جار التحميل...
الشارقة 24:
أشادت مؤسسة "رويال مارسدن" البريطانية الخيرية، الداعمة لـ"رويال مارسدن"، أكبر مركز شامل لعلاج السرطان بأوروبا، في تقريرها السنوي، بالدور المحوري الذي أدّاه دعم قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة الرئيسة المؤسِّسة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، في تطوير أبحاث علاج السرطان، مؤكدة أن مبادرات سموها أسهمت في إحداث تقدم نوعي في "مختبر الشارقة" للجينوم السريري ضمن "مركز علم الأمراض الجزيئية" التابع للمعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية (NIHR)، خلال السنوات الخمس الماضية، مما ساعد على تسريع الوصول إلى تشخيصات دقيقة وعلاجات شخصية متقدمة للمرضى.
وأكد التقرير، أن الدعم الذي قدمته سموها للمختبر، مكّن الفريق العلمي من تسريع الوصول إلى التشخيص والعلاج، وإتاحة الأمل لآلاف المرضى، عبر استحداث خدمات رائدة في مجال الطب الدقيق، وتوسيع نطاق التجارب السريرية، واعتماد تقنيات جينومية متقدمة.
ويُعد "رويال مارسدن" في لندن، الذي تأسس عام 1851، أول وأعرق المراكز الطبية المتخصصة في علاج السرطان على مستوى العالم، ويتميّز بتخصصه في التشخيص والعلاج والبحث في مختلف أنواع السرطان، ويضم طاقماً طبياً يتمتع بخبرة واسعة، بالإضافة إلى قسم مخصص لعلاج الأطفال والشباب.
ويستقبل المستشفى سنوياً، أكثر من 50 ألف مريض، ويعمل بالتكامل مع الشريك الأكاديمي "معهد أبحاث السرطان" في لندن، مما يعزز مكانته كمؤسسة رائدة في تطوير علاجات السرطان عالمياً.
وانطلق "مختبر الشارقة"، بمبادرة إنسانية من سمو الشيخة جواهر القاسمي، عام 2018 عبر تبرع بمبلغ 500 ألف جنيه إسترليني لدعم إنشاء المختبر ضمن "مركز علم الأمراض الجزيئية" في "رويال مارسدن" بالمملكة المتحدة، بالشراكة.
وجاء هذا التبرع، انطلاقاً من إيمان سموها العميق بأن دعم البحث العلمي هو حجر الأساس في التصدي لمرض السرطان، وأن هذه الأبحاث ستُحدث فرقاً حقيقياً على المستوى العالمي، عبر تطوير علاجات دقيقة يستفيد منها المرضى في مختلف أنحاء العالم، وليس في إطار المؤسسة فقط.
وسلّط التقرير الضوء على خدمة Marsden360، المطورة بالشراكة مع Guardant Health، والتي تتيح تشخيص الطفرات الجينية المرتبطة بسرطان الرئة من خلال "الخزعة السائلة"، أي تحليل عينة دم للكشف عن السرطان، بهدف تحديد التغيرات الجينية في الحمض النووي، مما يُسهم في ربط المرضى بالعلاجات المناسبة لحالتهم.
وأُتيحت هذه الخدمة، ضمن دراسة وطنية أجرتها "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في إنجلترا، على مرضى يُشتبه بإصابتهم بسرطان الرئة في مراحله المتقدمة، إلى جانب توفير خدمة تحليل الحمض النووي "ctDNA" المُموّلة من الهيئة لتوجيه قرارات العلاج لمرضى سرطان الثدي المتقدم المؤهلين للاستفادة منها.
وأشار التقرير، إلى أن المختبر يمضي قدماً في الطريق نحو ترسيخ مكانته كأول مرفق في المملكة المتحدة يُجري اختبارات جينومية مؤتمتة بالكامل، بقدرة تصل إلى 5000 اختبار شهرياً، وذلك بالتعاون مع شركة أوتوماتا المتخصصة، وهي شركة عالمية للبيولوجيا الحيوية توفر خدمات آلية مؤتمتة بالكامل لقطاع العلوم الأحياء، وقد أدى ذلك إلى تعزيز دقة الكشف المبكر عن الطفرات الوراثية، وتقديم رعاية استباقية لمرضى السرطان الأكثر عرضة للخطر.
وتشمل التكنولوجيا المتطورة، جهاز Nanopore Promethion فائق الإنتاجية لتسلسل الحمض النووي باستخدام "القراءات الطويلة"، ما يتيح قراءة دقيقة للبنية الجينية دون تجزئة، وتوفير رؤى جديدة تساعد في تطوير علاجات أكثر دقة، حيث تم تحليل 110 جينومات كاملة باستخدام هذا الجهاز حتى الآن.
ولفت التقرير، إلى أن المركز يلعب دوراً فاعلاً في تجارب سريرية نوعية تشمل تجارب ENABLE-NGS وPREVAIL وICED، التي تستهدف أنواعاً متعددة من السرطان، مثل سرطان الدم وسرطان الرئة وسرطانات ذات استعداد وراثي نادر، كما يشارك في تجربة SIGNIFIED لفحص المصابين بمتلازمة "لي-فراوميني" عبر التصوير السنوي الشامل.
وفي مجال سرطانات الرأس والعنق، يشارك المختبر في تجربة INOVATE لرصد الورم عبر اختبارات الدم، دون الحاجة لجراحات إضافية، إلى جانب تجربة RECUT Plus التي تستكشف أسباب فشل العلاج الإشعاعي لدى بعض المرضى، لتحديد مستهدفات علاجية جديدة.
وساهم المختبر، خلال العام الماضي 2024، في إعداد أكثر من 24 ورقة بحثية محكّمة، نُشرت أو عرضت في مؤتمرات عالمية، من بينها الجمعية الأوروبية للأورام النسائية والجمعية الأميركية لطب الأورام السريري.
وتناولت هذه الدراسات، استخدام التنميط الجزيئي لإعادة تصنيف مخاطر السرطان، بما قد يغير من توجهات العلاج ويعزز نتائجه.
ويجسد "مختبر الشارقة"، رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في الاستثمار بالإنسان والبحث العلمي، وترجمة العطاء الإنساني إلى تأثير واقعي في حياة المرضى.
ويمثل المشروع، مثالاً حياً على الشراكة الناجحة بين الجهود الخيرية والعلمية، حيث أصبحت الشارقة من خلاله شريكاً فاعلاً في تشكيل مستقبل الطب الجينومي حول العالم.
ويأتي إنجاز "مختبر الشارقة" في المملكة المتحدة، امتداداً لرؤية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، في دعم المرضى، حيث قدّمت سموها، دعماً مباشراً لعدد من المراكز المتخصصة، من بينها مستشفى سرطان الأطفال 57357 في مصر، ومركز سرطان الأطفال في لبنان، والمعهد القومي للأورام في مصر (مبنى الشيخة جواهر القاسمي)، وصندوق دعم مرضى سرطان الأطفال التابع للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، إلى جانب مبادرات عالمية لدعم الأطفال المصابين بالسرطان، لتجسّد بذلك رسالة إماراتية إنسانية عابرة للحدود.