جار التحميل...
الشارقة 24:
تشارك مؤسسة الشارقة للفنون، في مهرجان "دريم سيتي 2025" الذي تنظمه مؤسسة "الشارع فن" بالعاصمة التونسية، خلال شهر أكتوبر الجاري، من خلال عرض مجموعة مختارة من أعمال فنانين فلسطينيين من مقتنيات المؤسسة، تسلّط الضوء على الإبداع الفلسطيني، كفعل مقاومة ووسيلة للتعبير عن الذاكرة والهوية والصمود.
يأتي المعرض، في سياق دعم المؤسسة المستمر لفلسطين وشعبها، ويضم أعمالاً سبق أن عُرضت ضمن معرض "في عيون حاضرنا نسمع فلسطين"، الذي أقيم في الشارقة عام 2023، وتناول حضور فلسطين في الوجدان المعاصر والممارسات الفنية العربية والعالمية.
ويقدم الفنانان آيرين أنسطاس ورينيه جابري عملهما "بِجوز الكل بعرف"، وهو فيديو تركيبي يوثّق رحلة الفنانين عبر فلسطين، ليرصد الواقع اليومي، وتعقيدات الحياة اليومية في مدن مثل القدس والخليل والنقب وبيت لحم، بينما تشارك بسمة الشريف بعملها السينمائي "بدأنا بقياس المسافة" الحائز على جائزة لجنة التحكيم في بينالي الشارقة 9، والذي يستكشف مفارقة القرب والبعد، من خلال سردٍ تأملي يصوّر العزلة والملل في غزة، وينسج تأملات حول الخرائط والذاكرة والإرث الاستعماري.
أما جمانة منّاع، وسيل ستوريلي، فيقدّمان الفيلم الوثائقي "نظام الخير"، الذي يتناول بصورة نقدية ساخرة، صورة النرويج كدولة للسلام عبر استعادة محطات من النكبة حتى اتفاقيات أوسلو، ليكشف عن التناقضات بين الخطاب الإنساني والسياسات الواقعية، في حين تعرض رائدة سعادة عملها الأدائي "مكنسة كهربائية"، حيث تظهر الفنانة وهي تكنس تلال الصحراء في مشهد عبثي يعكس صعوبة محو الذاكرة الفلسطينية، ويجسّد الجهد المضني اليومي للبقاء في مواجهة القوات الإسرائيلية.
بدوره، يقدّم شريف واكد عمله "يتبع..."، الذي يستكشف العلاقة بين السرد القصصي والنجاة، ويقدم نقداً لاذعاً لأسلوب وسائل الإعلام في تقديم المقاومة، ويحاول تذكيرنا أن القصص يمكن أن تكون أفعالاً للعيش والتحدي، وليست مجرد أدوات سياسية.
وإلى جانب هذه الأعمال الفنية، يقدم المهرجان، عرضين أدائيين شاركت المؤسسة بإنتاجهما، وهما: "رباعي العروسة" لسلمى وسفيان ويسي، و"ماجك/ الصحراء" لرضوان مرزيكا، حيث يستكشف الأول مهارات نساء مدينة سجنان التونسية في صناعة الخزف، وإمكانات التواصل والتغيير من خلال اللفتة والإيماءة، بينما يتأمل العرض الثاني، حكمة الصحراء وعلاقتها بالزمن والضوء والحركة.
ويقام مهرجان "دريم سيتي" مرة كل عامين في تونس، ويحوّل المدينة إلى فضاء مفتوح للفنون المعاصرة، حيث تتفاعل الأعمال مع سكان المدينة ومع القضايا الاجتماعية والسياسية الراهنة.