الشارقة 24:
في إطار جهود إمارة الشارقة لتعزيز التعاون الثقافي والعلمي، وتسليط الضوء على الإرث الأثري والمتاحف القرآنية لإمارة الشارقة.. سلط وفد من هيئة الشارقة للآثار ومجمع القرآن الكريم في العاصمة الكوبية، هافانا، الضوء على جهود الشارقة العالمية في صون التراث الإنساني والحفاظ عليه، وتعزيز البحث العلمي والمعرفة الثقافية، التي تُجسّد رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة؛ وذلك خلال ندوة علمية نظّمتها الجمعية الكوبية للأنثروبولوجيا البيولوجية بالتعاون مع مكتب مؤرخ مدينة هافانا، بحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين والدبلوماسيين.
ضم الوفد الذي حلَّ ضيف شرف على جامعة هافانا والجمعية الكوبية للأنثروبولوجيا، سعادة عيسى يوسف مدير عام هيئة الشارقة للآثار، والدكتور فيصل السويدي مدير إدارتي المتاحف والاتصال والتسويق المؤسسي في مجمع القرآن الكريم، وخالد الحامد رئيس قسم البروتوكول في هيئة الشارقة للآثار.
استقبل الوفد جاسم الشامسي، القائم بالأعمال في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في جمهورية كوبا؛ حيث أطلعه الوفد على فحوى مشاركته كضيف شرف في جامعة هافانا، إلى جانب تقديمه عدداً من المحاضرات العلمية التي تناولت صون التراث الثقافي والحضاري، إضافة إلى الثقافة المادية لمجمع القرآن الكريم في الشارقة.
تعزيز جسور التواصل الحضاري بين الشارقة وكوبا
من جانبه، أشاد سعادة هزاع أحمد الكعبي، سفير دولة الإمارات في جمهورية كوبا، بجهود الوفد الذي قدّم تجربة دولة الإمارات وإنجازاتها في صون وحماية التراث الثقافي والحضاري والإنساني، مشيراً إلى أن العلاقات الثقافية بين الإمارات وكوبا تشهد تطوراً كبيراً، ما يسهم في تعزيز جسور التواصل الحضاري والانفتاح الثقافي بين البلدين.
وأضاف: تُمثّل مشاركة الوفد في عرض تجربة الشارقة خصوصاً، ودولة الإمارات عموماً، في صون التراث التاريخي الذي يمتد لقرون طويلة، تعزيزاً للتعاون الثقافي الذي يُرسّخ قيم التسامح والتنوع، وتُبرز الإرث الثقافي والتاريخي الغني للشعبين الصديقين.
واختتم: تحرص دولة الإمارات على بناء شراكات ثقافية مستدامة، تعكس احترام التنوع، وتعزز حضورها الثقافي جسراً للتواصل بين الأمم والشعوب، وتسهم في دعم المشهد الثقافي في البلدين.
الشارقة حريصة على الحضور في المشهد الأكاديمي العالمي
وأكّد سعادة عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار: "إن مشاركتنا في كوبا تعكس حرص إمارة الشارقة على أن تكون حاضرة في المشهد الأكاديمي العالمي، ليس فقط من خلال إبراز مواقعها الأثرية الفريدة؛ مثل موقع مليحة؛ بل أيضاً عبر المشاركة الفاعلة في صياغة الرؤى المستقبلية لعلم الآثار ودوره في تعزيز الحوار الإنساني؛ حيث ننظر إلى مليحة بوصفها مختبراً حياً لفهم التاريخ العميق للمنطقة وصلاتها الممتدة مع الحضارات الأخرى. وبفضل دعم ورؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، نؤمن أن إبراز هذه القيمة العلمية والمعرفية، يسهم في وضع الإمارة في موقع متقدم على خريطة الاكتشافات الأثرية العالمية، ويعزز مكانتها منصةً للتلاقي الحضاري وتبادل الخبرات بين الباحثين والمتخصصين".
وأضاف مدير عام هيئة الشارقة للآثار: "كما تعكس هذه المشاركة التزام هيئة الشارقة للآثار بتسليط الضوء على المواقع الأثرية في الإمارة؛ كونها تُعدّ إرثاً عالمياً يستحق الدراسة والحفاظ عليه، فضلاً عن ترسيخ مكانة الشارقة عاصمةً للثقافة العالمية والبحوث الأثرية، ووجهةً بارزةً بين الشرق والغرب".
من جانبه، أعرب الدكتور فيصل السويدي، مدير إدارتي المتاحف والاتصال والتسويق المؤسسي في مجمع القرآن الكريم بالشارقة، عن اعتزاز دولة الإمارات عموماً والشارقة خصوصاً بهذه المشاركة في جامعة هافانا، التي جاءت لتعزيز حضور الشارقة الثقافي، وترسيخ جسور الحوار المعرفي مع أميركا اللاتينية.
وقال السويدي: "جاء وفد الشارقة إلى هافانا وقد سبقته سمعة الشارقة الثقافية الكبرى التي تروي حكاية الجهود الدؤوبة لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ورؤية سموّه الاستثنائية في صون الثقافة، وحفظ التاريخ الذي يُعمّق الهوية ويعزز ثراء الموروث".
وأضاف: "أبدى الحاضرون انبهارهم بتجربة الشارقة المتحفية والقرآنية، وبطريقة تقديم القرآن الكريم للعالم، كما طلبت جامعة هافانا تزويدها بالمواد التي عُرضت في محاضرات المجمع، ليتم عرضها على الطلاب في مختلف كلياتهم، ولتكون مرجعاً مهماً داخل الجامعة".
وختم السويدي: "نحرص من خلال هذه المشاركات على إبراز ريادة الشارقة ودولة الإمارات في خدمة القرآن الكريم، وصون التراث والمعرفة، والتعريف بكتابة تاريخ المصحف وعلومه وأعلامه، وتقديم نماذج من مشروعات المجمع ومخطوطاته المتفردة، بما يعزز التبادل الثقافي، ويثري الحوار الإنساني المشترك".
واطلع الوفد على هامش الاستضافة على عدد من المعالم الأثرية، منها البيت العربي بهافانا، وبيت الماركيزين دي أركوس، ومتحف أنثروبولوجيا، ومحمية لاس تيراساس أول محمية بيولوجية في كوبا والمعترف بها من قبل اليونسكو، إضافة إلى عدد من المتاحف والمعالم ذات الاهتمام المشترك.