منى اليافعي تدعو إلى إشراك المعاقين بتطبيق أهداف التنمية المستدامة

الشارقة 24:

ضمن فعاليات اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، نظَّمت مدرسة الوفاء لتنمية القدرات التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أمس الأربعاء، في أكاديمية الشارقة للتعليم، ندوة تحت شعار "متحدون في العمل لإنقاذ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من أجل الأشخاص ذوي الإعاقة ومعهم وبوساطتهم"، تحدث فيها كل من: الدكتورة لبنى الشعالي مدير إدارة السياسات والتشريعات الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والدكتور أحمد علي شعبان خبير استراتيجية وتميز مؤسسي في هيئة الشارقة للتعليم الخاص، وأكاديمية الشارقة للتعليم، ومريم أحمد البلوشي مدير إدارة أصحاب الهمم في وزارة تنمية المجتمع، وبسمة إبراهيم النمر رئيس قسم التوظيف الحكومي في دائرة الموارد البشرية بحكومة الشارقة، وسلامة الخاطري الناشطة في مجال تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، والبطلة الرياضية، وأدارت الندوة الدكتورة سامية محمد صالح مدير المدرسة.

في مستهلِّ الندوة، تم عرض فيلم تعريفي عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ثم ألقت سعادة منى عبد الكريم اليافعي مدير عام المدينة كلمة أكدت فيها أهمية تسليط الضوء على اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تركز الجهود هذا العام على أهداف التنمية المستدامة تماشياً مع شعاره، وخاصة أهداف التعليم والصحَّة والتَّوظيف، والعمل بالتَّعاون مع الشُّركاء من أفراد ومؤسَّسات للحد من أوجه عدم المساواة، وتعزيز التعاون لتحقيق الأهداف.

وأكدت اليافعي، الأهميَّة القصوى لمشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن البرامج والفعاليات والأنشطة التي تسعى إلى تطبيق أهداف التنمية المُستدامة، فحين يقول الأشخاص ذوو الإعاقة "لا شيءَ يخصُّنَا من دوننا"، ويتبنَّى الجميع هذه المقولة المُعبِّرة، لا بُدَّ أن يكون ذلك بالفعلِ والعمل، لا بالقولِ وَحَسب.

وأضافت مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أن التعاون بين أفراد المُجتمعِ ومؤسَّساته بالمشاركة الفعلية والمؤثِّرة للأشخاص ذوي الإعاقة، سيُفضِي إلى وضع استراتيجيات ناجِعَة، تصبُّ في صالح الأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمع، وتسهم في تقدُّمه المُستمر، ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، إِذ تذكِّرُ دائماً بأهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف مناشط الحياة الاجتماعية، تؤكِّدُ على ضرورة إشراكهم في اتخاذ القرارات التي تخصُّهم في المجالات كافّة.

وختمت منى اليافعي كلمتها بالقول: مِن خلال الاهتمام بالتعليم والصحة والتوظيف، وأهداف التنمية المستدامة، والوقوف في وجه التحديات والتغلُّب عليها، نكون قد اجتزنا مرحلةً من أهمِّ المراحل في سبيل تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتقدُّم المجتمع عموماً، وكلنا أملٌ في تحقيقِ ذلكَ بإذنِ الله.
    
بعد ذلك نظمت الشيخة شيخة سلطان القاسمي منسق المناصرة الذاتية في المدينة، والمتحدثة باسم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة نشاط "الشبكة المناصرة الذاتية" وهو نشاط توعوي شارك فيه المتحدثون بالندوة حول أهمية التعاون بين مؤسسات المجتمع وتكاتف الجهود، في دلالة على أن هذا التعاون كلما كان أقوى كلما حقق أهدافه بالشكل المأمول.

من جهتها، تحدثت الدكتورة لبنى الشعالي، عن أهمية الصحة فهي أساس الحياة، وأكدت أن الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المادة 25 تؤكد أن لذوي الإعاقة الحق في التمتع بأعلى مستويات الصحة دون تمييز على أساس الإعاقة، كما أن أهداف التنمية المستدامة تعتبر بمثابة خطة لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.

وتطرقت الشعالي، في معرض حديثها، إلى أهم الإجراءات الصحية والسياسات المتبعة التي تضمن للأشخاص ذوي الإعاقة الوصول إلى الخدمات الصحية، ودور الوزارة في توفير الخدمات العلاجية المساندة لهم من المدمجين في المدارس، والخطط المستقبلية للتعاون بين وزارة الصحة والجهات العاملة مع ذوي الإعاقة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

من جانبه، توجه الدكتور أحمد علي شعبان، بخالص الشكر والتقدير إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، على تنظيم هذه الندوة المهمة، ثم تحدث عن الجهود المبذولة في إطار دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المدارس الخاصة رغم التحديات، والعمل بالتعاون مع الشركاء وفي مقدمتهم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على تطبيق هذا الدمج بالشكل الأمثال ومتابعة الحالات متابعة حثيثة وتقييمها.

كما تطرق شعبان، إلى أهم الإجراءات والسياسات المتبعة في الهيئة، ضمن عملية الدمج والمتابعة، وسبل تقديم الدعم لذوي الإعاقة في المدارس الخاصة.

بدورها، تحدثت بسمة إبراهيم النمر، عن دور دائرة الموارد البشرية بحكومة الشارقة في توظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، تطبيقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبالتعاون المثمر والبناء مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ومركز مسارات للتطوير والتمكين التابع لها.

كما تحدثت النمر، عن الإجراءات المتبعة من قبل الدائرة، لتيسير عمل ذوي الإعاقة وبرامج الدعم والتدريب التي توجه إليهم.

من جهتها، سلطت مريم أحمد البلوشي، الضوء على دور وزارة تنمية المجتمع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان تقديم الخدمات لهم بالتنسيق مع الجهات المعنية، وأكدت متابعة الوزارة لعمل المراكز الخاصة لضمان تقديم الخدمات المميزة لهذه الشريحة المهمة، وأهم الخدمات التي تقدم لذوي الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد، من خلال البرامج التدريبية والتشغيلية، ومتابعة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعاون مع الوزارات والهيئات الأخرى.

وأشادت البطلة سلامة الخاطري، بما تقدمه مؤسسات الدولة دعماً للأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات، مؤكدة أهمية توعية المجتمع بشكل عام، والأشخاص ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم بشكل خاص بهذه الخدمات وكيفية الحصول عليها، متوجهة بالشكر الجزيل إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على تنظيم هذه الندوة الهامة، متمنية لها دوام التوفيق والنجاح.

وكانت الدكتورة أسماء الدرمكي مدير فرع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في كلباء، قد أعلنت في نهاية النقاش، فتح باب الأسئلة أمام الحضور الذي ضم اختصاصيين وموظفين وإعلاميين ومهتمين من مختلف مؤسسات وجهات الدولة.