جار التحميل...
واصلت إمارة الشارقة برنامجها الثقافي ضمن مشاركتها ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، حيث نظمت هيئة الشارقة للكتاب أمسية شعرية بعنوان "أصداء"، جمعت بين الشاعر الإماراتي خالد البدور، والشاعرتين أمل السهلاوي من الإمارات، وإكرام عبدي من المغرب، وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري، بحضور لافت من جمهور المعرض وعشاق الكلمة.
افتتح الشاعر خالد البدور الأمسية بقراءات من مجموعته الصادرة حديثاً "في هدير عاصفة تقترب"، حيث حمل الحضور إلى فضاءات الصحراء والذاكرة، عبر نصوص اختلط فيها الحنين بالتأمل، قائلاً:
"بعد شتاء طويل
لماذا لا تذهبُ
إلى الصحراءِ
هكذا دونَ شيءٍ
وتكافئُ نفسكَ
بإشعالِ نارٍ في الليلِ
وإلقاءِ كومةِ الذكرياتِ
تاركاً إياها
تحترقُ".
واستعاد البدور مشاهد الطفولة والحنين عبر نص سردي شاعري عن "يوسف"، ذاك الجار الطيب الذي بقيت ذكراه حاضرة رغم تغير الزمن:
"سيفتح الباب يوسف
أتذكر وجهه الأبيض
وأذكر مريم
أجري إليه حين يخرج صباحاً
يناولني قطعة حلوى
من الكيس فوق الحمارة".
بدورها، قدمت الشاعرة إكرام عبدي نصوصاً طافحة بالوجد والبحث عن السكن الداخلي، حيث قرأت:
"كلُّنا هوامشُ وأنتَ المتنُ
كلُّنا مَنافٍ وأنتَ السَّكنُ
كلُّنا لآلئُ وأنتَ الصَّدَفَةُ
كلُّنا التيهُ وأنتَ الضِّفَّةُ".
وفي قصيدة "قط ليلي"، رسمت عبدي مشهداً حزيناً لذكريات العابرين وأحزانهم الصامتة:
"دعنا نُصِخ السَّمع لحديثِ خَطْوِنا
ولذاكرة من عبروا من هنا
يؤلمني وجعُهم أنينُهم
أحلم برقصة زوربا
بمطرٍ خفيفٍ
نغسل به حزننا الشفيف".
أما الشاعرة أمل السهلاوي، فقدمت نصوصاً تنبض بالشجن والأسئلة الوجودية، فقرأت من قصيدتها:
"حاولت.. ما كل شيء كتبته.. صدقًا..
في العمر شيء إذا أنفذته.. غرقا..
لما تفجر نبعي.. مت من عطشي..
حين استبيح فؤادي مرةً.. خفقا..".
وفي قصيدة أخرى حملت نداءً بالأمل والحرية، قالت السهلاوي:
"عدني ببعض الغيم حتى أمطرا..
واجمع بحنجرتي الرعود لأهدرا..
وارسم على وضح الضباب رسالةً
حرية الأشياء ألا تُشترى..".
وجسدت الأمسية تلاقي الأصوات الإماراتية والمغربية ثراء المشهد الشعري العربي المعاصر، حيث اتحد الحنين والحرية والذاكرة في فضاء شعري واحد تحت سماء الرباط.