جار التحميل...
الشارقة 24:
وسط تفاعل لافت من طلاب المدارس، استضاف مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025، في قاعة الفكر، لقاءً مميزاً مع اليوتيوبر وصانع المحتوى الهندي الشهير فارون دوغيرالا، الذي قدّم جلسة تفاعلية حول الذكاء العاطفي وإدارة الغضب عند الأطفال، في إطار المزج بين التعليم الترفيهي، والسرد القصصي، والوسائط الرقمية التفاعلية.
وعبّر فارون عن سعادته بمشاركته الأولى في المهرجان، مشيراً إلى أن أكثر ما أدهشه هو حماسة الأطفال ورغبتهم الصادقة في تعلّم أدوات جديدة لفهم أنفسهم ومشاعرهم، وقال: "لطالما رغبت في المشاركة بهذا المهرجان المدهش، والأجمل من كل شيء هو رؤية وجوه الأطفال وهم يشاركون بكل حماسة لتعلّم شيء جديد يساعدهم على فهم أنفسهم."
وخلال الجلسة، شدد دوغيرالا على أهمية إتاحة الفرصة للأطفال لفهم مشاعرهم والتعامل معها، موضحاً أن الذكاء العاطفي من أهم المهارات الحياتية التي لا تُدرّس غالباً في المدارس، رغم كونها أساسية في بناء شخصية متوازنة، وأضاف: "هدفي أن يخرج كل طفل من هذه الجلسة وهو يحمل أداة واقعية وبسيطة وممتعة يمكنه استخدامها في حياته اليومية عند مواجهة مشاعر قوية كالغضب."
وبأسلوبه التفاعلي المحبب، قدّم فارون شرحاً مبسطاً للعمليات العصبية المرتبطة بالغضب، قائلاً للأطفال: "تخيلوا أن في دماغنا حارساً صغيراً اسمه الأميغدالا، ينطلق عندما يشعر أننا في خطر، عندما نغضب، يرسل هذا الحارس إنذاراً يجعلنا نصرخ أو نتوتر، لكن يمكن تهدئته إذا أخذنا نفساً عميقاً أو عدينا حتى عشرة".
استعرض فارون خلال اللقاء رسوماً متحركة تعليمية من إنتاج شركته EMOMEE، استخدمها كنماذج لتمثيل المشاعر والتصرفات في مواقف الحياة اليومية، مما منح الأطفال أدوات بصرية لفهم مفاهيم مثل إدارة الغضب والتواصل العاطفي.
كما عرض على المشاركين مقتطفات من محتواه المرئي الذي يُتابعه الملايين من الأطفال على المنصات الرقمية، والذي يدمج بين السرد القصصي والتعلم النفسي بطريقة تربوية مشوقة، ليمنح الأطفال تجربة شاملة تربط بين القصص الورقية والمنصات التفاعلية.
من خلال هذه الجلسة، نجح مهرجان الشارقة القرائي للطفل في تقديم نموذج حيّ لتعليم الذكاء العاطفي كجزء من بناء وعي الطفل وشخصيته المتكاملة، بأسلوب عصري يعتمد على المشاركة والخيال، ويواكب ما يحتاجه الطفل اليوم من أدوات لفهم عالمه الداخلي.