"الشارقة لعلوم الفضاء" تطلق المدرسة الشتوية الأولى للإحصاء الفلكي

الشارقة 24:

تحت شعار "احتضن الإحصاء الفلكي في الشارقة"، تُنظم أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك التابعة لجامعة الشارقة، النسخة الأولى للمدرسة الشتوية للإحصاء الفلكي لطلبة الدراسات العليا لعام 2025م، وذلك بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين من معاهد علمية دولية مختلفة، حيث تبدأ فعالياتها العلمية والعملية، الاثنين، وتستمر على مدار الأسبوع الحالي.

وتأتي المدرسة الشتوية في دورتها الأولى بالتعاون مع المدرسة الصيفية للإحصاء الفلكي في جزيرة كريت باليونان، بهدف تزويد المشاركين بمهارات متقدمة في التحليل الإحصائي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة في تحليل البيانات الفلكية، استجابةً للحاجة المتزايدة لهذه المهارات في علوم الفضاء والفلك الحديثة. 

ويُقدَّم البرنامج من خلال مجموعة من المحاضرات العلمية والتدريبات العملية المكثفة، يلقيها نخبة من الأكاديميين والمتخصصين. منهم: الدكتور كونستانتينوس كوفلاكاس باحث في تطور النجوم الثنائية من معهد علوم الفضاء في برشلونة، والدكتور غريغوريس مارافيلياس باحث في ثنائيات الأشعة السينية للنجوم ذات الكتلة الهائلة من المرصد الوطني في أثينا، والدكتور باولو بونفيني باحث في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في علوم الفضاء من جامعة كريت، والدكتور أندرياس تيرسينوف باحث في رسم خرائط التقارب والاستدلال الكوني من مركز فورث وجامعة باريس ساكلاي.

ويتضمن برنامج المدرسة الشتوية عددًا من المحاضرات اليومية، يعقبها جلسات نقاشية وتفاعلية تتيح للمشاركين طرح الأسئلة وتبادل الأفكار مع المحاضرين. تبدأ الجلسات بتقديم مفاهيم الإحصاء الكلاسيكي وأساليب اختبار الفرضيات والتحسين الرياضي وطريقة الاحتمالية العظمى (MLE)، لتزويد المشاركين بأساس متين في المبادئ الرياضية التي يقوم عليها تحليل البيانات. قبل الانتقال إلى تعلم الآلة والإحصاء البايزي، حيث يتعرّف المشاركون على تقنيات التجميع (Clustering)، وأساليب التصنيف والانحدار، بالإضافة إلى تطبيق عملي على الإحصاء البايزي، لفهم دمج الاحتمالات والمعلومات السابقة في النمذجة الإحصائية.

كما تتضمن الجلسات تقنيات متقدمة مثل ماركوف مونت كارلو (MCMC) لتحليل النماذج المعقدة في الفيزياء الفلكية، وجلسة تطبيقية حول الممارسات الأساسية في تعلم الآلة والتعلم العميق، التي تمهد لاستخدام الشبكات العصبية في تحليل البيانات الضخمة. وفي اليوم الأخير، يركز البرنامج على التعلم العميق وتطبيقاته في الانحدار والشبكات العصبية الالتفافية (CNNs)، إلى جانب جلسات الاستدلال القائم على المحاكاة، والتي تمكّن المشاركين من بناء استنتاجات علمية دقيقة باستخدام النماذج المحاكية للظواهر الفلكية.

وفي ختام البرنامج، تُنظَّم أمسية فلكية ميدانية في صحراء الدولة بمنطقة مليحة، تتيح للمشاركين فرصة اكتشاف جمال البيئة الصحراوية في إمارة الشارقة، والتعرّف على معالمها الطبيعية والتاريخية، في أجواء تجمع بين التأمل العلمي وروح المغامرة، حيث تعمل هذه التجربة على تعزيز التواصل الثقافي والعلمي بين المشاركين لتكون أكثر ثراءً وتكاملاً.

وأوضحت نورة الأميري رئيس قسم مختبر الفيزياء الفلكية عالية الطاقة ومنسق البرنامج، أن هذه المبادرة تأتي تأكيدًا على التزام الأكاديمية بتهيئة بيئة علمية تجمع بين التعليم والابتكار والتعاون الدولي، بما يسهم في إعداد جيل جديد من العلماء القادرين على قيادة الاكتشافات المستقبلية في مجالي الفلك والفضاء، وأشارت أن المدرسة استقبلت أكثر من 70 طلب مشاركة من طلبة وباحثين يمثلون أكثر من عشر دول، وبعد عملية اختيار تنافسية، تم قبول 30 مشاركًا لضمان التنوع الأكاديمي والمستوى العلمي المتميز. 

وأضافت أن المشاركون ينتمون إلى مؤسسات أكاديمية مرموقة مثل جامعة الشارقة، والجامعة الأمريكية في الشارقة، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة خليفة، وجامعة السلطان قابوس، وجامعة بجاية الجزائر، وجامعة تونس، وتتنوع درجاتهم العلمية بين طلبة الدكتوراه والماجستير وطلبة البكالوريوس في سنواتهم الأخيرة، بالإضافة إلى باحثين في مرحلة ما بعد الدكتوراه.