جار التحميل...
الشارقة 24:
في بيئة تمتزج فيها الحداثة مع الشغف بالماضي، يزداد الإقبال في دولة الإمارات العربية المتحدة على اقتناء السيارات القديمة، بوصفها رموزاً حيّة لحكايات من الزمن الجميل، وبين التحديات المناخية وتطور الحلول التقنية، يقود نادي الشارقة للسيارات القديمة هذا الشغف بخبرة ميدانية، ويقدّم لعشاق السيارات القديمة دليلاً عملياً للحفاظ عليها في أفضل حالاتها، سواء في أثناء القيادة أو التخزين.
يعتمد الأداء السليم لمحرك السيارة القديمة على قدرتها على التبريد، خصوصاً في الأجواء ذات الحرارة المرتفعة. ولتحقيق ذلك، يُوصى باعتماد مبرد (راديتير) مطلي بالسيراميك؛ إذ يتميز هذا النوع بقدرته على تبديد الحرارة بنسبة أعلى من المبردات التقليدية، مما يحافظ على استقرار درجة حرارة المحرك حتى خلال ساعات الذروة، وهو ما يمثل ضرورة لضمان استمرارية القيادة بأمان.
ينصح المتخصصون في نادي الشارقة للسيارات القديمة بإجراء أعمال الصيانة في الفترة الصباحية الممتدة بين السادسة والثامنة، في هذا التوقيت، تكون درجة حرارة الهواء أقل، ما يسهل عملية التبريد أثناء تغيير الزيوت أو فحص الأنظمة، ويقلّل من احتمالات الإجهاد الحراري للمحرك وللفني القائم بالعمل.
توفر الأغلفة العاكسة للشمس وسيلة فعالة لتقليل حرارة المقصورة الداخلية، وتحمي المقاعد واللوحات الخشبية من التشقق، كما يعزز الطلاء النانوي السفلي الحماية ضد الصدأ والتآكل، خاصة في المناطق الساحلية ذات الرطوبة العالية، مما يحافظ على سلامة الهيكل ويطيل عمر السيارة.
عند التوقف عن قيادة السيارة لفترات طويلة، يصبح التخزين الصحيح أمراً جوهرياً، لذلك فإن خبراء نادي الشارقة للسيارات القديمة ينصحون باستخدام منشآت مكيّفة مخصصة لتلك المركبات، وتغطية السيارة بغطاء يسمح بمرور الهواء، كما يُفضل ملء السوائل كاملة، واستخدام مثبت وقود لمنع التبخر، وفصل البطارية مع استخدام شاحن بطيء لتجنّب فقدان الطاقة.
لا تُعامل السيارات القديمة تأمينياً كغيرها من المركبات؛ فوثيقة التأمين المخصصة لهذا النوع من المركبات تأخذ بعين الاعتبار الندرة، والعمر، وقيمة السيارة التاريخية، لذا فإنه يُنصح بالبحث عن شركات توفر تغطيات محددة لأضرار العواصف الرملية.
يمكن إدخال تعديلات محسوبة على نظام التكييف في السيارة دون المساس بجمالياتها الكلاسيكية، توفر شركات بهذه الأنواع من أنظمة التبريد حلولاً تقنية تُدمج وحدات تبريد حديثة بشكل غير ظاهر، باستخدام فتحات التهوية الأصلية وإخفاء باقي المكونات بدقة، ما يتيح قيادة مريحة دون التأثير على الهوية التصميمية للسيارة.
غالباً ما تتوافر قطع السيارات القديمة من خلال مصادر متنوعة تشمل المتاجر المحلية المتخصصة، والأسواق الإلكترونية العالمية، وورش الترميم العريقة، يشكّل نادي الشارقة للسيارات القديمة نقطة التقاء مهمة للهواة لتبادل الخبرات والمصادر.
على الرغم من التقدير المتزايد للسيارات القديمة، فإنها لا تُعفى من الأنظمة، يتوجب تسجيل السيارة والتأمين عليها وفق الإجراءات الرسمية، مع الالتزام بالمسموح من التعديلات، خصوصاً ما يتعلق بالأمان والانبعاثات، وقد تختلف تفاصيل اللوائح بحسب المدينة، ما يستدعي التواصل المستمر مع الجهات المختصة ونوادي السيارات للحصول على أحدث التوجيهات.
ومع توفر المعرفة والدعم الفني والمؤسسي، أصبح من الممكن اليوم في الإمارات تحويل الشغف بعالم هذه المركبات إلى أسلوب حياة مستدام، ويبقى نادي الشارقة للسيارات القديمة حجر الأساس لهذه المنظومة، يقودها نحو مستقبل يجمع بين الأصالة والحفاظ التقني، ضمن بيئة تحتفي بالماضي وتحترفه.