أهمية منصات التطوع الحكومية: تجربة الإمارات والشارقة نموذجًا

وجاءت أهمية منصات التطوع الرسمية الحكومية في دورها بتنظيم العمل التطوعي وضمان جودته، حيث توفر المنصات الرسمية بيئة منظمة وآمنة للأفراد والمؤسسات الراغبة في التطوع، مما يضمن التزام المتطوعين بالمبادئ الأخلاقية والقانونية، كما تساهم في تنسيق الجهود التطوعية لضمان تحقيق الأهداف بشكل فعال وتجنب الازدواجية.

كما تعمل المنصات على تعزيز المشاركة المجتمعية وذلك في إسهامها بتحفيز جميع فئات المجتمع على الانخراط في الأعمال التطوعية، من خلال توفير فرص متنوعة تتناسب مع اهتماماتهم ومهاراتهم، كما تساعد في بناء ثقافة المسؤولية الاجتماعية وتعزيز روح المواطنة.

بالإضافة إلى أن المنصات تدعم أهداف العالمية التنمية المستدامة: (SDGs)، حيث تلعب دورًا حيويًا في دعم القطاعات الصحية، والتعليمية، البيئية والاجتماعية، ما يسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز التنمية الشاملة.

كما تعزيز الشفافية والمصداقية: حيث توفر المنصات الرسمية الحكومية آلية واضحة لتسجيل المتطوعين، وتوثيق ساعاتهم وجهودهم، مما يسهم في تحقيق الشفافية وبناء الثقة بين الجهات الحكومية والمتطوعين.

وتعمل أيضاً المنصات على توفير فرص تدريب وتطوير من خلال توفير برامج تدريبية للمتطوعين لتطوير مهاراتهم وتحسين كفاءتهم في مختلف المجالات، مما يساعدهم في بناء خبرات مهنية وشخصية قيّمة.

وتعمل أيضًا على تسهيل الوصول إلى الفرص التطوعية وذلك من خلال ربط المتطوعين بالفرص المتاحة في مختلف المجالات، سواء كانت داخل الدولة أو على المستوى الدولي، مما يعزز الاستفادة القصوى من المهارات البشرية المتوفرة.

وأخيراً تعمل المنصات الحكومية على تحقيق التكامل مع الجهات الحكومية والخاصة حيث أنها تعد حلقة وصل بين المتطوعين والمؤسسات الحكومية والخاصة، مما يساعد في دعم المشاريع الوطنية وضمان استمرارية العمل التطوعي في خدمة المجتمع.

تجربة دولة الإمارات في مجال منصات التطوع الرسمية

تُعتبر دولة الإمارات من الدول الرائدة في تعزيز العمل التطوعي وتنظيمه من خلال منصات حكومية متكاملة، من أبرزها المنصة الوطنية للتطوع "متطوعين. إمارات"، التي أطلقتها حكومة الإمارات هذه المنصة لتكون مركزًا موحدًا لجميع الفرص التطوعية على مستوى الدولة، حيث تتيح للأفراد والمؤسسات التسجيل والمشاركة في المبادرات المختلفة، وتتميز هذه المنصة بأنها تتيح فرص تطوعية تتنوع بين مجالات البيئة، والتعليم، والصحة، وغيرها.

تجربة إمارة الشارقة في التطوع الرسمي

تُعد إمارة الشارقة مثالًا ناجحًا ومتميزًا وسباقًا في تعزيز ثقافة التطوع وتنظيم العمل التطوعي الرسمي المؤسسي المنظم، حيث بدأت من خلال الحركة الكشفية بالشارقة في عام 1953 بالإضافة إلى إطلاق منصات

وبرامج متميزة منها:

1 - جائزة الشارقة للعمل التطوعي: وهي أول جائزة من نوعها على مستوى الوطن العربي، تأسست في عام 2001، وتهدف إلى تكريم الأفراد والمؤسسات الذين أسهموا بشكل فاعل في خدمة المجتمع عبر التطوع.

2 - مركز الشارقة للعمل التطوع: هو مركز ومنصة يهدف إلى توفير فرص تطوعية للأفراد والجهات الحكومية والخاصة، والتركيز على تنمية روح العطاء وتعزيز القيم المجتمعية، ويسعى المركز إلى تقديم الدعم والتدريب للمتطوعين، إضافة إلى تنظيم الفعاليات والمبادرات التطوعية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع، وتأسس في عام 2016 ويتبع دائرة الخدمات الاجتماعية.

وتُعد منصات التطوع الرسمية الحكومية في الإمارات، وخاصة في إمارة الشارقة، نموذجًا ناجحًا في تعزيز ثقافة التطوع وتنظيمها بشكل ممنهج واحترافي، كما تساهم هذه المنصات في تعزيز الترابط المجتمعي، ودعم التنمية المستدامة، وإشراك جميع فئات المجتمع في بناء مستقبل أكثر إشراقًا.

ومع استمرار الجهود المبذولة في هذا المجال، يمكن توقع نمو متزايد في أعداد المتطوعين وتحقيق تأثيرات إيجابية أوسع على المجتمع.