جار التحميل...
أكد معالي الدكتور عبد الله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، أن القيادة المستدامة واستشراف المستقبل يتطلبان رؤية بعيدة المدى وفهماً عميقاً لاحتياجات المجتمع، مشيراً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة قدمت نموذجاً فريداً في هذا المجال، جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان "القيادة المستدامة واستشراف المستقبل"، نظمها مركز سالم بن حم الثقافي في العين، مساء أمس بحضور الشيخ مسلم سالم بن حم العامري، وعدد كبير من الشخصيات والأدباء والمهتمين ووسائل الإعلام بجانب حضور كل من شيخة علي النقبي، وجاسم محمد الهناوي النقبي، وعبيد أحمد خصاو، أعضاء بالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة.
وفي مستهل حديثه، تناول الدكتور النعيمي مفهوم القيادة المستدامة، متسائلاً: هل القائد يولد قائداً أم يُصنع؟ وأوضح أن هناك بُعداً ثالثاً يتجلى في القيادات التي تتشكل بفضل تفاعل المجتمع وقدرته على بناء قادة يلهمون الأجيال، وأشار إلى أن الإمارات، خلال العقود الماضية، حققت تقدماً فاق دولاً ذات إمكانات كبيرة، بفضل رؤية مؤسسيها الذين استشرفوا المستقبل دون الاعتماد على بيانات أو تقنيات حديثة، بل بفضل فهمهم العميق لاحتياجات شعوبهم وقدرتهم على التنبؤ بالتحديات المقبلة.
وأشار الدكتور النعيمي إلى أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تُعد مثالاً حياً على القيادة المستدامة واستشراف المستقبل، وأوضح أن صاحب السمو رئيس الدولة يولي أهمية كبيرة للاستثمار في العنصر البشري والمعرفة باعتبارهما القوى المحركة لعجلة التنمية والتنويع الاقتصادي، كما أن رؤية سموه الاستشرافية تسهم في تعزيز مكانة الإمارات كدولة رائدة في مجالات التعليم، الاقتصاد، والتكنولوجيا.
واستشهد النعيمي بمشاريع استراتيجية، مثل محطات "براكة" للطاقة النووية السلمية، التي جاءت نتيجة رؤية استباقية لقيادة الدولة لتلبية احتياجات الطاقة المستقبلية وتقليل الانبعاثات الكربونية، مما يعكس التزام الإمارات بالاستدامة، كما أشاد بالقيادة الملهمة لحكام الإمارات، مستشهداً بمواقف تعكس التلاحم بين القيادة والشعب، مثل جهود صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تعزيز الترابط المجتمعي وتلبية احتياجات المواطنين.
وأكد النعيمي أن الاستدامة تتطلب بيئة آمنة ومستقرة، مشيراً إلى أن الإمارات نجحت في بناء مجتمع يشعر بالأمان، مما يعزز القدرة على الإنتاج والتنمية، كما نوه بأهمية التخطيط المستقبلي في مجالات مثل الإسكان، مستشهداً بمشاريع سكنية في منطقة اليحر بالعين، حيث تم التخطيط لها منذ عقود لتلبية احتياجات السكان لفترات مقبلة وغيرها من المشاريع النوعية والحيوية.
وفي ختام المحاضرة، شدد الدكتور النعيمي على أن القيادة المستدامة واستشراف المستقبل يتطلبان رؤية ملهمة وفهماً عميقاً للتحديات والفرص، مؤكداً أن الإمارات قدمت نموذجاً يحتذى به في هذا المجال، بفضل قيادتها الرشيدة والتلاحم المجتمعي الذي أسس لبيئة حاضنة للتنمية المستدامة.