جار التحميل...
الشارقة 24:
منذ انطلاق العام الجاري، تحتفي "مكتبات الشارقة العامة" بمرور مئة عام على تأسيسها عبر برنامج ثقافي شامل يعكس رسالتها المعرفية ودورها المجتمعي الممتد منذ قرن.
وها هي تواصل هذا المسار الاحتفائي حتى نهاية ديسمبر المقبل، من خلال سلسلة من الفعاليات النوعية التي تتوزع على محاور الأدب، والهوية، والاستدامة الثقافية، مؤكدة على دور المكتبة كمؤسسة حيوية نابضة بالمعرفة، تسهم في صون الذاكرة، وتواكب تحولات المستقبل.
وبالتعاون مع أكثر من 13 جهة حكومية وثقافية في الإمارة، تطلق "مكتبات الشارقة" خلال الفترة من أغسطس حتى ديسمبر المقبل، مجموعة من الفعاليات الإبداعية والمعرفية، صُممت لتستقطب مختلف فئات الجمهور وتعزز الوعي بالمكتبة كمنصة ديناميكية لإنتاج وتبادل المعرفة.
صرحت إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة: "تمثل مئوية مكتبات الشارقة محطة محورية لتأكيد الدور الحيوي الذي تؤديه المكتبات في صياغة الوعي المجتمعي وتوجيه مسارات التنمية الثقافية. ومن خلال البرنامج المتكامل الذي نقدمه خلال احتفالاتنا نُجدد التزامنا بجعل المكتبة فضاءً حيًا للإنتاج المعرفي، ومركزًا محوريًا للحوار والإبداع والانفتاح على المستقبل".
وأضافت: "نُدرك أن المكتبات لم تعد مجرد مخازن للكتب ومساحة للقراءة، بل أصبحت مؤسسات تفاعلية تُسهم في تطوير الإنسان وتنمية قدراته، ومن هذا المنطلق نعمل على تعزيز الاستدامة الثقافية، وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية، وتقديم برامج تُلهم وتُحفّز، وتُرسّخ موقع الشارقة كعاصمة دائمة للثقافة والمعرفة".
وفي شهر أغسطس، تنطلق فعاليات "مكتبات الشارقة" بجلسة نقاشية تحمل عنوان "أغاني البحر والشعر"، تستعرض جماليات النقد والبلاغة في الشعر العربي الفصيح، وتجمع بين 3 نقاد يمثلون مدارس زمنية مختلفة.
وتُرافق الجلسة قراءات شعرية حية تُلقيها نخبة من الشعراء، إلى جانب عروض موسيقية للأغاني البحرية يقدمها الفنان حميد الزعابي، الذي يشارك أيضاً بمجموعة من مقتنياته الخاصة التي تعكس ارتباطه بالبيئة البحرية.
وتُختتم الفعاليات بجلسة "كتّاب تحت الضوء"، التي تتناول تجارب إبداعية لافتة تحت محور "آفاق الأدباء والشعراء"، وتستضيف هذا الشهر الكاتب كريم إسماعيل، في خطوة تعزز الحراك الثقافي في الإمارة وتبرز تنوّع المشهد الأدبي فيها.
وفي شهر سبتمبر، تحتفي "مكتبات الشارقة" بالشعر من زاوية جديدة من خلال ندوة أدبية بعنوان "من الحبر إلى الشعر"، تستضيف 3 من الشعراء البارزين للحديث عن بداياتهم ومساراتهم الإبداعية، والعوامل الثقافية والطبيعية التي ساهمت في صقل تجاربهم الشعرية.
ويتناول الشعراء خلال الندوة نماذج مختارة من قصائدهم، متوقفين عند المواقف الملهمة خلف كل نص، بما يتيح للحضور فهماً أعمق لمعاني القصيدة وتجلياتها الإنسانية.
كما تتضمن الفعالية ورشة فنية يقدّمها الخطاط علي الحمادي، يخطّ فيها أبياتاً مختارة من القصائد باستخدام الخط العربي، ليضيف بعداً بصرياً إلى جمال النص، ويعكس دور الحروف في توثيق الشعر وتكثيف أثره التعبيري.
في أكتوبر، تواصل "مكتبات الشارقة" فعالياتها بمحور "الاستدامة الثقافية"، من خلال جلسة بعنوان "بين القصة والحرفة"، تستعرض فيها الدور المحوري لأشجار النخيل في الثقافة الإماراتية، وتسرد قصص الحِرف التقليدية التي اعتمدت على مكونات النخلة، مثل صناعة الورق والمنتجات اليدوية. ويتناول المتحدثون تاريخ النخلة بوصفها رمزاً للحياة والعطاء في البيئة المحلية، مع تسليط الضوء على فوائدها البيئية والاقتصادية في السياقات المعاصرة.
وتتضمن الفعالية ورشة تفاعلية تُعرّف المشاركين على خطوات صناعة الورق يدوياً باستخدام مواد طبيعية محلية. وتُتيح الورشة الفرصة لتصميم بطاقات تهنئة، وأوراق تغليف الهدايا، وفواصل الكتب، بأساليب مستوحاة من البيئة الإماراتية.
في نوفمبر، تُقدّم "مكتبات الشارقة" مسرحية دمى للأطفال، تحمل في طياتها رسائل ثقافية وتراثية، بأسلوب تفاعلي ممتع. يتعرّف الأطفال من خلال الشخصيات والعروض على أهمية الحفاظ على التراث، من خلال الأحداث والحوارات التي تُقدَّم بأسلوب مبسط يُعزز الوعي الثقافي والانتماء الوطني.
وتتضمن الفعالية ورشة إبداعية لتعليم الأطفال فنون تصميم وصناعة الدمى، حيث يشارك الصغار في خطوات التنفيذ بأنفسهم، مما يُنمّي لديهم روح الابتكار بأسلوب عملي ومشوق.
في شهر ديسمبر، تختتم "مكتبات الشارقة" موسمها بورشتين فنيتين تجمعان بين الأدب والفنون تتيح للمشاركين تجربة إبداعية متكاملة، حيث يتعرفون في ورشة "بعيون الأدب" على أساسيات التصوير الإبداعي وكيفية تحويل النصوص الأدبية إلى صور فنية، من خلال جلسات نظرية وعملية يشرف عليها مصورون محترفون، وتنتهي بعرض الأعمال ومناقشة نتائجها.
أما في ورشة "الصوت واللون"، فيستمع المشاركون إلى مقاطع صوتية من الحياة اليومية أو من الشعر والموسيقى، ويترجمونها إلى لوحات فنية تعبّر عن مشاعرهم وتصوراتهم الثقافية، ما يدمج بين الكلمة والصوت والصورة في تجربة فنية ملهمة.