جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
احتفى بعروض الديودراما

مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي يواصل فعالياته

25 مايو 2025 / 6:57 PM
مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي يواصل فعالياته
download-img
واصل مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي فعاليات دورته الثامنة، مساء السبت، حيث احتفى المهرجان في يومه الثاني بعروض الديودراما، وعقد ندوة نقدية، وملتقى الشارقة للمسرح العربي، كما قدم ورشة الإخراج المسرحي المدرسي.
الشارقة 24:
 
برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تواصلت مساء السبت فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المسرح الثنائي بالمركز الثقافي لدبا الحصن، بحضور عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة رئيس المهرجان، وأحمد بورحيمة، مدير إدارة المسرح بالدائرة مدير المهرجان.
 
وشهد جمهور اليوم الثاني للمهرجان الذي يحتفي بعروض الديودراما، العرض السوري "خلاص فردي" من تأليف وإخراج سامر محمد إسماعيل، وتمثيل رغد سليم، ومحمد شما، ويروي العمل حكاية الكاتب المسرحي الأربعيني "عادل"، الذي يعاني من اليأس والكآبة، بينما يسعى لإيجاد نهاية مناسبة لنصه المسرحي. في خضم ذلك، تقتحم حياته جودي، الشابة العشرينية المرحة التي تأتي بذريعة تنظيف شقته، وسرعان ما تتدخل في شؤونه، وتجادله حول عاداته غير الصحية وأسلوب معيشته الفوضوي، ونظرته المتشائمة إلى الحياة.
 
ومع تقدم الأحداث، تتداخل عوالم الواقع والخيال في هذا العرض، ويبدأ عادل برؤية جودي في صورة حبيبته "ليال" التي تركت وفاتها المأساوية في حادثة سير أثراً عميقاً في نفسه. وبتواصل الحوار بين الاثنين حول مفاهيم الحب، والموت، والحياة، تبدو آراء جودي طفولية وساذجة، إلا أنها تستحوذ على اهتمام عادل، الذي يسعى لاستثمارها في إثراء الجانب الدرامي لمسرحيته غير المكتملة، التي تدور حول انتحار كاتب نتيجة فقده لحبيبته.
 
في الندوة النقدية التي أعقبت العرض، وأدارتها الكاتبة السورية أمينة عباس، أشاد أغلب المتداخلين بـالنص الذي تميز بثرائه في الثنائيات الضدية، مثل التناقض بين شخصيتي الكاتب والمنظّفة، وتقاطع الخيال والواقع، والمرح والكآبة، والفصحى والعامية، وكذلك اللغة اليومية واللغة الشعرية، ما أضفى عمقاً على الحبكة، وزاد من كثافة وحيوية الصورة المسرحية. كما أثنى بعض المتحدثين على الرؤية الإخراجية التي قدمت العرض بوضوح وسلاسة في تواصله مع الجمهور، من دون أن يفقد عمقه وجماليته، فقد اقتصر فضاء العرض على مكتب صغير، وخزانة للكتب، واستُخدمت الإضاءة بأبسط أشكالها في معظم العرض، إلا في المشاهد القليلة التي يستعيد فيها الكاتب الماضي، أو تلك التي يقوم فيها، بمساعدة جودي، بتجسيد مشهد من نصه، أو من ذكرياته مع حبيبته الراحلة.
 
وبختام الندوة، تسلم مخرج العرض السوري شهادة شكر وتقدير من الرائد عبدالله الطنيجي ممثل قسم شرطة دبا الحصن الشامل، الذي رعى اليوم الثاني.
 

ملتقى الشارقة للمسرح العربي

 
وكانت أنشطة اليوم الثاني للمهرجان بدأت عند الخامسة مساء بانطلاق جلسات اليوم الأول من ملتقى الشارقة للمسرح العربي في نسخته العشرين، تحت شعار "المسرح والحياة"، وقدم للملتقى وأداره السينوغراف الإماراتي وليد الزعابي، الذي استهل حديثه قائلاً: "نرفع أسمى عبارات الشكر والامتنان إلى مقام صاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه السخي لتطوير وارتقاء الحركة المسرحية في أفقيها المحلي والعربي، وفي كل مجالاتها الفنية والفكرية والأكاديمية»، مستعرضاً أبرز الموضوعات التي تناولها الملتقى خلال العشرين سنة الماضية بمناسبة مرور عقدين على تأسيسه، لافتاً إلى تعدد وتنوع الأسئلة والتجارب والأجيال المسرحية التي استضافها، والتأثير الواسع الذي أحدثه في المجال بأصدائه الإعلامية ومنشوراته العلمية.
 
وقدمت المداخلة الأولى في الملتقى الباحثة الأردنية ميس الزعبي تحت عنوان "أبو الفنون والحياة: دراسة في المظاهر والمتغيرات الجديدة"، وقالت إن المسرح يمثل مرآة تعكس تعقيدات الحياة الإنسانية والاجتماعية والثقافية عبر العصور، موضحة أن "أبو الفنون" ليس نشاطاً ترفيهياً فحسب، بل يمثل أداة فعالة لنقل الواقع ومحاكاته ونقده.
 
وأكدت قدرة المسرح على بناء الوعي الجماعي، وتعزيز التماسك الاجتماعي، كونه يسلط الضوء على القضايا المجتمعية العامة والفردية، وهو أيضاً يعد أداة للتغيير الاجتماعي، كما يظهر في تجربة الفنان البرازيلي أوغستو بوال ومنهجه المسرحي العلاجي، كما لفتت الزعبي إلى دور المسرح بصفته أداة تعليمية فعالة، واستعرضت نتيجة دراسة أجريت في الأردن أثبتت تأثيره الإيجابي في تعزيز الفهم والتحصيل الدراسي.
 
وذكرت الباحثة الأردنية أن المسرح يواجه اليوم تحديات عدة في علاقته بالجمهور، بسبب انتشار المنصات الرقمية، وتعدد وسائل الترفيه الحديثة، ونقص الدعم المالي، وتأثير التغيرات في القيم والمعتقدات الاجتماعية على موضوعاته وأساليبه، إلا أنه سيظل فناً حيوياً قادراً على التكيف وتجاوز الصعوبات كما فعل في القرون والعقود الماضية.
 
وتحت عنوان «المسرح والحياة السالبة» جاءت مداخلة الباحث التونسي الدكتور عمر علوي، الذي ركز على تناول فكرة "الحياة العارية" التي قدمها الفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين، مشيراً إلى أنها تعني أن الإنسان قد يفقد معنى حياته بسبب القواعد والمعايير القياسية، مبيناً أن المسرح لديه القدرة على إيقاف هذا الوضع، وجعلنا نرى جوهر إنسانيتنا الحقيقي. واتخذ علوي مسرحية "بارتلبي" نص هيرمان ملفيل، التي أخرجها دافيد جيراي، مثالاً، حيث يرفض بارتلبي - بطل العرض - القيام بأي شيء، وهذا الرفض البسيط يصبح قوة مقاومة كبيرة. هذا "اللا-فعل" يمنع الإنسان من أن يصبح مجرد آلة تعمل بلا إرادة أو رغبة. وقال العلوي إن المسرح، من خلال هذه الفكرة، يُظهر كيف يمكننا استعادة قوتنا الداخلية والحفاظ على جوهرنا، بدلاً من الانغماس في حياة خالية من المعنى.
 
وقدم المداخلة الثالثة الباحث المصري بلال الجمل تحت عنوان "المسرح بصفته مرآة للوجود.. من البدايات إلى الامتدادات"، مؤكداً في بداية حديثه أنه مثلما تلعب التغييرات الاجتماعية دوراً في تشكيل أطوار الممارسات المسرحية، فإن المسرح بدوره له تأثيره الملموس في فكر وسلوك الأفراد، وهو قادر على تحبيب العيش واستشراف مستقبل أفضل.
 
ومن ثم تتبع الجمل في مداخلته، تطور علاقة المسرح بالحياة عبر ثلاث ركائز أساسية: "الوجود"، ممثلاً في المسرح البدائي ومحاولات الإنسان الأولى لمسرحة تساؤلات الوجود وفهم العالم؛ ثم "الواقع"، بدءاً من مفهوم المحاكاة الأرسطية وصولاً إلى الانعكاس في الواقعية، حيث تحول المسرح إلى أداة لتدعيم النظم الاجتماعية أو نقدها؛ وأخيراً "الإنسان"، الذي تجلى في الاتجاهات الطليعية الحديثة التي ركزت على استكشاف النفس البشرية وجذورها عبر الأسطورة والطقس.
 
من ثم تطرق الجمل إلى أزمة الإنسان المعاصر، المتمثلة بالاغتراب وفقدان الهوية، والشعور باللا جدوى، موضحاً أن المسرح يلعب دوراً علاجياً وتطهيرياً في مواجهة هذه الأزمات.
 

ورشة الإخراج المسرحي المدرسي

 
ومن الأنشطة التي شهدها اليوم الثاني للمهرجان، ورشة "الإخراج المسرحي المدرسي" التي نظمت بمقر جمعية دبا الحصن للثقافة والفنون والمسرح، وأشرف عليها المخرج التونسي الدكتور حاتم المرعوب، بمشاركة نحو 40 متدرباً. وانقسمت المحاضرة على جزأين؛ نظري وعملي، في الأول حدد الدكتور حاتم مرعوب بعض المفاهيم ذات العلاقة بالإخراج في المسرح المدرسي، كما بيّن للحاضرين كيفية تحويل نص مسرحي أو أدبي إلى عرض مسرحي، وركز على الاشتغال على عناصر العرض المسرحي وربطه بالألعاب الدرامية التي تمثل جوهر التعامل مع الطالب داخل أسوار المدرسة. وفي الجزء التطبيقي انتقل إلى تحديد ملامح الشخصية المسرحية وكيفية بنائها من خلال العمل على أبعاد الشخصيات. وتفاعل المشاركون مع هذه التمارين الدرامية، وعبروا عن إعجابهم بما قُدم لهم خلال الورشة. وفي الختام قدمت منسقة المهرجان عائشة الحوسني شهادة شكر وتقدير لمشرف الورشة.
May 25, 2025 / 6:57 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.