جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
العصر العباسي ..حكاية وصل بين قرطاس وقلم

ملتقى الشارقة الثقافي يختتم فعاليات نسخته الثانية

11 أكتوبر 2025 / 9:02 PM
ملتقى الشارقة الثقافي يختتم فعاليات نسخته الثانية
download-img
اختتم ملتقى الشارقة الثقافي "يازمان الوصل" فعاليات نسخته الثانية؛ التي أقيمت برعاية كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، وبتنظيم المكتب الثقافي في مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع؛ تحت عنوان "العصر العباسي...حكاية وصل بين قرطاس وقلم".
الشارقة 24:
 
برعاية كريمة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، أسدل المكتب الثقافي في مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع الستار على فعاليات ملتقى الشارقة الثقافي "يازمان الوصل_في نسخته الثانية" تحت عنوان "العصر العباسي...حكاية وصل بين قرطاس وقلم"، والذي استمرت جلساته خلال الفترة من 7 إلى 9 أكتوبر الجاري، وكان برنامج اليوم الختامي حافلاً بالجلسات الثقافية والقراءات الشعرية، وشارك في الملتقى العديد من الشخصيات الثقافية والإعلامية والفنية.
 
وشهد اليوم الثالث والختامي من الملتقى جلسة صباحية في مجلس الحيرة الأدبي، تحت عنوان "التسامح والتعددية الثقافية" وأدار الجلسة الأديبة صالحة عبيد، وشارك فيها الدكتور يوسف الحسن، والذي تحدث خلالها قائلاً: "هناك ضبابية في مفهوم التسامح عند الأغلبية، ففي نظرهم التسامح هو الصفح والمغفرة والعفو، وهي بلا شك قيم أخلاقية مطلوبة، ولكن المعنى الحقيقي والعميق للتسامح هو التعايش مع الآخر مهما كانت الاختلافات والفروقات بينهما، من دون التنازل عن الهوية والثقافة التي تخصنا".
 
وأضاف موضحاً: الجدل ليس بالضرورة أن يكون أمراً سلبياً، فالجدل قادر على خلق التفاعل وإنتاج الأفكار الجديدة وتبادل وجهات النظر، بينما يعتبر الصمت قاتلاً للإبداع، فأن نخوض جدالاً، ونتبادل الأفكار والآراء مع المحافظة على قيمة التسامح هو أمر مرغوب، ويولد أفكاراً جديدة، ويساعد على الإبداع والابتكار والتفكير خارج الصندوق.
 
وتحدث د. يوسف عن التسامح خلال العصر العباسي، حيث أكد أن الدولة العباسية خاصة في المرحلة الأولى من قيامها شهدت تطوراً في كافة المجالات العلمية والأدبية والاجتماعية، وسادت خلاله قيم التسامح وتقبل الآخر والتعايش السلمي، وتميز العصر العباسي بوجود تعددية ثقافية ودينية وعرقية، حيث فتح المجال أمام الجميع للعيش تحت مظلة الدولة ومنح فرص الدراسة والعمل شرط التزامه بقيم التسامح وإثبات جدارته وتميزه، ومع توسع رقعة الدولة العباسية تجسدت أكثر فأكثر قيم التسامح والتعايش السلمي.
 
كما سلط د. يوسف الضوء على تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في التسامح، حيث قال:
"تعتبر تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في التسامح من أكثر التجارب نجاحاً، ولعل تأسيس وزارة للتسامح يعتبر أهمها، والإمارات حريصة على إرسال رسائل ثقافية تدعم روح التسامح بين الشعوب.
 
وفي مساء اليوم الختامي في بيت الحكمة في الشارقة، وضمن برنامج ريشة ومحبرة، أحد برامج الملتقى، قدمت الأستاذة هاجر الحوسني، قراءة في قصة "بيت الحكمة" للأطفال، وذلك بهدف تعريف الأطفال بهذه القصة التي كتبتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وصدرت عن دار كلمات للنشر، وهدفت من خلالها إلى أخذ القراء في رحلة معرفية لاستكشاف تاريخ "بيت الحكمة" في بغداد، والذي تأسس في العصر العباسي، ليكون مركزاً للعلم والمعرفة.
 
ومن ثم انطلقت الجلسة الختامية للملتقى ضمن جلسات برنامج "مجالس" أحد برامج الملتقى، تحت عنوان "المرأة العباسية ومكانتها في اتخاذ القرار"، وأدارت الحوار الإعلامية عائشة الرويمة، وشاركت فيه الدكتورة رقية الكتبي، والدكتورة بدرية الشامسي.
 
وأكدت كل من د. الكتبي، ود. الشامسي، على أننا حين نقرأ تاريخ الدولة العباسية، ونركز على دور المرأة خلال تلك الفترة، نجد الكثير من الأدلة والشواهد على أن المرأة العباسية كانت جميلة وذكية، وتمتلك ذكاءً اجتماعياً وفطنة وكانت مثقفة، وأكدن على وجود عدة شخصيات نسائية اشتهرن بسبب تميزهن، وتركن بصمة لا زالت باقية لليوم، ومنهن زوجة الخليفة المهدي ووالدة الخليفة هارون الرشيد "الخيزران"، التي كان لها نفوذ في الحكم، وتعلمت في بيت الخلافة علوم القرآن والحديث، وكانت شاعرة، وعرفت بشخصيتها القوية وذكائها العاطفي، و وكان لها رأي وتدبير في أمور الرعية، وكانت ترعى العلماء، وتشجعهم وتصلهم بالعطايا والهبات.
 
أما المرأة العباسية الثانية والتي تعتبر من أهم نساء الدولة العباسية وأكثرهن شهرة، هي زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، وكانت تعرف بأنها أعظم نساء عصرها ديناً وأصلاً وجمالاً، وكانت سيدة جليلة سخية، لها فضل في الحضارة والعمران والاهتمام بالأطباء والأدباء والشعراء، وكان لها فضل في تطور الأزياء النسائية، ومن أهم أعمالها والتي لا تزال باقية ليومنا هذا هو أمرها بتمهيد طريق الحج من الكوفة إلى مكة، والذي لازال يعرف بدرب زبيدة، وتوفير الماء للحاج بعين ماء عذب أمرت ببنائها لا زالت لليوم تعرف بعين زبيدة.
 
وتم تسليط الضوء على أسماء وتجارب أخرى تؤكد أن المرأة العباسية تميزت، رغم وجود بعض القيود المجتمعية بالعلم والأدب والثقافة، وأن تاريخنا يزخر بالكثير من الدروس والعبر والتجارب التي ينبغي لنا الاطلاع عليها، بل والتعمق في دراستها، وأكدت المشاركات في الجلسة على توصية هامة وهي ضرورة اهتمام وزارة التربية والتعليم بتزويد المناهج الدراسية بهذه القصص وغيرها الكثير، والتي تقدم للطلبة العلم والمعرفة والمعلومات المهمة، وتكون بمثابة دروس واقعية يعيشها الطالب، ويتأثر بها ويتخذ من شخوصها قدوة له، ومن تجاربها دروساًُ.
 
وختام الملتقى كان مع أمسية شعرية بعنوان مختارات لشاعرات من العصر العباسي، وأدارت الأمسية الأستاذة عائشة عثمان، وشاركت فيها الشاعرة بدرية الشامسي، والشاعرة حمده العوضي.
 
وألقت الشاعرتان مختارات من القصائد التي كتبتها شاعرات عباسيات، وأكدن على أنهن وجدن صعوبة في العثور على قصائد كاملة للشاعرات، ولعل هذا كان بسبب بعض القيود المجتمعية التي كانت تفرض على الشاعرات، فأغلب ما وصل إلينا كان أبيات وليس قصائد كاملة، ولكنها تميزت بالفصاحة واللغة العربية السليمة والتعابير العميقة، وتناولت مختلف أغراض الشعر من الغزل والهجاء والمدح وغيرها، وهذا يعطينا تصوراً حول المرأة خلال تلك الفترة، ويؤكد على أنها كانت امرأة ذكية وفصيحة وشاعرة.
October 11, 2025 / 9:02 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.