جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
حتى 14 فبراير

بيت الحكمة يستعرض التراث الثقافي والإرث الفكري لجلال الدين الرومي

30 يناير 2025 / 12:15 PM
بيت الحكمة يستعرض التراث الثقافي والإرث الفكري لجلال الدين الرومي
download-img
يستعرض القسم الثالث والأخير من معرض "جلال الدين الرومي: 750 عاماً من الغياب... ثمانية قرون من الحضور" الذي يقام في بيت الحكمة حتى 14 فبراير، التأثير العميق الذي تركه جلال الدين الرومي على الثقافة والتراث الفكري الإنساني. حيث تتجلى أشعاره الغنية بالحكمة وأفكاره المتزاحمة حول الحب الإلهي تحت عنوان "إرث خالد وأثر لا يفنى"، مما يجسد روحاً خالدة وعطرًا لا يزول في ذاكرة الإنسانية.

الشارقة 24:

رحل جلال الدين الروميّ عن عالمنا تاركاً خلفه إرثاً خالداً وأثراً لا يفنى. حيث لم تكن وفاته سوى إيذان بانتشار رسالته الذي نادت بالتسامح والمحبة والسلام كقيم سامية تتسع لجميع البشر رغم الفوارق والاختلافات التي جُبلت عليها البشرية، فبقيت أشعاره وحكمته خالدة بعد 800 عام من رحليه يتردد صداها عبر أرجاء الدهر.

وما زالت أفكاره ورؤاه تواكب تطورات كل عصر رغم اتساع المسافة الزمنية، وتسمو فوق اعتبارات العرق والإقليم لتنطلق بها نحو آفاق إنسانية تؤمن بأن البشر جميعاً أخوة تجمعهم روح المحبة والتفاهم الإنساني.

من خلال القسم الثالث والأخير من معرض "جلال الدين الرومي: 750 عاماً من الغياب... ثمانية قرون من الحضور" الذي يستمر في بيت الحكمة حتى تاريخ 14 فبراير، نسلط الضوء على الأثر الذي تركه جلال الدين الرومي على التراث الثقافي والإرث الفكري الإنساني، من خلال أشعاره الحافلة بالحكمة وأفكاره المتدفقة عن الحب الإلهي، تحت عنوان "إرث خالد وأثر لا يفنى".

قرآن السَنْجَق

يستهل الزوار جولتهم في هذا القسم من المعرض بالاطلاع على مخطوطة فريدة تعرف بـ "قرآن السَنْجَق" أو "قرآن الراية"، والتي تعود إلى القرن العاشر الهجري خلال الحقبة العثمانية.

تُعرض المخطوطة، التي تعد إحدى مقتنيات متحف مولانا في قونية، بجحم مصغر يبلغ قطرها 4 سنتيمترات، وقد اكتسبت اسمها من تقليد عسكري عثماني، حيث كان الجنود يحملونها على أسنة الرماح طلباً للحماية والنصر في ساحات المعارك.

بعدها، ينتقل الزوار إلى مخطوطة "ديوان سلطان ولد"، الذي ألفه ابن جلال الدين الرومي عام 768هـ، وهو من مقتنيات متحف مولانا.

يتضمن الديوان مجموعة من القصائد والأشعار التي تعكس تعاليم والده حول الزهد والمحبة الإلهية، ويعد شاهداً على استمرار تأثير الرومي من خلال أسرته وتلامذته ومحبيه.

خِرْقَة الرومي

من أبرز المعروضات في هذا القسم "خِرْقة" جلال الدين الرومي، وهي رداء أزرق يعود إلى الحقبة السلجوقية من مقتنيات متحف مولانا، يُعتقد أن الرومي كان يرتدي هذا الرداء خلال حياته اليومية وجلسات الذكر والتأمل. يتميز الرداء ببساطة تصميمه، وطول أكمامه وقصاته الفضفاضة التي تتيح حرية الحركة. وعلى الرغم من مرور القرون، لا تزال الخِرْقة بحالة جيدة، مع وجود بعض الترميمات البسيطة التي أجريت عليها للحفاظ عليها كإرث تاريخي حيّ.

خزانة مقتنيات الدراويش

تتضمن معروضات هذا القسم خزانة تحتوي على 3 قطع تعكس حياة الدراويش وممارساتهم الروحية، من بينها "رَحْلة" خشبية من القرن السابع الهجري، نقشت عليها رموز رومية، وكانت تُستخدم لحمل الكتب الدينية أثناء التلاوة والدراسة.

وهناك أيضاً وعاء خشبي على شكل قارب يعرف باسم "الكشكول" وكان الدراويش يستخدمونه لجمع الإحسان الذي اعتمدوا عليه كمصدر للعيش على الكفاف، وكذلك "مُتَّكأ" مزخرف كان الدراويش يستخدمونه في جلسات السماع والخلوات وبخاصة خلوة الذكر الروحية بغرض الاستراحة في وضعية الجلوس وتقليل فترات النوم.

خزانة الآلات الموسيقية

ويستكشف زوار بيت الحكمة خزانة تحتوي على 3 آلات موسيقية تستخدم في جلسات السماع والذكر لإضفاء ألحان وإيقاعات تُعزز التأمل الروحاني وتساعد على الوصول إلى حالة الصفاء المنشودة.

وتتضمن الآلات المعروضة "ربابة" أهداها جاهد جوزكان لمتحف مولانا مصنوعة من قشرة جوز الهند المغطى بالجلد؛ و"نايْ الكيز" المصنوع من الخيزران والمزود بمفاصل ملفوفة بسلك فضي لتعزيز أناقته، إلى جانب "القُدُم" أو دفّ الدراويش، الذي يعود إلى نُزُل دراويش مولانا في قونية، وهو عبارة عن طبول صغيرة مغطاة بالجلد الأحمر.

وفي ختام هذا القسم، يعاين الزوار "منحوتة الصوفي" من مقتنيات مؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة، وهي منحوتة برونزية للفنان والنحات العالمي خالد زكي تجسد الحركة الدائرية للدراويش خلال طقوس السماع، والتي استوحى جلال الدين الرومي فكرتها من لحظة تأمل عميقة في قونية، عندما لفتت انتباهه أصوات طرقات الحدادين، فاستلهم منها فكرة الدوران كرمز للتأمل والاتصال الروحي.

وتُرجمت أعمال الرومي بعد وفاته إلى عدة لغات، مما ساهم في نشر رسالته ومنهجه الداعي إلى المحبة الإلهية والوحدة والحقيقة في جميع أنحاء العالم. ولم تكن أشعاره مجرد كلمات مقفّاة، وإنما حملت بين ثناياها حكمة بالغة استُلهمت من التجربة الإنسانية والسعي نحو النقاء والصفاء الروحي، لتذكرنا بالقوة الهائلة التي يمكن أن يخلقها الحب والوئام بين جميع البشر.

January 30, 2025 / 12:15 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.