جار التحميل...
الشارقة 24 – وام:
أعلن سعادة أحمد بن ركاض العامري الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أن انطلاق مركز الدراسات العربية في جامعة كويمبرا البرتغالية، الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تتويجاً لرؤية سموه في جعل اللغة العربية وثقافتها، يمثل جزءاً أصيلاً من المشهد الأكاديمي والثقافي العالمي.
وأضاف العامري، أن افتتاح المعهد الثقافي العربي في ميلانو، شكل أيضاً نقطة انطلاق رائدة لتعزيز الأدب واللغة العربية في قلب أوروبا، وأن مركز كويمبرا، جاء ليكمل هذه المسيرة ليؤسس شبكة معرفية وثقافية تربط بين مؤسسات الشارقة في العواصم الفكرية الكبرى، ويتيح منصة للتعليم الأكاديمي والحوار الحضاري والابتكار الثقافي.
وأوضح سعادته، أن هيئة الشارقة للكتاب، ستقود بدعم وتوجيهات من سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة الهيئة، برامج المركز وأنشطته بما يشمل الفعاليات الثقافية وورش العمل ومبادرات الترجمة والتبادل الأدبي، وأن خطة عمل المركز تركز على بناء شبكة شراكات دولية متينة وتعزيز التعاون البحثي وتوسيع التأثير الثقافي للشارقة عالمياً، ليكون جسراً للتفاهم المتبادل ونموذجاً لرؤية الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في نشر الثقافة والمعرفة على المستوى العالمي.
من جانبه، أكد الدكتور وائل فاروق مدير المعهد الثقافي العربي في ميلان الإيطالية، أستاذ اللغة والأدب العربي في جامعة القلب المقدس الكاثوليكية، أهمية مركز الدراسات العربية في جامعة كويمبرا البرتغالية والمعهد الثقافي العربي في مدينة ميلان الإيطالية، لأنهما يشكلان نقاطاً أساسية ضمن مشروع طموح يقوده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبمتابعة من سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، لوضع اللغة العربية في مصاف اللغات العالمية الكبرى المؤثرة، لافتاً إلى أن جميع دول العالم تمتلك مراكز ثقافية ترعى ثقافتها وتفتح باب لغتها أمام الشعوب.
وأشار فاروق، إلى أن اللغة العربية كانت تفتقر حتى العام الماضي، إلى مثل هذه المراكز، حتى قرر صاحب السمو حاكم الشارقة أن يبني هذا الجسر بين اللغة العربية والشعوب التي لا تتحدث بها، فكان ميلاد المعهد الثقافي في ميلانو، ثم مركز الدراسات العربية في كويمبرا البرتغالية، والذي يوطد الحوار والتواصل القائم على حقائق الحضارة والثقافة وينطلق من الهوية العربية الخالصة.
وأوضح مدير المعهد الثقافي العربي في ميلان، أن لمركز الدراسات العربية في جامعة كويمبرا أهمية تتفوق على المعهد الثقافي في ميلان؛ إذ إن المركز يقع في جامعة عالمية عريقة يمتد عمرها لقرون وتخدم طلاباً من 100 جنسية مختلفة، وبالتالي فإنه سيكون أكثر انفتاحاً على ثقافات متعددة ومختلفة وليس فقط على البرتغالية، فضلاً عن أن هذه الجامعة تفتقر لبرنامج لتدريس اللغة العربية، ما يعني أن المركز سيمثل أول نافذة لتدريس اللغة العربية بشكل نظامي فيها.
وأشار فاروق، إلى أن المعهد الثقافي العربي في ميلان، ومركز الدراسات العربية في جامعة كويمبرا البرتغالية، مقدمة لإنشاء سلسلة معاهد للثقافة العربية في عواصم المعرفة والإبداع، بهدف مد جسور التواصل والحوار وتعزيز العلاقات الثقافية بين الحضارة العربية والغربية، وإظهار حجم مساهمة العرب في النتاج العلمي والإبداعي الإنساني، ستكون جميعها ضمن شبكة واحدة مترابطة برعاية هيئة الشارقة للكتاب.
وحول أهم المنجزات التي حققها المعهد الثقافي العربي في ميلان بعد مرور عام على افتتاحه، أوضح فاروق، أنه استقطب خلال عام واحد آلاف الطلبة والراغبين في تعلم اللغة العربية، مضيفاً أن دوره لا يقتصر على تنظيم واستضافة الفعاليات والندوات الثقافية، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم الخدمة الثقافية العربية إلى من يحتاجها، مشيراً في هذا الصدد إلى توقيع اتفاقية تعاون بين المعهد ووزارة العدل الإيطالية لتعليم عدد من الضباط اللغة العربية، والتعريف بالثقافة العربية والإسلامية، إلى جانب الاتفاق مع مدرسة ثانوية لتعليم اللغة العربية؛ حيث تم بالفعل افتتاح عدد من الفصول الدراسية في هذا المجال.
ولفت فاروق، إلى توقيع المعهد اتفاقاً مع وزارة السياحة الإيطالية، لتعليم العاملين في مجال الفنادق والسياحة خاصة في المناطق الشمالية، اللغة العربية من أجل استقبال السياح العرب واحترام خصوصيتهم الثقافية، بالإضافة إلى التعاون مع العديد من المفكرين الفرنسيين وغيرهم.
وأشار إلى تعاون المعهد مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، في المشاركة إلى جانب الجامعات الإيطالية الأخرى في مسابقات في الخط العربي وإلقاء الشعر العربي وكتابة المقال العربي، والتي فاز عدد من طلاب المعهد فيها، فضلاً عن تأسيس ناد للسينما العربية، وآخر للقراءة العربية، منوهاً إلى أن أنشطة المعهد تتضمن إلى جانب ذلك، تتبع آثار الثقافة العربية في إيطاليا، وهو ما أسهم في اكتشاف 300 من العملات العربية من عصور إسلامية مختلفة في متحف بإحدى القلاع الإيطالية، حيث تم تكليف أستاذة متخصصة في العملات العربية القديمة بدراسة تاريخ هذه العملات، وسيجري قريباً إصدار كتاب عن رحلة هذه العملات إلى إيطاليا.