استضافت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الورشة السنوية الحادية عشرة للعلاج بالموسيقى، بالتعاون مع جامعة إيوا الكورية والجمعية الكورية للعلاج بالموسيقى. وقد اُسْتُعْرِضَت مجموعة من أفضل الممارسات والمنهجيات الخاصة، بمشاركة خريجي الدفعات التسع السابقة من موظفي المدينة الذين أتموا منهجًا منظّمًا لتطبيق العلاج بالموسيقى للأطفال ذوي الإعاقات النمائية، بالإضافة إلى الدفعة الجديدة الحادية عشرة وطالبات الدفعة الرابعة عشرة من جامعة إيوا.
الشارقة 24:
شهدت الورشة السنوية الـ 11 للعلاج بالموسيقى التي نظَّمتها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالتعاون مع جامعة إيوا الكورية والجمعية الكورية للعلاج بالموسيقى، مجموعة من أفضل الممارسات والمنهجيات الخاصة، بحضورِ ومشاركة خريجي الدفعات التسع السابقات من موظفي كادر المدينة، الذين أكملوا منهجًا منظّمًا في تطبيق العلاج بالموسيقى للأطفال ذوي الإعاقات النمائية بالإضافة للدفعة الجديدة الـ 11، وطالبات الدفعة الـ 14 من جامعة إيوا، اللواتي يتدربنَّ في المدينة، بالإضافة إلى مشرفتين و3 بروفيسورات من جامعة إيوا.
وبهذه المناسبة، قالت الأستاذة خديجة أحمد بامخرمة، مسؤول التخطيط والمتابعة والمشرف العام على برنامج العلاج بالموسيقى في المدينة: "تحرص مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ تأسيسها عام 1979 على التطوير والارتقاء بالخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة وتحقيق رؤيتها في أن تكون مؤسسة رائدة في احتواء ومناصرة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة".
وأضافت: "قبلَ 12 عاماً، وبالتعاون مع جامعة «إيوا» من كوريا الجنوبية، والجمعية الكورية للعلاج بالموسيقى بكوريا، أطلقت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية برنامج العلاج بالموسيقى كتدخلٍ مهني من خلال مناهج علاجية متخصصة قائمة على الأدلة تستخدم الموسيقى لتعزيز المهارات والقدرات غير الموسيقية للمستفيدين عبر المجالات الجسدية واللغوية والاجتماعية والعاطفية والمعرفية حيث تستخدم هذه الخدمات العناصر الموسيقية، مثل الإيقاع واللحن، كأدوات علاجية أساسية لتصميم الخبرات والأنشطة التي تسهل تطوير المهارات الأساسية للعيش المستقل، وتشجع التعبير عن الذات، وتعزز التفاعل الاجتماعي في نهاية المطاف، وتهدف خدمات العلاج بالموسيقى إلى تحسين نوعية الحياة وتحفيز التنمية الشاملة".
الاستدامة في تقديم الخدمات
وأردفت: "تُعتبر المدينة أول مؤسسة تعنى بشؤون الأشخاص من ذوي الإعاقة على مستوى الدولة تدخل برنامج العلاج بالموسيقى ضمن خدماتها، حيث يستخدم العلاج بالموسيقى لجميع المستويات المختلفة وأشكال الخبرة والأنشطة الموسيقية لاحتياجات المستفيدين".
وأكدت الاستاذة خديجة: "أنه ولتحقيق الاستدامة وأفضل النتائج في هذا المجال، حرصت المدينة على تأهيل وتدريب الكادر الفني والتعليمي على استخدام التقنيات والاستراتيجيات للعلاج بالموسيقى من قبل الخبراء والاختصاصيين من جامعة إيوا بهدف تكوين بنية داعمة من الكفاءات في المجال".
وأوضحت: "يسهم البرنامج في تطوير قدرات الطلبة ذوي الإعاقة حركياً واجتماعياً ولغوياً وتربوياً، ويتيح الفرص أمامهم، لتحسين جودة حياتهم والمشاركة والاندماج في المجتمع، وهو ما تحرص المدينة على تحقيقه عبر تنظيمها له وتدريب كادرها، ليتقن فنياته ومفرداته على يد أمهر الاختصاصيين".
ثقة الشيخة جميلة القاسمي ودعمها أساس النجاح والاستمرار
وأشادت المشرف العام على برنامج العلاج بالموسيقى بالثقة والدعم المقدمين لفريق العمل من سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس المدينة، التي عززت هذه البادرة لتضم المدينة كفاءات مؤهلة تطبق هذا البرنامج الهادف مؤكدةً أهمية تحقيق الاستدامة من خلال تدريب كادر المدينة على هذه المهارات وصولاً إلى الهدف الأسمى الذي يصب في مصلحة الطلبة ذوي الإعاقة ويطور من مهاراتهم وقدراتهم التواصلية والاجتماعية والإدراكية.
شراكةٌ متطورة عاماً بعد عام
تحدثت البروفيسورة هيون جو تشونغ من جامعة إيوا عن الورشة السنوية الـ 11 لهذا العام التي استمرت لـ 4 أيام، وتضمنت جوانب نظرية وعملية حول استخدام الموسيقى كوسيلة علاجية حيث يقوم فريق التدريب كل عام بتطوير مواد تعليمية وتدريبية ليتمكن المعلمون من تطبيقها في الفصول الدراسية.
وقالت: "تلعب جمعية التعليم للعلاج بالموسيقى الكورية (KOMTEA) دوراً رئيسياً في تقييم برامج التدريب الخاصة بالبرنامج في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وإدارة نظام الشهادات للمتخصصين، وتقديم الدعم البشري والمادي، بما في ذلك توفير الآلات الموسيقية والخبراء، وعلى مدار السنوات، تطورت هذه الشراكة بشكل مستمر، حيث أصبح عدد متزايد من المتخصصين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية خبراء في العلاج بالموسيقى، مما جعل المدينة نموذجًا رائدًا في هذا المجال في دولة الإمارات العربية المتحدة والدول المجاورة".
وأوضحت البروفيسورة هيون أن عدد موظفي كادر المدينة الذين تخرجوا حتى الآن في برنامج العلاج بالموسيقى بلغ (131) خريجاً، في حين وصل عدد طالبات جامعة إيوا اللواتي تخرجن في البرنامج (36) خريجة، كما تم تقديم الخدمات ضمن البرنامج منذ انطلاقته وحتى الآن إلى (1,104) من طلاب المدينة ذوي الإعاقة.
ثقة متبادلة وتميز لافت
وأكدت أن التعاون القائم مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مبني على الثقة المتبادلة والرغبة المشتركة في تقديم أفضل الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أثبتت الموسيقى أنها وسيلة قوية تحفز الأطفال على التعلم والتفاعل رغم التحديات الوظيفية التي يواجهونها.
وأشارت البروفيسورة هيون إلى أن الورشة الـ 11 تميزت بعناصر جديدة، منها تقييم الحالات السريرية من قبل معلمي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، إضافةً إلى التركيز على تطوير منهج موسيقي عربي للأطفال. وقاد المعلمون الحاصلون على تدريب في العلاج بالموسيقى جلسات التدريب بأنفسهم، مما سمح لأساتذة جامعة إيوا بالإشراف بشكل أعمق، ورصد التطور الملحوظ في خبرة المعلمين.
كما شارك لأول مرة 10 معالجين متدربين من جامعة إيوا في جلسات العلاج بالموسيقى مع أطفال المدينة، مما عزز من إدراك مدى تأثير الموسيقى العلاجي عبر الثقافات واللغات المختلفة.
من فوائد العلاج بالموسيقى
وقالت: "العلاج بالموسيقى ليس مجرد نشاط موسيقي، بل هو عملية علاجية احترافية مبنية على أسس علمية، تستخدم الموسيقى لتعزيز التواصل والتنظيم العاطفي، كما يمكن دمجها مع طرق علاجية أخرى لزيادة فعاليتها، ومن فوائد العلاج بالموسيقى للأطفال ذوي الإعاقة:
ـ تحسين المهارات اللغوية من خلال الغناء.
ـ تعزيز المهارات الحركية عبر العزف على الآلات الموسيقية.
ـ تطوير التفاعل الاجتماعي والعاطفي من خلال الأنشطة الموسيقية الجماعية.
ـ تحفيز الفهم الأكاديمي عبر الاستماع لكلمات الأغاني.
ـ تحسين مهارات حل المشكلات والإدراك عبر العروض الموسيقية.
من خلال هذا البرنامج، لاحظ المعلمون والمتخصصون في المدينة تحسنًا كبيرًا في اللغة، والانتباه، والتنظيم الحسي، والتكيف السلوكي للأطفال ذوي الإعاقة.
خططٌ مستقبلية
وتحدثت البروفيسورة هيون عن الخطط المستقبلية لتطوير البرنامج من خلال توسيع تدريب الاختصاصيين في العلاج بالموسيقى – تدريب المزيد من المعلمين لضمان تطبيق العلاج بالموسيقى بشكل منظم ومستدام، تعزيز البحث السريري ونشر الدراسات – إصدار كتاب موارد العلاج بالموسيقى سنويًا لمشاركة دراسات الحالات والتقنيات العلاجية الفعالة، إنشاء قسم متخصص بالعلاج بالموسيقى – حيث نطمح لأن تصبح مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أول مركز في العالم العربي يقدم خدمات علاج بالموسيقى متكاملة، وإصدار كتب وأدلة في العلاج بالموسيقى – تطوير محتوى موسيقي عربي فعال بدلاً من الاعتماد على المواد الغربية، عبر تأليف أغاني تعليمية تدمج بين اللغة والموسيقى بشكل إيقاعي ومنظم.
تأكيد على أهمية برنامج العلاج بالموسيقى
أكد معلمو المدينة الخريجون أهمية البرنامج في اكتسابهم مهارات واستراتيجيات جديدة في تعليم الأشخاص من ذوي الإعاقة، ودوره في تطوير قدرات الطلبة ذوي الإعاقة في مختلف المجالات وإتاحة الفرص أمامهم لتحسين جودة حياتهم.
وتوجَّهَ الخريجون بخالص الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي كانت وما زالت الداعم الرئيسي لكل عمل هادف يصب في مصلحة الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما توجَّهوا بجزيل الشكر إلى سعادة مدير عام المدينة الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي، وإلى الأستاذة خديجة أحمد بامخرمة المشرف العام على برنامج العلاج بالموسيقى ومسؤول التخطيط والمتابعة في المدينة، وإلى فريق عمل جامعة إيوا على كل ما قدَّموهُ في تدريبهم وتعليمهم.