جار التحميل...
وفيما يأتي بعض هذه المسارات، وما تقدمه من تجارب استثنائية لعشاق الطبيعة والمغامرة:
يقع وادي شيص بالقرب من الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويتميز بموقعه الفريد في بلدةٍ تابعةٍ لإمارة الشارقة، محاطة بالكامل بأراضٍ تابعة لسلطنة عُمان، مُشَكِّلةً ما يُعرف بالمطوقة، وهي أرض منفصلة جغرافياً عن الجزء الرئيسي للدولة، ويُعد وادي شيص وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمغامرة، إذ تتنوع تضاريسه بين الجبال الشاهقة والوديان العميقة، كما تمتد المسارات الجبلية الضيقة عبر الوادي، مقدمة للزوار فرصة فريدة لاستكشاف الطبيعة الخلابة.
ويبلغ طول المسار الرئيسي في وادي شيص 1.8 كم، ويمكن إكماله خلال 45 دقيقة تقريباً، مما يوفر تجربة مشي مريحة ومثيرة في آن واحد، وعلاوة على ذلك تتخلل هذه المسارات النتوءات الصخرية والأراضي الزراعية الخضراء، ومزارع النخيل الوارفة، مما يضفي تنوعاً بصرياً وثقافياً على تجربة المشي.
وتمتد مسارات المشي في وادي شيص على طول قنوات المياه التقليدية المعروفة باسم "الأفلاج"، والتي تشكّل شريان الحياة للمنطقة منذ قرون، حيثُ يمكن للمتنزّهين الاستمتاع بالمشي وسط الجبال الشاهقة، واستكشاف الحياة البرية المتنوعة.
ونظراً لقرب مصادر المياه العذبة من المسارات، فقد يحظى الزوار برؤية أنواع نادرة من الطيور والثدييات الصغيرة، مما يضيف بعداً تعليمياً وترفيهياً للتجربة، وفي نهاية بعض المسارات تنتظر الزوار القرى القديمة والمزارع التقليدية، مما يتيح لهم فرصة الاطلاع على نمط الحياة التقليدي في المنطقة، والتعرف إلى تراثها العريق.
ويمكن زيارة وادي شيص والاستمتاع بمساراته على مدار العام، إلا أنَّ الفترة المثالية للزيارة تمتد من شهر أكتوبر إلى شهر أبريل، حيثُ تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالاً، ومن الجدير بالذكر أنَّ الدخول إلى الوادي مجاني، مما يجعله وجهة مثالية للعائلات والأصدقاء الراغبين في قضاء يوم ممتع في أحضان الطبيعة، دون تكبد نفقات إضافية.
وأخيراً يُنصح الزوار بالاستعداد جيداً لرحلتهم، من خلال ارتداء أحذية مناسبة للمشي، وجلب كميات كافية من المياه والطعام، بالإضافة إلى ارتداء القبعات، واستخدام الكريمات الواقية من الشمس، لضمان تجربة آمنة وممتعة.
يقع مسار الرفيصة الجبلي في منطقة سد الرفيصة، الواقعة على الطريق الواصل بين خورفكان ومدينة الشارقة، ويمتد عبر تضاريس متنوعة، مقدماً للمتنزهين تجربة فريدة تجمع بين التحدي، والمتعة، والجمال الطبيعي الخلاب، حيثُ يبلغ طول المسار 730 متراً، ويمتد على حافة الجبال، من بداية سد الرفيصة مروراً بالمزارع وصولاً إلى الحصن.
إذ ينطلق المسار من منطقة السد، فيستمتع الزوار بمنظر البحيرة الضخمة والشلال الصناعي البديع قبل الشروع في رحلتهم الجبلية، ثم مع بداية الصعود تتكشّف أمامهم مناظر خلابة للمنطقة المحيطة، بينما يتدرّجون في الارتفاع وسط التشكيلات الصخرية المميزة، كما يزين المسار مجموعة متنوعة من النباتات المحليّة وأشجار النخيل، مما يضفي جمالاً طبيعياً على الرحلة، ويوفر ظلالاً منعشة للمتنزهين.
يستغرق إكمال المسار حوالي 3 ساعات ذهاباً وإياباً، ويُصنَّف على أنَّه سهل إلى متوسط الصعوبة، مما يجعله مناسباً لمجموعة واسعة من المتنزهين، وعلى الرغم من التحدي الذي قد يشكله الصعود، إلا أنَّ المكافأة تأتي عند الوصول إلى نقطة الذروة، وهي استراحة السحب التي تقع على ارتفاع 600 متر فوق سطح البحر، ومن هذه النقطة يمكن للزوار الاستمتاع بإطلالات واسعة ومذهلة على المناطق المحيطة، مما يمنحهم شعوراً بالإنجاز والرضا.
ويتميّز المسار بتنوع النباتات المحلية التي تنمو على جوانبه، مما يضيف جمالاً طبيعياً للرحلة، ويوفر فرصة للتعرف إلى الحياة النباتية في المنطقة، ويُنصح الزوار بحمل كميات كافية من الماء والوجبات الخفيفة، وارتداء أحذية مناسبة للمشي، وملابس مريحة، بالإضافة إلى استخدام القبعات، والكريمات الواقية من الشمس، وبهذه الاستعدادات يمكن للزوار الاستمتاع برحلة آمنة وممتعة، تمنحهم ذكريات لا تُنسى وسط جمال الطبيعة الساحر في إمارة الشارقة.
يُعد مسار الرابي الجبلي واحداً من أبرز الوجهات السياحية في مدينة خورفكان، التي تقع على الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيثُ يتميّز هذا المسار بموقعه الاستراتيجي، الذي يمنح زواره فرصة فريدة لاستكشاف جمال الطبيعة الإماراتية بكل تفاصيلها، كما يتيح لهم الاستمتاع بمشاهدة الجبال الشامخة، والشواطئ الذهبية الممتدة على طول الساحل.
يمتد مسار الرابي الجبلي بطول 5.3 كيلومترات، ويرتفع تدريجياً ليصل إلى علوٍّ شاهقٍ يبلغ 395 متراً فوق مستوى سطح البحر، حيث يقدم للمتنزهين تجربة لا تُنسى من المناظر الشاملة الخلابة، فمع كل خطوة يخطوها الزائر على هذا المسار المتعرّج تتكشّف أمامه لوحة طبيعية من المشاهد الساحرة، التي تجمع بين روعة الجبال وسحر البحر، ويستغرق إكمال المسار حوالي ساعتين، مما يتيح للزوار فرصة أخذ استراحات متعددة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية، وتجديد نشاطهم والتقاط الصور التذكارية.
يتميّز المسار بكونه ملائماً لمختلف الفئات، فهو يُعدّ خياراً مثالياً للمبتدئين والعائلات الراغبة في قضاء يوم ممتع في أحضان الطبيعة، كما أنه يوفر تحدياً لطيفاً لهواة المشي والرياضيين الذين يسعون لتجربة جديدة، وبفضل تصميمه الدقيق ووضوح معالمه، يمكن للزوار التركيز على الاستمتاع بالمناظر الطبيعية دون القلق من أن يضلوا الطريق.
ولضمان تجربة آمنة وممتعة، يُنصح الزوار بالتحضير الجيد لرحلتهم، فمن الضروري إحضار كمية كافية من الماء، وارتداء ملابس مريحة وأحذية مناسبة للمشي لمسافات طويلة، كما يُنصح باستخدام واقي الشمس والقبعات للحماية من أشعة الشمس القوية، وحمل بعض الوجبات الخفيفة للتزوّد بالطاقة أثناء الرحلة.
وعلى الرغم من توفر مواقف للسيارات عند بداية المسار، إلا أنَّها قد تمتلئ بسرعة، خاصة خلال عطلات نهاية الأسبوع، لذا قد يضطر الزوار أحياناً لركن سياراتهم في مواقف بديلة في أسفل التل، مما قد يضيف مسافة إضافية قصيرة إلى رحلتهم.
يقع مسار صخرة الأحفور بالقرب من منطقة مليحة في الشارقة، على بعد ساعة واحدة بالسيارة من مدينة الشارقة، حيثُ يقدم للزوار تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة الصحراوية وعراقة التاريخ الجيولوجي، فهذه المنطقة تشتهر بالعديد من المواقع الأثرية التي تعود إلى ملايين السنين، عندما كان جزء كبير من شبه الجزيرة العربية مغموراً تحت مياه المحيط.
ويمتد المسار لمسافة 6 كيلومترات، مما يتيح للزوار رحلة استكشافية تستغرق ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، وهو وقت كافٍ للاستمتاع بالمناظر الخلابة، واكتشاف الكنوز الجيولوجية المنتشرة في المنطقة.
يوفر المسار للزوار فرصة فريدة للجلوس بين الأحافير القديمة، والاستمتاع بمشهد يجمع بين زرقة السماء الصافية والتلال الصخرية ورمال الصحراء، مما يجعله واحدة من عجائب الإمارات الطبيعية، كما يتيح المسار العديد من الأنشطة المتنوعة، مثل تسلق الجبال، والتخييم، واكتشاف البقايا الأحفورية.
تم تحويل المنطقة المحيطة بصخرة الأحفور إلى محمية طبيعية للمها العربي، والغزال، والغزلان الجبلية، مما يضيف بعداً آخر لتجربة الزوار في استكشاف الحياة البرية المحلية، ويمكن للزوار أيضاً الاستمتاع بقيادة السيارات على الكثبان الرملية، والتنزه سيراً على الأقدام.
يجدر الإشارة إلى أنَّ بعض أجزاء المسار قد تكون صعبة، خاصة عند تسلق المنحدرات الصخرية الحادة، لذا يُنصح الزوار بتوخي الحذر، وارتداء الأحذية المناسبة، كما أنَّه لا توجد مناطق مظللة على طول المسار، لذا يفضل بدء الرحلة في الصباح الباكر، أو في وقت متأخر بعد الظهر؛ لتجنب حرارة الشمس القوية.
وللاستعداد لهذه الرحلة، يُنصح الزوار بإحضار كمية كافية من الماء، وارتداء ملابس مريحة، وأحذية مناسبة للمشي لمسافات طويلة، بالإضافة إلى استخدام القبعات، وكريمات الوقاية من الشمس، كما يفضل إحضار بعض الوجبات الخفيفة، ومجموعة أدوات طبية بسيطة للطوارئ، وأخيراً يمكن الوصول إلى هذا المسار على مدار السنة دون رسوم دخول، لكن يفضل زيارته في الفترة من أكتوبر إلى أبريل للاستمتاع بأفضل الظروف المناخية.
وختاماً، تحتضن إمارة الشارقة العديد من الوجهات الرائعة المناسبة للمشي بعيداً عن المسارات الجبلية والصحراوية، والتي تتميز بسهولة الوصول إليها وانتشارها في مختلف أنحاء المدينة، من بينها الممشى الخاص الموجود في منتزه الشارقة الوطني، الواقع على طريق الشارقة – الذيد.
وهناك أيضاً الممشى الدائري الموجود في المسطحات الخضراء المحيطة ببحيرة خالد، وغيرها الكثير من أماكن المشي المميزة، التي تساعد على الشعور بالاسترخاء، واستنشاق الهواء العليل، والموزعة في الكثير من الحدائق، والمتنزهات الوطنية.
المراجع
[1] moccae.gov.ae, وادي شيص
[2] worldscoolestwinter.ae, صخرة الأحفور
[3] sharjahevents.ae, سد الرفيصة
[4] visitsharjah.com, مسارات المشي
[5] sharjah24.ae, أين تقع خورفكان في الشارقة؟ وما أهم معالمها؟