جار التحميل...
برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتحت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، الدورة الأولى من "مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي" تحت شعار "حكاية إفريقيا"، في الساحة الخارجية من قاعة المدينة الجامعية بالشارقة.
وكرّمت الشيخة بدور القاسمي خلال المهرجان الروائي النيجيري وولي سوينكا بجائزة "الشارقة للتقدير الأدبي"، تقديراً لمسيرته الأدبية المتميزة وإسهاماته في إثراء الأدب العالمي.
وخلال حفل التكريم، تم عرض فيديو مرئي سلط الضوء على إنجازات سوينكا، أول كاتب أفريقي ينال جائزة نوبل للآداب عام 1986، والذي اشتهرت أعماله باستكشاف قضايا الحرية والعدالة الاجتماعية، مع مزجها بالأساطير والتقاليد الإفريقية.
وفي حديثها حول أهمية المهرجان، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: "يمثل افتتاح الدورة الأولى من مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي خطوة فريدة نحو تعزيز جسور التواصل الإنساني؛ ففي عصر أصبح العالم فيه أكثر ترابطاً، تبرز أهمية استثمار هذا التقارب للتعرف على الثقافات والعادات والفنون لمختلف الشعوب، وقد عرفت أمتنا العربية هذه الروابط عبر تاريخها الحافل، حيث شكّلت الإنجازات الاقتصادية بوابة للتفاعل مع ثقافات شعوب أخرى، وكان للقارة الإفريقية دور بارز في تلك العلاقات التي استندت إلى التأثير المتبادل".
وأضافت: "يتيح المهرجان فرصة فريدة للتعمق في واحدة من أغنى الحضارات الإنسانية وأكثرها تنوعاً؛ إذ تحمل إفريقيا في جنباتها إرثاً ثقافياً عريقاً يروي قصة قارة شكّلت هويتها عبر العصور، من الحضارات القديمة التي أثرت في العالم، إلى الحركات الثقافية المعاصرة التي تعبّر عن روحها المتجددة، ما يعد كنزاً إنسانياً لا يقدر بثمن".
بدوره، أكد سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، خلال حفل الافتتاح، أن المهرجان الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة يجسد رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي لطالما أكد أن الأدباء خير سفراء لدولهم، وأن التعرف على أي أمة يكون بقراءة النتاج الفكري والمعرفي لأدبائها؛ فهم من يكتبون تاريخها وراهن مجتمعاتها، وهم من يرسمون ملامح مستقبلها.
وقال العامري: "من خلال هذا المهرجان نترجم في هيئة الشارقة للكتاب توجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، التي لطالما أكدت اهتمامها بالأدب والنشر في أفريقيا؛ لما له من مكانة مهمة في تاريخ وحاضر الأدب العالمي، جعلته مصدر إلهام وقوة للأفراد والمجتمعات على حد سواء، من هنا تؤسس الشارقة بهذا المهرجان حدثاً دولياً جديداً على أجندة العالم لاكتشاف جمال وعمق الثقافة الإفريقية، وتحوّل الأدب إلى أرض مشتركة يعيش ويتواصل عليها العالم العربي مع نظيره الإفريقي بتنوع مرجعياته الثقافية والحضارية".
بدورها، قالت الكاتبة والناشرة النيجيرية لولا شونيين: "نقدر عالياً دور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، التي تجسد الصداقة الحقيقية مع إفريقيا، حيث تشترك مع العالم العربي في جذور تاريخية وتجارية وثقافية عميقة، وتجمعنا هذه الجذور اليوم بكتّاب عظماء تركوا بصماتهم في الأدب العالمي، في خطوة تعزز الترابط بين منطقتين غنيتين بالتراث العريق؛ في وقت أصبحت فيه الشارقة مركزاً يربط الناس بالكتب والثقافة والأدب".
وتجولت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في مناطق تنظيم فعاليات مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي، حيث اطلعت على العروض الفنية التي تحتفي بالتنوع الثقافي والتراث الغني للقارة الإفريقية. كما تابعت ورش العمل الفنية والتفاعلية التي يقدمها المهرجان للجمهور، خاصة للأطفال، والتي تتضمن تجارب التعرف على الحرف التقليدية والفنون التراثية الإفريقية.
واستُهل حفل افتتاح المهرجان بعرض فني قدمته فرقة "أوركسترا الملتقى"، حيث امتزجت الموسيقى التراثية العربية بألحان مستوحاة من الموروث الثقافي الإفريقي، ما خلق تجربة موسيقية تعكس التناغم الثقافي بين الجانبين، واستعرضت الفرقة عبر معزوفاتها تنوع الثقافات الإفريقية، من خلال أزياء تقليدية ملونة وتصاميم تعكس أصالة الأقاليم التي تمثلها، مما أضفى على الحفل طابعاً مبهجاً ومفعماً بالحيوية.
ويشارك في المهرجان أسماء بارزة من الأدب الأفريقي، مثل تشيكا أونيغوي من نيجيريا، مارا مينزيس من كينيا، وجينيفر ماكومبي من زيمبابوي، إلى جانب الأمريكية النيجرية الأصل نيدي أوكورافور. كما يقدم المهرجان 4 جلسات طهي لمحبي فنون الطهي الإفريقي، يقدمها نخبة من مشاهيرة الطهاة الأفارقة مثل وانا أودوبانغ وأوزوز سوكوه، إضافة إلى حفلات موسيقية تجمع بين الألحان الإفريقية التقليدية والعربية منها حفل للمغنية آن ماسينا، وعروض متجولة تضفي طابعاً تفاعلياً على أجواء المهرجان طوال أيامه الأربعة.
ويستضيف مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي 29 أديباً من الإمارات وأفريقيا، من بينهم التنزاني عبد الرزاق قرنح، ويتضمن برنامج المهرجان 8 حلقات نقاشية و3 ندوات ملهمة، إلى جانب 12 ورشة عمل تفاعلية للأطفال تسلط الضوء على التراث الأفريقي، مثل ورش صناعة الفخار وتصميم المجوهرات ورسم الحكايات.