الشارقة 24:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء الجمعة، معرضاً للخط العربي بعنوان "معارج الحرف"، وشارك فيه الخطاطون: خليفة الشيمي ومصعب الدوري وزيد الأعظمى وجلال المحارب وحسام عبد الوهاب.
وركز المعرض على المعاني السامية للشهر الفضيل من خلال إبداعات خطية وحروفية، ترتكز على آيات قرآنية وأحاديث نيوية شريفة وحكم شعرية ونثرية، لترسخ مفاهيم الإيمان والإحسان والاستلام للمولى جل جلاله، والتسامح وسمو النفس عن الرذائل والمفاسد.
وقدم معرض "معارج الحرف" تشكيلة من الخطوط العربية الأصيلة، إلى جانب فنون الزخرفة والتذهيب، كما قدم مجموعة من الحروفيات التي تستلهم التشكيل الحديث عبر تجريب توزيعات شكلية يمتزج فيها الحرف اللون، وتجريب أشكال انطباعية ورمزية تعتمد على ليونة الحرف وحركيته وتدفق الألوان لجذب انتباه المتفرج.
وفي جلسة تلت افتتاح المعرض تحدث الفنانون المشاركون عن مشاركاتهم وأساليبهم في تكوين لوحاتهم، فقال خليفة الشيمي الخطاط المشارك ومسؤول الأنشطة الفنية في النادي إن المعرض هو محاولة لترسيخ تلك العلاقة الأصيلة بين فن الخط وبين رمضان باعتباره شهر عبادة وإيمان، فقد نشأ الخط أول ما نشأ في أحضان البيئة الإيمانية، وتكونت فنون المختلفة من خلالها.
وقال جلال المحارب، وهو خطاط خريج المعهد التقاني للفنون التطبيقيّة الجميلة في دمشق، ويدرّس فن الخطوط العربيّة في مشروع كتاتيب التابع لدائرة الثقافة في الشارقة، إن ارتباط الخط بمواسم العبادة ومواسم التجلي الروحاني هو ارتباط أصيل، وإن على الخطاط أن يتقن فنون الخط الكلاسيكية أولا قبل أن ينخرط في تجارب فنية حديثة، ما يضمن له أن يبدع تجليات ابداعية جديدة قادرة على أن تعكس تلك الروحانية التي تأسس عليها الخط، والتي لا غنى لفنه عنها.
وقال الخطاط حسام عبد الوهاب، وهو خريج مدرسة الخطاط محمد إبراهيم في مصر ومحترف للخط ومدرس في مشروع كتاتيب، إن مشاركته في المعرض جاءت على اتجاهين، فقد قدم لوحات ذات طابع اكلاسيكي أصيل، وقدم لوحات تجريبية من الحروفيات، وأنه في الحروفيات يسعى إلى تسجيل انطباعه وتوثيق نهر المشاعر المتدفق وأداته في ذلك انسيابية الحرف وإمكانات اللون.
وقال الخطاط زيد الأعظمي: وهو خطاط وتشكيلي ومحاضر في الفنون الإسلامية عضو في المجلس الاستشاري لجامعة العين: إن فن الخط العربي منجز عظيم لم تعهد الأمم مثله، ولد في عمق الحضارة العربية، وتطور من دون أن يحتاج إلى روافد خارجية، ولكنه اليوم يحتاج اليوم إلى جهود مكثفة لدعمه وإبراز إبداعاته وقوته كفن راق قادر على الاستمرارية والمنافسة في عالم الفنون الحديثة، ومسؤولية نشر ثقافته تقع على كل أفراد المجتمع، وخاصة المثقفين والفنانين والإعلاميين والمؤسسات المهتمة، وهذا المعرض الذي نشارك فيه اليوم لا شك أنه يصب في ذلك الإطار إطار نشر ثقافة الخط العربي.
وفي التعقيب على المعرض تحدث الخطاط الباحث اللغوي د.محمد الأمين السملالي، قائلا إن إقامة معرض "معارج الحرف" في رمضان هو نشاط مناسب لهذا الشهر الكريم لأن فن الحرف العربي هو حرف هذه الأمة العربية الإسلامية، قبل أن يكون فنا، وهو الحرف الوحيد الذي يمثل وحده فنا مستقلا لا متناهيا ومستمرا بشهادة الباحثين العالميين في الفنون، وإبداعاته متجددة، ويمثل معرض "معراج الخط" صورة تلخص هذا التجديد والإبداع، في جانبي الخط، الكلاسيكي الأصيل المعتمد على النص وطاقة الحرف، والحروفية التي تبين مرونة هذا الحرف وقدرته على التماهي مع اللون في تشكيلات حديثة تنخرط بقوة في فنون التجريب الحديثة.
أما الخطاط محمد النوري فقد شكر النادي على استضافة هذه الكوكبة من الخطاطين مشيرا إلى أن هذا هو دأب النادي منذ نشأته، فهو أحد منابر الشارقة المهمة التي تحتضن الخط وتدعمه عن طريق المعارض والورش والمحاضرات ومختلف الأنشطة التي يقوم بها.