جار التحميل...
الشارقة 24:
شهد اليوم الأول من مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي في دورته الأولى، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، جلسة حوارية استثنائية مع الكاتبة النيجيرية الأميركية ننيدي أوكورافور، ناقشت خلالها أحدث رواياتها الصادرة في يناير 2025 بعنوان "موت الكاتب"، التي استعرضت من خلالها قضايا الهوية، والصراع بين التقاليد والحداثة، وقوة السرد القصصي، وتحديات الكتابة في العصر الحديث، وحروب الذكاء الاصطناعي والروبوتات في عالم ما بعد الحضارة الإنسانية.
في مستهلّ الجلسة، قدم الصحافي وفنان رسوم الأطفال عبد الكريم بابا - أمينو، سيرة موجزة للكاتبة مع عرض مختصر للرواية التي تسلط الضوء على شخصية زيلو، الكاتبة النيجيرية الأميركية التي تنقلب حياتها رأساً على عقب بعد سلسلة من الانتكاسات الشخصية والمهنية، والتي تحاول أن تبرز في عالم الأدب والكتابة.
وعن هذا العمل الذي أشاد به النقاد في أميركا، مؤكدين أنه تحفة أدبية تحتوي على كل شيء، تقول أوكورافور: إن موت الكاتب هي رواية غير قابلة للتصنيف تماماً، فهي ليستْ رواية خيال علمي ولا هي رواية أدبية، ولا سيرة ذاتية، إنها مزيج من الكل، والرواية تحكي قصة عائلة نيجيرية أميركية معقدة، من خلال شخصية زيلو، التي تعتبر الابنة الفاشلة في العائلة، حيث إن أشقاءها جميعاً أطباء أو مهندسون أو محامون، بينما هي كاتبة وأستاذة مساعدة في الجامعة.
وتضيف أوكورافور، زيلو كذلك تعاني من الإعاقة الجسدية، وهذا يجعلها تعيش سلسلة من الإخفاقات، بداية من طردها من عملها إلى رفض روايتها الأولى مراراً، لكنها في لحظة مظلمة كتبت كتاباً بعنوان "الروبوتات الصدئة"، والذي أصبح ظاهرة كبيرة فيما بعد.
وعن العنوان الذي يحمل نبرة تشاؤمية توضح الكاتبة، عنوان روايتي مستوحى من مقال للناقد الفرنسي رولان بارت يحمل نفس الاسم، والذي يدعو لفصل النص عن كاتبه، لكنني قلبت المفهوم رأساً على عقب وربطته بسياق الرواية بطرق متعددة، فالرواية تتحدث عن زيلو وعن الإنسانية، وعن السرد القصصي بوصفه أعظم هبة للبشرية.
وتطرقت أوكورافور للحديث عن الأبعاد الشخصية في العمل، حيث أوضحت أن الرواية خيالية لكنها ممتلئة بسيرة حياتها، هي وعائلتها، حيث تقول في هذا السياق: 80% من أحداث الرواية مستوحاة من حياتي، لكن الأحداث مبالغ فيها ومُعاد تشكيلها، لذلك جاءت رواية متعددة الأوجه، وقد حاولت من خلالها كسر القواعد التقليدية للأدب.
وفي نهاية الجلسة، أشارت ننيدي أوكورافور، إلى غلاف الرواية المزدوج، وتابعت التصميم الفريد للغلاف يعكس طبيعة الرواية، وهي تحتوي على غلافين، واحد خارجي والآخر داخلي، يمثلان البنية المترابطة بين السرد التقليدي والسرد المستقبلي، وهذا الأمر من ابتكار ناشري، وقد جعلتْ هذه الفكرة روايتي لا تنتمي إلى رف واحد فقط؛ بل مناسبة لمحبي الأدب والخيال العلمي على حد سواء.
وفي سياق متصل، شهد اليوم من المهرجان، جلسة حوارية جمعت بين الموسيقي والمفكر "أدي أودوكويا"، والكاتب الكونغولي الشهير "آلان مابانكو"، حيث ناقشا أحدث أعماله "رسائل إلى قاص سنغالي شاب"، وهو كتاب يضم مجموعة مقالات تأملية حول الكتابة والمشهد الأدبي في إفريقيا، وقد قدم مابانكو مجموعة نصائح من ذهب للكتّاب الشباب من جمهور المهرجان حول الكتابة والإبداع، كذلك تطرقت الجلسة إلى أعمال مابانكو السابقة، وسبل تعزيز الروابط الأدبية بين القراء الناطقين بالإنجليزية والفرنسية.