جار التحميل...
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة ندوة أدبية بعنوان "روايات هان كانغ وهشاشة الحياة"، وهي الكاتبة الفائزة بجائزة نوبل للآداب 2024، واشترك في الأمسية كل من د.غانم السامرائي، والكاتب حسين درويش، وعقب على المداخلات الدكتور عمر عبد العزيز، وأدارها الإعلامي الأمير كمال فرج.
استهل الأمير كمال فرج التقديم بالتعريف بالكاتبة هان كانغ، وهي كاتبة كورية جنوبية، ابنة كاتب معروف هو هان سيونغ، درست الأدب الكوري والتحقت ببرنامج الكتابة الدولي بجامعة أيوا، وفازت بجائزة مان بوكر الدولية في عام 2016 عن روايتها "النباتية"، وبنوبل في الآداب عام 2024، وهي أول كاتبة كورية تفوز بهذه الجائزة.
الدكتور غانم السامرائي استهل مداخلته بتطواف مستفيض في تاريخ جائزة نوبل، مشيراً إلى أنها ظلت دائماً تتهم بالانحياز إلى الثقافة الغربية، خاصة في بدايات نشأتها، ولم تشهد انفتاحاً كبيراً على آداب الأمم الأخرى إلا في العقود الأخيرة من القرن الماضي، وبدايات هذا القرن، حيث فاز بها عدد لا بأس به من الكتاب من آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا، وعربي واحد، على فترات متباعدة، رغم أن التهمة بالانحياز تظل قائمة، حتى في اختيارها لبعض الكتاب المتمردين على ثقافاتهم أدبياً وأخلاقياً لمجرد ذلك التمرد.
وعن الروائية هان كانغ، قال السامرائي، إنها كما جاء في تقرير جائزة نوبل: قد منحت الجائزة بسبب "نثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة البشرية"، ولكونها "تتمتع بوعي فريد حول الروابط بين الجسد والروح، وبين الأحياء والأموات، وتتميز بأسلوبها الشعري والتجريبي الذي جعلها رائدة في النثر المعاصر"، وأضاف السامرائي أن هان تنتصر للشعر والرواية، ولديها قدرة فائقة على تصوير الألم والربط بين الألم الروحي والألم الجسدي إلى حد التماهي.
أما الإعلامي الأديب حسين درويش، فقد تحدث عن علاقة العرب بنوبل، كيف أن الأدب العربي لم يجد التقدير المرجو من هذه الجائزة رغم حضوره وقدرته على الإبداع وملامسة أعمق المشاعر الإنسانية، فأجاب عن ذلك بأنه في كثير من الأحوال يكون غياب الترجمة الإنجليزية للأعمال الأدبية العربية هو السبب في ذلك التجاهل، فالجائزة تتلقى الترشيحات باللغة الإنجليزية، وليس هناك أديب عربي ترجمت كل أعماله إلى الإنجليزية، لأن الترجمة ليست عملاً فردياً بل هي خطة ثقافية محكمة تقوم بها مؤسسات مدعومة من الدولة، وهذا هو الغائب عندنا، ولا تلام الجائزة على ذلك.
ونوه درويش إلى أنه جرت العادة أن يحتفى بالفائز بمعرض فرانكفورت، لكن الكاتبة اعتذرت عن حضور الاحتفال بها بدوافع إنسانية، فقالت إنها لا يمكن أن تحتفل وسط ذلك الموت والدمار الذي يشهده العالم آنذاك، بسبب الحرب على غزة والحرب في أوكرانيا، وأضاف درويش أن جائزة نوبل هي جائزة عالمية تتمتع بالكثير من الاحترام والتقدير، والفوز بها حدث عالمي، وقد بعثت جائزة سلطان بن علي العويس عند تأسيسها، فريقاً من مجلس أمنائها ليتعرف على تجربة نوبل واستلهامها، ثم تحدث درويش عن هان كانغ بكونها كاتبة معاصرة، تتمتع بقدرة هائلة على ترجمة المشاعر الإنسانية أدبياً.
الدكتور عمر عبد العزيز عقب على المداخلات مشيراً إلى أن التحيز قائم ويسمع الحديث عنه في كل مرة تصدر فيها الجائزة، ومع ذلك فيعود لها الفضل في تشكيل خارطة الأدب الإنساني العالمي الذي شاركت في صناعته كتابات أدباء من مختلف الثقافات مِن مَن فازوا بها.
وأشار عبد العزيز إلى أن هان هانغ استطاعت أن تصل إلى العالمية من خلال تصويرها الدقيق للمشاعر الإنسانية العميقة بأدوات فنية متقنة، مستعينة في ذلك بثقافتها وخبرتها بالشعر والرسم والموسيقى، وكذلك بعملية التماهي التي تقيمها بين الواقع والحلم، وهو ما يظهر جلياً في روايتها "النباتية"، التي تتحدث عن امرأة قررت فجأة أن تكون نباتية، فصدمت أهلها ومجتمعها، ودخلت معهم في صراع مرير، فكك روابط الحياة من حولها، وجعله تتمنى لو تحولت إلى شجرة.