احتفى العدد الجديد من مجلة "القوافي" الشهرية التي يصدرها بيت الشعر في الشارقة، بالشعراء من مختلف العصور، وببدائع اللغة العربية، وعراقة التراث العربي والإماراتي الأصيل، وأكد أن للقصيدة روح تلامس وجداننا، وعطر يطيب أمداءنا، وفن رفيع يخطط، لنرى بعد ما خطه الفن في الرسم والهندسة.
الشارقة 24:
أصدر بيت الشعر التابع لدائرة الثقافة في الشارقة، العدد 61 من مجلة "القوافي" الشهرية؛ المتخصّصة بالشعر الفصيح ونقده، في عامها السادس، التي تحتفي بالمواضيع ذات الصلة به بلاغةً ولغةً وتراثاً، وبالشعراء من مختلف العصور.
وجاءت افتتاحية العدد، التي استهلت بها القوافي عددها الجديد بعنوان "الشعر العربي.. دلالات وتعريفات"، وذُكر فيها: لم تتوقف التعريفات الخاصة بفنّ الشعر عند التعريف القائل إنه كلامٌ موزونٌ مقفّى؛ فهو وإن ارتبط منذ بداياته بالقافية والتفاعيل الموسيقية المتناسقة المتناغمة، فإنه في حدّ ذاته لا يعطي كل دلالة عليه، رغم أن هناك من الشعراء من التزم بالكتابة الشعرية، وفقاً لهذا التعريف، لكن ما يكتب على هذا النسق في الأغلب، لا يتعدّى كونه مشاعر ذاتية خاصة قيلت بكلام خال من الدهشة التي يصنعها الشعر، ومن الهزّة التي تحدثها صوره وأخيلته، ولذلك فإن تعريف الشعر تعريفاً دقيقاً شاملاً ظلّ محلّ بحث، وجدل أحياناً.
إطلالة العدد، جاءت تحت عنوان "دلالة الشعر في القصيدة العربية"، وكتبتها د. حنين عمر، وفي باب "آفاق" كتب الدكتور حسام جايل عن "الغرض والتماسك النصي".
وتضمن العدد، حواراً في باب "أوّل السطر" مع الشاعر الإماراتي الدكتور حسين الرفاعي، وحاوره الشاعر الإعلامي عبد الرزاق الربيعي، بينما استطلع الشاعر حسن الراعي، رأي مجموعة من الشعراء حول موضوع "الترجمة".
وفي باب "مدن القصيدة"، كتبت الشاعرة أسيل سقلاوي، عن "قرطبة.. زهراء الأندلس"، في حين حاورت الشاعرة إباء الخطيب، الشاعر العراقي زيد صالح في باب "حوار"، بينما تنوعت فقرات "أصداء المعاني" بين بدائع البلاغة، ومقتطفات من دعابات الشعراء، و"قالوا في..."، وكتبتها وئام المسالمة.
وتطرقت الدكتورة لإيمان عصام خلف في باب "مقال"، إلى موضوع "الطابع الإنساني.. من الرؤية إلى السلام"، بينما تطرق الشاعر الدكتور محمد بشير الأحمد إلى موضوع "قراءة العتبات النصية".
أما في باب "عصور"، فكتب الشاعر حسن المطروشي عن الشاعر العماني "الستالي"، بينما كتب الشاعر الدكتور عبد الرزاق الدرباس في باب دلالات عن "الشعراء واستحضار الأطلال"، وقرأ الناقد د. محمد طه العثمان، قصيدة "سائس الوقت" للشاعر زكريا مصطفى في باب "تأويلات"، وقرأت د. سماح حمدي، قصيدة "يا صورة الأهل" للشاعر إسماعيل الحسيني.
وتناول الشاعر محمد الهادي الجزيري، ديوان "تناصٌّ مع الماء" للشاعر عبد الله العبد، في باب "استراحة الكتب".
وفي باب "نوافذ"، أضاء الباحث محمد زين العابدين، على موضوع "شعراء صادقوا الأرض وصاحبوا الحقول"، كما احتفى العدد بنشر مختارات متنوعة من القصائد الشعرية، امتازت بجمال المبنى والمعنى، في مختلف الأغراض والمواضيع.
واختتم العدد، بحديث الشعر لمدير التحرير الشاعر محمد عبد الله البريكي، بعنوان "الترابط درب القصيدة"، وجاء فيه: "لِلْقَصيدةِ روحٌ تُلامسُ وجدانَنا، لِلْقصيدةِ عِطْرٌ يُطَيِّبُ أمْداءَنا، لِلْقصيدةِ فنٌّ رفيعٌ يُخطِّطُ، تأتي مُهَنْدَمَةً كبناءٍ تعهّدَهُ من تخصَّصَ في نَحْتِ أفكارِهِ، لِنرى بعد ما خَطّهُ في السُّطورِ الكثيرَ من الفنِّ في الرّسمِ والهندسةْ، والقَصيدةُ كلٌّ يُوزّعُ أعضاءَهُ في بيوتٍ تُؤَثَّثُ بالفِكْرِ والصورةِ البِكْرِ؛ فيها التخيّلُ، فيها التأمّلُ، فيها العبورُ على غَيْمةٍ فوقَ سَقفِ الخيالِ، وفيها كَثيرٌ من السَّفر المُلهِمِ المستمرِّ.