جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
بدورته الـ 12

برعاية حاكم الشارقة..مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة يواصل فعالياته

30 سبتمبر 2025 / 2:21 PM
"دائرة الثقافة" تنظم فعاليات مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة
download-img
نظمت دائرة الثقافة فعاليات الدورة الـ 12 من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتقام الأنشطة بمقر جمعية كلباء للمسرحيات القصيرة.

الشارقة 24:

برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تتواصل فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة الذي تنظمه دائرة الثقافة، وتقام أنشطته بمقر جمعية كلباء للمسرحيات القصيرة.

وبحضور أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة مدير المهرجان، نظم صباح الاثنين، "ملتقى الشارقة الحادي عشر للبحث المسرحي"، الذي يستضيف سنوياً مجموعة من الخريجين الجدد في كليات الدراسات العليا المختصة بالمسرح في الجامعات العربية، وأدارت جلسات الملتقى الدكتورة نزهة حيكون (المغرب).

فلسفة المسرح

قدَّم أولى مداخلات الملتقى علي علاوي (المغرب)، الذي نال شهادة الدكتوراه من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عن أطروحة بعنوان: "فلسفة المسرح: نحو تفكيك آليات الفكر المسرحي العربي"، وذكر علاوي أن رسالته هدفت إلى إحداث نقلة في دراسة الجغرافيا المسرحية العربية عبر تطبيق منهج "التفكيك" الذي أسسه الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا، وتنطلق الرسالة من نقد الوضع الراهن للمسرح العربي، الذي تعده مقيداً بـ "الانكفاء على الذات، والاتباعية، والأيديولوجية، والميتافيزيقيا"، مما غيّب التفكير في "ماهية" هذا الفن لدى العرب.

وأكد الباحث المغربي في استعراضه رسالته، أهمية استخدام المفاهيم والمناهج الفلسفية والنقدية للتفكير في سؤال "ما هو المسرح؟"، مشيراً إلى أن المحاولات السابقة لم تكن وافية لعدم اهتمامها بـ "النظر في الداخل"، وفي رأي علاوي، ترتكز ماهية المسرح على ثنائية "الفكرة والفرجة" باعتبار أن المسرح يتكون من نص وعرض،  وفي استكشافها بنية التفكير المسرحي العربي، طرحت الرسالة مجموعة من الأسئلة حول دلالة سؤال الأصل في سياق عالم متغير ومعولم، ومعنى الوعي التراجيدي، وصدقية عدم معرفة العرب للمسرح الإغريقي برغم معرفتهم الفلسفة اليونانية.

شكسبير عربياً

أما المداخلة الثانية في الملتقى، فقدمتها هبة بركات (مصر)، التي نالت الدكتوراه من جامعة عين شمس في القاهرة، عن بحث بعنوان "الجدل الثقافي بين النص الأوروبي والعرض العربي: دراسة لعروض معاصرة مختارة معتمدة على نصوص شكسبير"، وذكرت بركات أن دراستها تناولت العلاقة المتناقضة بين المسرح العربي المعاصر ورؤيته الرافضة للهيمنة الغربية، وبين جاذبية النص الشكسبيري الذي تروّج له الثقافة الكولونيالية بوصفه نموذجاً غربياً.

وتناولت الباحثة 5 عروض مسرحية عربية معاصرة بأدوات النقد الثقافي، وجاءت رسالتها في 3 أبواب ركزت على: الدراماتورجيا وبناء الفضاء المسرحي، وتشكيل الأدوار الجندرية والجسد الثقافي، وتفاوضية الخطابات المشكّلة للعرض،  ومن أبرز النتائج التي خلصت إليها: أن العروض المسرحية العربية تميل إلى إعادة صياغة النص الشكسبيري، عبر الحذف والإضافة واستخدام العامية، وأن الجسد الأدائي يلعب دوراً محورياً في هذه العروض لخلق مزاوجة بين التقنيات الغربية الحديثة والجماليات المحلية، وأن التجربة تعكس الطبيعة المتناقضة للمسرح العربي بين مقاومة الغرب والاستفادة من رموزه.

الجمهور

وتحت عنوان "فعالية العلاقة بين العرض والجمهور في المسرح المغربي المعاصر"، جاءت رسالة الدكتوراه التي أنجزتها رفيقة بن ميمون (المغرب) في جامعة ابن طفيل المغربية، ورسالتها تتكون من ثلاثة فصول، درست في الفصل الأول السياق التاريخي والعلمي للعلاقة بين العرض والجمهور، وفي الثاني استعرضت نماذج عالمية لإجراءات استقطاب الجمهور إلى المسرح، وفي الثالث قرأت الموضوع في ضوء تجربة فرقة أفروديت المغربية، وأكدت الباحثة أن سبب ضعف إقبال الجمهور على المسارح المغربية لا يتعلق بجودة العمل الفني فقط، ولكنه أيضاً يرتبط بغياب سياسة ثقافية شاملة تركز على بناء الإنسان، وتربية النشء على ثقافة الذهاب إلى المسرح، ولا سيما في المجال التعليمي.

وذكرت الباحثة أن رسالتها تطرقت إلى تجارب مسرحية مغربية حققت نجاحاً في استقطاب الجمهور، كما أجرت أبحاثاً ميدانية لاستقراء رأي الجمهور، وأنها واجهت ندرة في الدراسات المتخصصة والبيانات الإحصائية الرسمية حول الإقبال الجماهيري.

الخطاب النقدي

وفي الجلسة الثانية من الملتقى، استعرض حاتم التليلي (تونس) رسالته الموسومة "كمون الخطاب النقدي في تاريخ الكتابة المسرحية" التي حاز عنها شهادة الدكتوراه من الجامعة التونسية، وتذهب الرسالة إلى أن النقد لا يصدر عن "النقاد" فحسب، ولكنه قد يتجسد ضمن النصوص الإبداعية التي ينجزها كتّاب المسرح، ليصبح بمثابة "خطاب على الخطاب"، وقد جاء البحث في ثلاثة أبواب، ركز الأول على مفهوم "إبداعية الخطاب النقدي" بتتبع تحولات النقد من كونه مستقلاً عن الإبداع إلى اندماجه في النصوص المسرحية.

أما الباب الثاني، فتضمن التحليل التطبيقي قارئاً نصوص أريستوفان، الذي استخدم الكوميديا لنقد الفلاسفة والشعراء من داخل العمل الفني نفسه، ويكمل الباب الثالث الجانب التطبيقي بدراسة أعمال الكاتب لويجي بيرانديللو، مركزاً على إشكالية "موت المؤلف" وكيفية تأمل النصوص لذاتها لإنتاج نقدها الذاتي، ومناقشاً علاقته بـ "فن الشعر" لأرسطو.

المسرح والمنفى

المداخلة الأخيرة في الملتقى جاءت بعنوان "تمثيلات المنفى في المسرح العراقي ما بين 1992 -2015: جدلية النص والعرض" التي نالت عنها الباحثة إيمان ياس خضير (العراق) درجة الدكتوراه من جامعة محمد الخامس في الرباط. وقالت خضير إن دراستها استكشفت كيفية تمثيل العراقيين لتجربة المنفى فنياً على خشبة المسرح، من خلال تحليل العلاقة بين النص والعرض، وأشارت إلى أنها قسمت رسالتها إلى بابين، تناولت في الباب النظري منها نشأة المسرح العراقي (1880) وعوامل اضطرار المسرحيين العراقيين إلى المنفى، مع تحديد المنهج المعتمد وهو النقد الثقافي، بالاستفادة من الدراسات ما بعد الكولونيالية.

وخصصت خضير الباب التطبيقي لتحليل ثلاث تجارب مسرحية لكتّاب منفيين تتناول ثيمة المنفى وعرضت في المنفى، وهي: "صدى الصمت" لقاسم مطرود، و"جئت لأراك" لكريم رشيد، و"الرحلة الضوئية" لفاضل السوداني، وخلصت الأطروحة إلى الكشف عن القضايا الكبرى والخصائص الفنية التي استخدمها المسرحيون العراقيون لتمثيل واقع المنفى بأسئلة جديدة، مؤكدة ضرورة اعتماد النقد الثقافي لمعالجة المنفى في سياقاته الاجتماعية والثقافية والفنية.

ثلاثة عروض

وشهد الجمهور في الفترة المسائية ثلاثة عروض، جاء الأول بعنوان "الراحل العزيز" لستانلي هوتون، وأخرجته عائشة القصاب، ويروي العمل حكاية الأب المسن الذي ظنت عائلته أنه مات وراحت تخطط لتقاسم ممتلكاته، وحين أفاق الأب الذي كان نائماً يكتشف جشع ابنتيه، فيعلن أنه سيورّث ممتلكاته لمن يعيش معه عند وفاته. وفي الندوة حول العرض، أشادت الفنانة هبة أبوكويك (الأردن) بالحلول التي أبدعتها المخرجة، ونوهت بالحضور المتميز للممثلين.

وجاء العرض الثاني تحت عنوان "صباح الخير" عن نص "من أجل ولدي" للكاتب جون إيرفنج، وأخرجه جاسم التميمي، ويرتكز العمل على صراع بين عالم كيميائي يجتهد لاختراع سلاح يقصّر آجال الحروب، وشقيقته التي فقدت زوجها وابنها في الحرب، وأدار الندوة النقدية حول العرض الفنان أسامة الجراح (الأردن).

وجاء العرض الثالث بعنوان "ضريران"، وهو مقتبس من مسرحية "ضريران وحمار" لماثورين دوندو، وإخراج ندى حاتم ندا، يتناول العمل صراع شحاذين أعميين على موقع التسول، ثم يتحول إلى سلسلة من الخدع: يبدأها شخص يخدع الشحاذين للعثور على حماره، ثم يتدخل ممثل جوّال ليدفع فاتورة عشاء الشحاذين عن طريق بيع حمار الرجل لصاحبة مطعم جشعة، مدعياً أنه حيوان خارق، وتُختتم المسرحية بالممثل وهو يلبس قناع الحمار ويعلن تحوله إلى إنسان، وتحدث في الندوة النقدية للعرض الفنان الأردني عبد الله عبيدات.

September 30, 2025 / 2:21 PM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.