"الخدمات الاجتماعية" تغرس التراث بحضانات الشارقة

الشارقة 24:

أطلقت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، مبادرة "اختصاصي سنع إماراتي"، تحت شعار "في حضن الجدة مودة تحمي وحكاية تبنى"، وتقدمها مجموعة من الأمهات والجدات من برنامج "العلم نور"، واللاتي أنجزن التعليم في فصول محو الأمية التي كانت مدتها 7 سنوات.

ولكن هذه المجموعة من أمهاتنا كان لديها طموح كبير في الاستمرار بالتعلُّم أو بالتعليم من خلال نقل خلاصة تجاربها وخبراتها للآخرين، فكانت مبادرة "اختصاصي سنع إماراتي"، والتي انطلقت في عيد الأضحى المبارك.

التعليم المستدام

وتشير ناعمة الزرعوني، مدير إدارة التثقيف الاجتماعي في الدائرة، والمشرفة على المبادرة، إلى أن مبادرة "اختصاصي سنع إماراتي" تأتي ضمن مبادرة "العلم نور" للتعليم المستدام لكبار السن، تحت شعار "نمكن لجودة تُعاش وأثر يُلهم"، والتي تتيح لكبار السن متابعة نشاطهن بعد انتهائهن من فصول التعليم غير النظامي، الذي يحتوي على فصول دراسية لكبار السن. ومن ضمن الأهداف تمكينهم من دور فاعل في المجتمع عبر نقل التراث والقيم الإماراتية للأطفال بطريقة تفاعلية.

تمكين كبار السن

وقالت مدير إدارة التثقيف الاجتماعي في الدائرة: "إن الهدف من المبادرة هو تمكين كبار السن من مجالسة الأطفال في حضانات إمارة الشارقة لغرس القيم وإحياء التقاليد، ولتعزيز المحبة ورواية الحكايات التي تحتفظ بها الجدات في ذاكرتهم عن الماضي الجميل والعادات والتقاليد التي كانت متبعة، إلى جانب تعليم وتعريف الأطفال بالحِرَف والأشغال التي كانت سائدة قديمًا، والتي كانت بمثابة مصدر رزق لهم، خاصةً وأن حكايا الماضي الجميل فيها من الدروس والعبر الكثير، إلا أن جيل اليوم، وبحكم الانفتاح على الثقافات المتنوعة وتأثير المكننة والتقنية وأدواتها الجذابة، أبعدت الطفل عن ثقافة أجداده، بل وغربته عنها، ليصبح جاهلًا بتراثه وغير مكترث بالتعرف إليه".

أطفال الحضانات

وأضافت: "من هنا ارتأت دائرة الخدمات الاجتماعية إطلاق هذه المبادرة في الحضانات، ودعمها وإنجاحها بهدف غرس القيم وإحياء التقاليد بين أجيال اليوم، براعم الطفولة. ولتحقيق الهدف، تم تقسيم المبادرة إلى 4 مراحل: خُصصت المرحلة الأولى لترشيح كبار السن المتخصصين في السنع الإماراتي، وخُصصت المرحلة الثانية لتصميم برامج وورش تفاعلية وألعاب مساعدة، وجاءت المرحلة الثالثة لتنفيذ الورش والبرامج للمجتمع المحلي من قبل كبار السن، وأخيرًا سيتم قياس أثر المبادرة وتطويرها في المرحلة الرابعة، لكونها ستكون مستمرة لسنوات".

ولاقت المبادرة إقبالًا بعد مرور فترة على تطبيقها من الأطفال، وتم حتى اليوم تنفيذ 4 ورش، بالإضافة إلى الورشة الافتتاحية، والتي كانت مختصة بتهاني العيد، وتضمنت تعليم الصغار عبارات المعايدة مثل "عيدكم مبارك"، وآداب الزي الإماراتي، وآداب التحية والسلام في العيد، كما شارك الأطفال في نشاط لصق الملصقات الخاصة بالعيد على الورق.

وجاءت الورشة الأولى حول التحية والسلام، وتضمنت تنفيذ لعبة تمثيلية يتبادل فيها الأطفال أدوار الضيف والمضيف.

أما الورشة الثانية، فكانت عن اللباس الإماراتي، وتهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية والفخر بالزي التقليدي، كما ناقش الأطفال مع الجدات الفرق بين الملابس.

أما الورشة الثالثة، فكان موضوعها عن الضيافة وإكرام الضيف، ونُفِّذَت عبر مشهد تمثيلي مع تعليمهم الطرق الصحيحة لصب القهوة.

والورشة الرابعة كانت عن حب الوطن والرموز الوطنية، وتهدف إلى تأصيل الانتماء وحب الوطن في نفوسهم منذ الصغر، إضافة إلى تعليمهم النشيد الوطني للإمارات.