جار التحميل...
الشارقة 24:
خلال جلسة قصصية ممتلئة بالحماسة والتشويق، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي بدورته الأولى، حظي جمهور المهرجان، بفرصة لقاء الراوية الأسكتلندية من أصول كينية مارا مينزيس، المشهورة عالمياً برواياتها القصص بطريقة شفوية أمام الجمهور، حيث جمعت في أدائها الحي على مسرح المهرجان بين السرد القصصي المشوق والأداء المسرحي المدهش، بنبرة صوت تمسّ القلب، وتضع الجمهور في قلب الحكاية.
من حكايات الجيكيويو
واستهلت الراوية مارا مينزيس، جلستها بالحديث عن قوة سرد القصص بشكل حيّ قائلةً: السرد القصصي ليس مجرد كلمات نقرأها في كتاب، بل هو فن حيّ يتنفس ويتغير مع كل رواية جديدة، وكل راوٍ يضيف لمسته الخاصة، نكهته، وتفاصيله التي تمنح القصة حياة جديدة.
وقرأت مينزيس قصة مستوحاة من التقاليد الكينية، وتحديداً من حكايات شعب "الجيكيويو"، وقدمتها بأسلوب آسر، استطاعت من خلاله أن تأخذ الحضور في رحلة إلى عالم من الحكايات التراثية التي تحمل في طياتها دروساً عميقة عن الثقافة والعادات.
وتسلط القصة، الضوء على امرأة تدعى "واشو"، معروفة في مجتمعها بحبها للخير وروحها القوية، لكنها تعيش في قرية تلتزم بعادة قديمة تمنع النساء من تناول اللحم، وهي عادة لا يعرف أحد مصدرها أو سببها، لكن واشو في لحظة ضعف وفضول، تتحدى هذه العادة لتكتشف بنفسها طعم اللحم المحرم، لكن هذا القرار البسيط يفتح باباً لمواجهة غير متوقعة مع مجتمعها وزوجها الرجل المسن الثري "كماو"، وهو أحد شيوخ القرية.
ولم تكتفِ مارا برواية القصة فقط، بل أضافت عناصر تفاعلية مع الجمهور، ففي بداية روايتها لقصصها كانت تقول بالكينية "حديثي حديثي"، وعلمت الجمهور أن يجيب بـ"حديثي جو" أي "قصة قصة، نعم احكِ قصة"، بالإضافة إلى اختيارها أشخاصاً عديدين من جمهور المهرجان، ودعوتهم للمسرح لجعلهم جزءاً من الحكاية، وكي يكونوا شركاء في البناء الفني للقصة، فيما يشبه الحوارات المسرحية المرتجلة، وقد أبهر هذا الأمر الحضور، وبدورهم برعوا في أداء أدوارهم غير المخطط لها قبلاً، ومن ضمن الممثلين الذين اشتركوا في العرض، عبد الرزاق قرنح الروائي الحاصل على جائزة نوبل للآداب.