أقام جناح الشارقة المشارك في معرض باريس للكتاب ثلاث أمسيات شعرية، نقلت للقارئ الفرنسي التجربة الشعرية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وجانباً من حراك القصيدة في العالم العربي، رافقها قراءات مترجمة للشعراء المشاركون ألقاها الشاعر والناقد اللبناني عبده وازن.
الشارقة 24:
نظم جناح الشارقة المشارك في معرض باريس للكتاب ثلاث أمسيات شعرية، نقلت للقارئ الفرنسي التجربة الشعرية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وجانباً من حراك القصيدة في العالم العربي، رافقها قراءات مترجمة للشعراء المشاركون ألقاها الشاعر والناقد اللبناني عبده وازن.
وتميزت الأمسية الأولى بمقدمة شعرية، أطلت بها الشاعرة شيخة المطيري على الحضور، الذي توزع على الكراسي وبين جنبات الجناح، مستمتعاً بالشعر العربي يطوف في فضاءات المعرض، حيث دمجت المطيري بين الإلقاء والمشهدية في تقديمها لأمسية "طيف الخيال".
وابتدأت الأمسية بقصيدة دينية، تحكي رسالة الإسلام والتسامح الإنساني، ألقاها الشاعر الدكتور شهاب غانم، وقد سبق للمنشد العالمي سامي يوسف أن غناها وهي بعنوان: "نور على نور"، ثم زاد من شجن الجمهور في قصيدة أهداها الشاعر إلى حفيدته هنوف، والتي تعد القصيدة الأقرب إلى قلبه، وفق قوله.
أما الشاعرة الإماراتية صالحة غابش، فألقت قصائد منوعة تظهر مدى ثراء التجربة النسوية وفرادتها في الشعر الإماراتي، لا سيما أن الأديبات والشاعرات الإمارتيات حققن حضوراً لافتاً في فعاليات اختيار الشارقة ضيفاً مميزاً على "باريس للكتاب".
واستهلت غابش اطلالتها بقصيدة بعنوان: "أبكي كالنساء"، التي جالت فيها على مشاعر البوح، فقرأت: "إليك ارتجافاتي تحت نوافذ القصر/ تزوره حمى الهزيمة/مد سيجتك رماح يديك/ قبل موعد حراسه القادمين بأجراسهم/ علهم يمنحوني بعض السلام/ وشيئا من الدفء جئت به/ من مرابض شرقي".
أما الشاعر الفرنسي جان لوك دوباكس فألقى كوكبة من قصائده بلغة فولتير، وتنوعت مواضيعها بين الحب والسفر والشجن الشخصي، لا سيما قصيدته الأشهر بعنوان: امستردام.
وفي الأمسية الثانية التي جاءت تحت عنوان "بديع المعاني"، وأدارتها الشاعرة الهنوف محمد، تألق الشاعر يوسف أبو اللوز، في قصيدة من ديوانه "زوجة الملح"، حيث قدم فيها عصارة مشاعره تجاه الوطن والأرض، حيث تجلى مفهوم الحنين المزدوج لطفولته وأسى الذكريات، فهو كما قال يكتب الشعر كي لا ينسى.
وألقى الشاعر البحريني إبراهيم بو هندي، قصائد تنوعت مواضيعها بين الوطنية والغزلية، معرفاً من خلالها الجمهور الفرنسي إلى جانب من تجربة الحداثة في القصيدة الخليجية، ثم تلته الشاعرة شيخة المطيري، فألقت قصائد تميزت بلغتها الشعرية المكثفة وحساسية إنسانية تجاه شوغل الفرد العربي، لا سيما أطفال القدس وبغداد، حيث كتبت: "لم نستشهد كل صباح، ولم يسألني طفل لم أنجبه متى نرتاح؟، لم أشرب شاي الألم ممزوجاً بملح العين، لم أصرخ بوجه الأعداء، كفى إني... لكني لست هناك".
وقرأ الشاعر الفرنسي فيكتور بلان، من دواوينه المنشورة في باريس، قصائد منوعة مزجت روحية الشعر بنزق التجربة الشخصية، ومر بقصيدته "باتكلان" إلى مشاعر الغضب التي رافقت الفرنسيين بعد هجمات باريس في العام 2015.
وفي الأمسية الثالثة، نقل الشاعر حسين درويش الجمهور الفرنسي، والعربي إلى عوالم قصيدة النثر، حيث قدم مختارة من دواوينه الأربع، كشف خلالها قدرته على تحول العابر والعادي إلى فضاء متسع لجماليات المفارقة الشعرية، كاشفاً عن جانب من سيرته الذاتية، وذاكرة نشأته، إذ قرأ: "شامة لم تعبرها شمسٌ ولم يتذكرها أحد/ بقعة عنبر في حقل قمح/ قمح مائل كأغنية طوتها الريح خلف الباب/ سيذكرها مقبِّلوها/ كما يتذكرون حصص الصباح في مدرسة بعيدة/ حيث معلِّمة ممتلئة/ ومقعدٌ عبره عشاق قبلي".