ممثلاً في تشكيل هوية ثقافية وفنية للإمارة، التي تضم أكثر من 16 متحفاً، وتطلق 9 مهرجانات مسرحية خلال كل عام، فضلاً عن الفعاليات التي تحتفي بالفنون والكتاب والخط العربي لتكون الظل الوارف لأرباب القلم وسدنة الفكر.
وأما عربياً، أطلقت الشارقة عدداً من المبادرات أبرزها " بيوت الشعر" التي تستهدف بناء ألف بيت شعر في العالم العربي، مروراً بالجامعة القاسمية التي يقصدها الطلبة من السنغال وكمبوديا والصومال، لينهلوا من العلم مجاناً، ويعودوا لبناء أوطانهم.
ففي الوقت الذي تُدمر فيه الأمم بالحروب والفقر تأتي الشارقة لتبني المجتمعات بالعلم، لتسرد قصة جديدة من نور، انتهاءً بمعرض الكتاب الرسالة الثقافية التي تنادي العالم إلى الشارقة.
ولعلي الأقرب، بحكم تجربتي في العيش في مدينة سلطان النور والعطاء، التي لولا الدعم الجامعي والعلاجي لحاكمها لي شخصياً لكان اليوم مصيري مختلفاً.
فالشارقة تقول للعالم مازال هناك متسع للأمل وللثقافة والنور والجمال والحب.
For an optimal experience, please
