احتضن مركز الجواهر للمؤتمرات والمناسبات في الشارقة حفلاً لتكريم الفائزات بالدورة السابعة من جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية، والذي نظمه المكتب الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تحت رعاية قرينة حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة. ويعكس هذا التكريم دعم سموها المستمر لإبراز دور المرأة الخليجية في المجالات الثقافية والإبداعية، وتعزيز مكانتها في الساحة الأدبية والفكرية.
الشارقة 24:
احتفت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، بالفائزات بجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في دورتها السابعة، بالحفل الذي نظمه المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في مركز الجواهر للمؤتمرات والمناسبات بالشارقة.
وقالت سموها في تسجيل صوتي تمت إذاعته بقاعة الحفل: "أخواتي الأديبات والمبدعات نرحب بكن في إمارة الشارقة، أرض زرعت العلم وحصدت الثقافة والإبداع، وتحتضنكن اليوم لتحتفي بفوزكن بجوائز الدورة السابعة لجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية".
وأكدت سموها أن هدف الجائزة يتعدى كونه تتويجاً لجهود سيدات مبدعات في الأدب والثقافة، بل هو وسيلة للقاء سيدات الإبداع الأدبي في محطة سنوية ترسخ الترابط الأخوي بين شعوبها، وتعزز القيم الأصيلة التي تتشاركها شعوبنا عبر الزمن.
وتابعت سموها: "أهنئ اليوم مبتدعاتنا الفائزات في مجالات الشعر وأدب الطفل والدراسة الأدبية، وهو تتويج سيشكل انعطافاً مهماً في مسيرتكن، ودافعاً حقيقياً للاستمرار في إثراء المشهد الثقافي الخليجي، كما أبارك للدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي من سلطنة عُمان الشقيقية، والتي نالت عن جدارة واستحقاق جائزة الشخصية الثقافية لهذه الدورة من الجائزة، وذلك لأنها عملت على بناء مسيرة عميقة في البحث والدراسة والإبداع، إضافةً للعمل الاجتماعي، كما عكست الصورة المشرفة للمرأة والثقافة الخليجية عموماً والعمانية خصوصاً، حفظكن الله ورعاكن وجعلكن ذخراً لشعوبكن وأوطانكن، وتمنياتي لكن بطيب الإقامة في بلدكن الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة".
حضر الحفل سعادة نورة النومان رئيس المكتب التنفيذي لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وسعادة صالحة غابش المستشار الثقافي ورئيس المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، والمستشار رزاق خليف منصور السعيدي من سفارة الجمهورية العراقية بدولة الإمارات العربية المتحدة، والعديد من سيدات المجتمع ورعاة الحفل.
وسلمت سعادة نورة النومان وسعادة صالحة غابش دروع التكريم للفائزات، وهن الدكتورة صباح بنت عبد الكريم عيسوي، من المملكة العربية السعودية، الفائزة بالجائزة في مجال الدراسات النقدية عن دراستها "جدلية الأنا والآخر في الأدب الرحلي العربي قراءة في المنجز النقدي"، والدكتورة نادية هناوي سعدون من العراق عن دراستها "مفاضلة الأنا والآخر في الرحلة المتخيلة روائياً"، وفازت سمية علي رهيف من العراق بجائزة لجنة التحكيم عن دراستها "انجذاب المتضاد بين الأنا والآخر في القصة القصيرة، "قصة عمالقة البحر وأقزامه لفتحية النمر نموذجاً"، ولم تتمكن من الحضور شخصياً لاستلام الجائزة، واستلمها بالنيابة عنها المستشار رزاق خليف منصور السعيدي.
وفي مجال الشعر العمودي، فازت دكتورة دلال بنت بندر المالكي، من المملكة العربية السعودية عن ديوان "غيبوبة"، وعفاف بنت حسين الحربي، من المملكة العربية السعودية، عن ديوان "على أعتاب الغياب"، وفي مجال أدب الطفل ــ القصة القصيرة، فازت بدرية بنت محمد البدري، من سلطنة عمان عن قصة "أنا وصديقي"، ومريم خليفة الشحي من الإمارات العربية المتحدة عن قصة "ما معنى أن ننتمي؟"، وفازت ندى أحمد فردان من مملكة البحرين بجائزة لجنة التحكيم عن قصتها "شامبو الشعور العجيب"، بجانب تكريم الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسي من سلطنة عمان والتي فازت بجائزة الشخصية الثقافية لهذا العام.
كما تم تكريم رعاة الجائزة، وهم شركة العربية للطيران، واستلم درع التكريم عبد الرحمن راشد بن طليعة، مدير إدارة الشؤون التنفيذية للعربية للطيران، ومجموعة مجوهرات جوهرة، واستلم التكريم محمد تمجيد عبد الله نائب المدير التنفيذي للمجموعة، ومجموعة الطنيجي للعقارات.
وألقت الأديبة نجيبة الرفاعي، كلمة المكتب، التي أكدت فيها أن الحفل هو احتفاء بأقلام نسائية مميزة، أثبتت بإبداعاتها أن المرأة الخليجية قادرة على أن تصنع الفرق، وأن تعبر بأدبها نحو مستقبل ثقافي أكثر تنوعاً وتأثيراً، لافتةً إلى سعادة المكتب الثقافي بتزايد الأعمال المشاركة في كل دورة من دورات الجائزة، وخصوصاً خلال تلك الدورة مقارنةً بالدورات السابقة، وبتفوق مستوياتها أيضاً، وهو ما يؤكد أن الجائزة تمضي قدماً في تحقيق أهدافها الأساسية وهي تسليط الضوء على إبداعات المرأة الخليجية في المجال الأدبي، وإذكاء روح التنافس بين الأديبات، وهوما يثري الحياة الثقافية في المنطقة بالبحوث والدراسات الأصيلة، حتى أصبحت الجائزة نافذة مشرعة تطل منها المبدعة الخليجية على أفق أوسع من التقدير والاعتراف والتأثير.
وفي السياق ذاته، ألقت دكتورة زينب الياسي كلمة لجنة التحكيم، قائلةً: "لقد دأب المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة على مدار 7 سنوات متوالية العمل على تنشيط الحراك الثقافي بين الكاتبات في الخليج العربي، وتحفيزهن لخوض أجناس وكتابات إبداعية، وسبر قضايا نقدية وبحثية معاصرة تتنوع مجالاتها من عام لآخر بهدف إثراء حضور قلم المرأة، وتعزيز منجزها عبر مسيرتها الفكرية والثقافية والمعرفية والإنسانية"، مؤكدةً أهمية مشاركة العراق في هذه الدورة.
وألقت دكتورة صباح بنت عبد الكريم عيسوي كلمة الفائزات، والتي أكدت فيها أن الجائزة علامة فارقة في حاضرنا، وتحمل بين طياتها ثُلة من القيم والدلالات، أهمها الفرحة والبهجة لأنها تنطلق من الشارقة، التي تحظى بمكانتها كعاصمة للثقافة الإسلامية، كما أنها جائزة للإبداع بأشكاله الإنسانية التي تتخذ من الكلمات منبراً وتعزز قيمة الانتماء.
فيما قالت دكتورة نادية هناوي سعدون كلمة الدولة الضيف (العراق) وجزمت فيها على أن الأديبة العربية حققت في السنوات العشر الأخيرة تقدماً لافتاً وحضوراً نوعياً في المشهد الثقافي والسياسي والاجتماعي، وتفاعلت بقوة مع مجريات الواقع العربي الراهن، مشيرةً إلى أن أهمية هذه الجائزة تأتي من دعمها للإبداع الأصيل والأخذ بيد المرأة العربية نحو ما يحقق لها التأثير الثقافي الفاعل في مجتمعها.
واختتم الحفل بندوة عنوانها "نحن والآخر..أبعاد ثقافية وإنسانية"، قدمتها الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفاسي، والدكتورة صباح بنت عبد الكريم عيسوي، والدكتورة نادية سعدون، وأدارت الحوار الأديبة صالحة عبيد، وتباينت فيها الآراء والمداخلات.