جامعة الشارقة تضيء الوعي الفكري عبر منتدى "استدامة أمن المعرفة"

الشارقة 24:

في إطار جهوده في ترسيخ القيم الإسلامية، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حماية الفكر من التطرف والانحراف، نظّم منتدى الأمن الفكري في الإسلام بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الشارقة ندوة علمية تحت شعار "استدامة أمن المعرفة"، وذلك بمشاركة معالي الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وحضور نواب مدير الجامعة، وعدد من الأساتذة والباحثين والطلبة من مختلف التخصصات.

ويهدف المنتدى إلى الإسهام في بث الوعي بين الطلبة وفئات المجتمع المدني بمقومات الأمن الفكري في الإسلام ونشر قيم التسامح والتعايش والاعتدال الفكري، ومواجهة أفكار التطرف، والتنسيق بين مؤسسات الدولة ومراكزها لترسيخ الأمن الفكري وتأصيل أدبياته الشرعية، والاستفادة من الخبرات الأكاديمية للجامعات العربية في مواجهة التطرف وصياغة الاستراتيجيات المناسبة، بما يخدم الثوابت الفكرية لدولة الإمارات في إشاعة التسامح والاعتدال ونبذ العنف والكراهية، إلى جانب دعم الأنشطة والبحوث الطلابية في مجال الأمن الفكري وإكساب الطلبة المهارات اللازمة لتجسيد هذا الأمن.

واستهل الملتقى فعالياته بكلمة ترحيبية ألقاها الأستاذ الدكتور قطب الريسوني عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، أكد فيها أن المنتدى ينظم بشكل دوري عدد من المحاضرات والندوات والورش التدريبية والمؤتمرات، تتناول خلالها قضايا محورية تتعلق بحماية عقول الشباب من الأفكار المتطرفة، مشيراً إلى أن تعزيز الأمن الفكري يُعد أحد أهم ركائز التنمية المستدامة للمجتمع للحفاظ على الهوية الثقافية والدينية، وضمان مستقبل أكثر وعياً واستقراراً للأجيال القادمة.

وأوضح الدكتور عبد الرحمن عبد اللطيف، مدير المنتدى، أن انعقاد المنتدى يأتي ترجمةً لرؤية جامعة الشارقة ورسالتها في دعم البحث العلمي، وإيجاد بيئة معرفية آمنة تُسهم في بناء الإنسان الواعي القادر على خدمة وطنه ومجتمعه، مؤكداً أن المنتدى يفتح آفاقاً للحوار بين الباحثين والخبراء لتعزيز مبادئ الوسطية والاعتدال.

ثم قدّم معالي الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، محاضرة بعنوان "استدامة أمن المعرفة"، تناول خلالها أهمية إنتاج المعرفة محلياً وحمايتها من أي فكر دخيل يتعارض مع قيم المجتمع وأعرافه وتقاليده، مؤكداً الدور المحوري للجامعات والمؤسسات التعليمية في إنتاج ونشر المعرفة الآمنة، وكذلك مسؤولية الإعلام الوطني في تغذية المجتمع بالفكر السليم، كما ناقش ضرورة تعزيز الاستدامة المعرفية من خلال إنشاء مرصد وطني لرصد الأفكار المنحرفة، وتفعيل دور البحث العلمي في الجامعات لمعالجة هذه القضايا، إلى جانب تنسيق الجهود بين مختلف المؤسسات الوطنية لضمان تحصين المجتمع من كل أشكال التطرف والانحراف الفكري.

وفي ختام الملتقى، كرم الأستاذ الدكتور يوسف الحايك نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية، كلاً من معالي الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي، والدكتور مهدي قيس الجنابي أستاذ مشارك بكلية الشريعة والمدير السابق لمنتدى الأمن الفكري في الإسلام، تقديراً لمساهماتهما المتميزة في دعم مسيرة المنتدى وتعزيز رسالته العلمية.