جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
بعنوان " الثقافة العربية في زمن الرقميات.. إلى أين؟"

صالون الشارقة الثقافي يناقش مستقبل الثقافة العربية في زمن الرقمنة

25 سبتمبر 2025 / 3:08 PM
صالون الشارقة الثقافي يناقش مستقبل الثقافة العربية في زمن الرقمنة
download-img
في ظل تسارع التحولات الرقمية وتأثيرها على المشهد الثقافي العربي، نظّم صالون الشارقة الثقافي التابع للمكتب الثقافي بمجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، الأربعاء، ندوة حوارية بعنوان "الثقافة العربية في زمن الرقميات.. إلى أين؟"، استضاف خلالها نخبة من الأكاديميين والمثقفين، وناقشت أبرز التحديات التي تواجه الهوية الثقافية العربية في عصر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.

الشارقة 24:

نظم صالون الشارقة الثقافي للمكتب الثقافي بمجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، صباح الأربعاء الموافق الـ 24 من شهر سبتمبر الجاري، في مسرح المجلس ندوة بعنوان " الثقافة العربية في زمن الرقميات.. إلى أين؟"، والتي استضافت الدكتور أحمد بهي الدين، أستاذ مشارك في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة القاسمية، وأدارتها الكاتبة نجيبة الرفاعي، بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي.

وتناولت الندوة أبرز التحديات التي تواجه الثقافة العربية في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، وأثر الذكاء الاصطناعي على الأدب والفنون، إضافة إلى دور المثقف في إعادة صياغة الوعي المجتمعي وتوجيهه أمام التغيرات العالمية، مع التأكيد على أهمية المحافظة على الهوية واللغة العربية في هذا العصر الجديد.

الثقافة الرقمية: قلق المستقبل وتداخل العلوم

وأكّد د. أحمد خلال الندوة قائلاً: "عندما نتحدث عن الثقافة الرقمية فنحن نتحدث عن المستقبل، ومن الطبيعي لأي إنسان مهما تأقلم وتكيف مع حاضره، أن يقلق بشأن مستقبله، ومستقبل الأجيال القادمة، خاصة مع وجود هذا التسارع في التطور في مختلف المجالات، وفي ظل ما نعيشه اليوم من تطور للثقافة الرقمية، فإن ما يسمى بالعلوم الإنسانية لا ينفصل عن العلوم التطبيقية بل يتداخل معه ويمتزجان معاً ويتفعلان بوتيرة زمنية متسارعة".

قراءة التاريخ لفهم الحاضر والتأقلم مع التغيير

وأردف أحمد بهي الدين موضحاً: "لا بد وأن نعود لقراءة التاريخ مجدداً لنفهم تغيرات الحاضر ونتأقلم مع أي مستجدات مستقبلية، فكل حاضر له جذور من الماضي وله تاريخ مرتبط به، ولعل من أبرز التحولات التي شهدها الإنسان في الماضي كان ظهور المطبعة، التي غيرت الواقع بشكل جذري، وظهرت بظهورها الكثير من الأشكال المعرفية والأدبية الجديدة وظهرت الصحافة وكانت المطبعة بمثابة ثورة حقيقية غيرت الواقع، بعد أن كان الأدب والشعر ينتقلان إما مشافهة أو عبر الخطاطين الذين يكتبون بأنفسهم كل حرف وكل كلمة، والذين لا بد وأنهم فقدوا أعمالهم بظهور المطبعة، فالتغيير أمر واقعي وموجود، ولكن المهم هو كيفية تعاملنا مع التغيير وتقبلنا له، فالمطبعة على سبيل المثال حققت اتساعاً معرفياً كبيراً، ونستنتج من العودة للتاريخ أن الثقافة الرقمية لم تنشأ فجأة، وليست طفرة، وليست وليدة اللحظة، فهناك دائماً عوامل تهيئة تمهد لأي تغيير جديد، وعلينا أن نتعلم كيفية التأقلم مع كل جديد والاستفادة منه لتطوير أنفسنا".

الثقافة الرقمية وآفاق اقتصاد المعرفة

وأضاف قائلاً الدكتور أحمد: "الثقافة الرقمية اليوم جعلت من اقتصاديات المعرفة اقتصاديات هائلة، فنحن ندفع الأموال يومياً للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي لا يجب أن ننظر للثقافة الرقمية باعتبارها وحشاً، بل لا بد وأن ندرك أننا أمام آلية قادرة على حمل معرفتنا، ولكن هل نحن جاهزون لتغذية هذه الآلية بالثقافة المطلوبة؟ هذا التساؤل الذي يجب أن نتوقف عنده طويلاً، ويمكننا أن ننجح في هذا في حال عودتنا لقراءة التاريخ والتعمق في تراثنا لننجح في تغذية ثقافتنا الرقمية الجديدة".


ومن واقع تجربته بالعمل في جامعة القاسمية، أكد قائلاً: "بسبب اختلاف وتنوع جنسيات طلبة الجامعة العربية كان الاتفاق مبنياً على اعتماد الثقافة العربية للتواصل بيننا بسبب اختلاف اللغة، لتوحدنا لغة القرآن، وطلبت من الطلبة الاستعانة بمعجم لغوي لزيادة حصيلتهم اللغوية، وكان اختيارهم هو المعجم التاريخي للغة العربية الذي صدر عن مجمع اللغة العربية بالشارقة برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والذي يثبت ضرورة العودة للتاريخ لنتمكن من مجاراة تغييرات الواقع".

الفجوة تقنية وليست معرفية

وأشار د. أحمد إلى ضرورة عدم الوقوع في فخ المقارنات والتساؤلات حول من نحن، بل علينا أن نعمل بجد وندرك أن الفجوة بيننا اليوم وبين الغرب ليست معرفية، فنحن لدينا رصيد ضخم من المعارف، ولكن قد تكون الفجوة تقنية كونهم من اخترع هذه التقنيات، ولكن لا بد وأن نعمل لتقليل هذه الفجوة ومجاراة أي تطور، رغم أننا نسير في طريق قد يبدو لنا مخيفاً، ولكن علينا أن ندرك أن الذكاء الاصطناعي فعلاً تسلل لمختلف جوانب حياتنا، وعلينا أن نعمل بجد للاستفادة من آلياته وتجنب سلبياته.

دروس ما بعد الجائحة والتحول الرقمي

واستعرض د. أحمد كمثال حول الفترة التي عشناها خلال جائحة كورونا، حين توقف التواصل الإنساني الحقيقي، وأصبح المرء وحيداً وعاجزاً عن التواصل مع الآخرين، لتضيق دائرته، ولكن رغم هذا ابتكر الإنسان كافة الوسائل الممكنة للتأقلم واستمر في دراسته وعمله وعطائه، وقارن بين أساليب التعليم في السابق وبين ما هو متبع اليوم، وبين التسوق في السابق وبين التسوق الإلكتروني اليوم، مؤكداً أن العديد من الدول الغربية أدركت أهمية الكتابة بالقلم وأهمية الكتاب كوسيلة تعليمية تعزز في الوقت ذاته التواصل الإنساني الحقيقي، لتعود وتفرض على الطلبة الدراسة من خلال الكتب والأوراق والأقلام.

الندوة منصة للحوار وتعزيز الثقافة العربية

وفي ختام الندوة، أكد الحضور على أهمية مثل هذه الفعاليات الثقافية التي يطلقها المكتب الثقافي في مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، باعتبارها منصة حوارية تثري المشهد الفكري وتفتح آفاقاً جديدة للنقاش، مشيدين بدور إمارة الشارقة في ترسيخ الحراك الثقافي وإبراز مكانة الثقافة العربية في ظل العصر الرقمي.


September 25, 2025 / 3:08 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.