هيئة الشارقة للكتاب تعزز التعاون المعرفي الدولي خلال مؤتمر "ALA"

 

حققت هيئة الشارقة للكتاب، خلال مشاركتها في مؤتمر جمعية المكتبات الأميركية "ALA"، أكبر تجمع تجاري للمكتبات في العالم، سلسلة من النتائج النوعية التي تعزز حضور الشارقة الدولي في قطاع المكتبات، شملت الترويج لمؤتمرات المكتبات الدولية التي تنظمها الهيئة في نوفمبر المقبل، والتفاهم على مشاريع جديدة في مجال كتب الأطفال، إلى جانب توسيع آفاق التعاون في قواعد البيانات والتدريب المهني، وبحث حلول تقنية مبتكرة تخدم المكتبات في الإمارات والمنطقة.

 

وضمن أبرز نتائج المشاركة في المؤتمر الذي اختتم فعالياته مؤخراً في مدينة سان دييغو بالولايات المتحدة، عقد وفد الهيئة، برئاسة سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، اجتماعاً مع سام هيلميك، رئيسة جمعية المكتبات الأميركية، جرى خلاله استعراض جهود الهيئة في تنظيم مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات ومؤتمر الشارقة لمكتبات المدارس، ومناقشة فرص التعاون في استقطاب المزيد من الخبراء والمتخصصين، بما يعزز من مكانة المؤتمرين على خارطة الفعاليات الدولية المتخصصة.

 

المعرفة قوة البناء الإنساني

 

وفي تعليق له حول المشاركة، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: "تأتي مشاركتنا في مؤتمر جمعية المكتبات الأميركية ترجمةً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل من الكتاب والمكتبة ركائز ثابتة لمشروع الشارقة الحضاري، وأسس لنهج متكامل يستند إلى المعرفة بوصفها القوة الأسمى في بناء الإنسان والمجتمعات. ومن هذا المنطلق، نحرص في الهيئة على أن نكون حاضرين بفاعلية في المنصات الدولية الكبرى؛ لعرض تجربة الشارقة، والمشاركة في صياغة مستقبل قطاع المكتبات على أسس من التبادل الثقافي، والشراكات العابرة للحدود، وتكامل الجهود المعرفية".

 

وأضاف العامري: "نعمل وفق توجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، على تعزيز التعاون الدولي في المجال المعرفي، ولا سيما في قطاع المكتبات، في وقت بات فيه العالم أحوج ما يكون إلى هذا النوع من التعاون؛ فالإنجازات الرائدة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال منظومة مترابطة بين المؤسسات والجهات الفاعلة حول العالم، وهو ما نسعى إلى تحقيقه عبر مؤتمراتنا الدولية ومبادراتنا المستمرة لبناء شبكة معرفية عالمية تنطلق من الشارقة، وتخدم الإنسانية جمعاء".

 

مراكز حيوية لمشروع الشارقة الثقافي

 

بدورها، قالت إيمان بوشليبي، مديرة إدارة مكتبات الشارقة العامة: "قدّمنا خلال المؤتمر صورة شاملة عن تجربة مكتبات الشارقة العامة، التي تستند إلى إرث يمتد لمئة عام منذ تأسيس أول مكتبة في الإمارة عام 1925، واليوم تواصل هذه المكتبات أداء دورها كمراكز حيوية للمعرفة والتعلم المجتمعي، من خلال تطوير بنيتها الرقمية وبرامجها التفاعلية؛ حيث شكّلت المشاركة فرصة مهمة لعرض هذا النموذج المتكامل الذي يجمع بين الجذور العميقة للمشروع الثقافي في الشارقة وتوجهاته المستقبلية، إلى جانب فتح مسارات للتعاون مع مؤسسات أميركية متخصصة تتطلع لتوسيع نطاق الشراكة مع المكتبات ومراكز المعرفة في المنطقة العربية".

 

تفاهمات مع شركات عالمية لتطوير محتوى الأطفال

 

وخلال مشاركته في المؤتمر، التقى وفد هيئة الشارقة للكتاب ممثلين عن شركتي "Baker & Taylor" و"Playaway"، حيث تم الاتفاق على تجربة أنواع جديدة من الكتب التفاعلية والموجهة للأطفال، في خطوة تهدف إلى تنويع المحتوى القرائي وتشجيع الناشئة على المطالعة بأساليب حديثة تتماشى مع اهتماماتهم.

 

وفي اجتماع مع شركة "EBSCO"، بحثت الهيئة توسيع نطاق قواعد البيانات الرقمية المتاحة للمكتبات الإماراتية، إلى جانب التعاون على تصميم برامج تدريبية تطبيقية وتفاعلية تواكب تطورات العمل المكتبي، وتُسهم في رفع كفاءة الكوادر العاملة في هذا القطاع.

 

كما عقد الوفد عدداً من الاجتماعات مع مزودي حلول تكنولوجية متخصصة في قطاع المكتبات، استعرض خلالها أحدث التقنيات والأنظمة الذكية، وبحث فرص التعاون لتطوير البنية التحتية الرقمية للمكتبات، بما يضمن تقديم خدمات أكثر فاعلية للمجتمع والباحثين.