جار التحميل...
الشارقة 24:
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، شهدت العاصمة الأردنية عمّان، انطلاق النسخة الثانية والعشرين من ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الذي احتفى بـ4 أدباء أردنيين، هم: المترجم الأستاذ الدكتور محمد البخيت، والناقد د. نبيل حدّاد، والناقد والأكاديمي محمود الشلبي، والشاعر محمد سمحان.
ويأتي الملتقى، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، بتكريم قامات أدبية أسهمت في خدمة الثقافة العربية المعاصرة، ويحلّ الملتقى للمرة الخامسة في الأردن، بعد أن كرّم 16 مبدعاً أردنياً خلال الدورات السابقة منه.
وأقيم حفل التكريم بدائرة المكتبة الوطنية في عمّان، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والمستشار حمد المطروشي القائم بالأعمال في سفارة دولة الإمارات لدى الأردن، ود. نضال العياصرة أمين عام وزارة الثقافة الأردنية، ومدير عام المكتبة الوطنية عروبة الشمايلة، وعدد كبير من الأدباء والمفكرين والمثقفين الأردنيين والعرب والمهتمين بالشأن الثقافي.
أدارت فقرات الحفل، الشاعرة الأردنية إيمان عبد الهادي، وأشارت في بداية كلمتها إلى الدور الريادي الذي تقوم به الشارقة في تعزيز المشهد الثقافي العربي، وأبرزت أن الإمارة أصبحت نموذجاً رائداً في العمل الثقافي.
في بداية كلمته، أشار العويس، إلى أن تجدد اللقاءات الأخوية يجدد البهجة والسعادة، ويعزز أواصل المحبة عندما تكتمل عناصرها التي يتوجها التواصل العربي والتعاون المشترك، مؤكداً في السياق نفسه أن هذا ما يجسده عمق العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية، في ظل قيادة تؤمن بأهمية استمرار التواصل العربي في المجالات كافة.
وأضاف رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وها نحن اليوم نمثل نموذجاً لهذه المبادئ، من خلال ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الذي يهدف إلى تكريم الشخصيات الثقافية التي أثرت الساحة العربية المعاصرة بالإبداع في مجال الآداب بحقولها المتنوعة، وبعد أن تنقّل الملتقى بين أقطار الوطن العربي، يعود اليوم للمرة الخامسة لتكريم كوكبة جديدة من أدباء الأردن، ممن أخلصوا لإبداعهم وأفاضوا بجميل عطائهم ونتاجهم الأدبي المتنوع.
وأعرب سعادة العويس، عن شكره لوزارة الثقافة الأردنية، وقال: يسرنا في هذه السانحة، أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى وزارة الثقافة الأردنية، على تعاونها الدائم، الذي أثمر تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة، ونقل تهنئة صاحب السمو حاكم الشارقة إلى المكرمين، قائلاً: أتشرف في هذا المقام، بأن أنقل إلى مكرمي هذه الدورة، تهنئة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تقديراً لجهودهم وعطاءاتهم المخلصة، كما أتشرف بأن أنقل إليكم تحيات سموه وتمنياته لكم جميعاً بالنجاح والتوفيق.
من جهته، رحّب د. نضال العياصرة في بداية كلمته بالحضور، قائلاً: أهلاً بكم في عمَّان، وهي تبثُّ الشارقة أطيب تحاياها، عبر هذا النسيج الثقافيّ الذي أصبح نموذجاً يحتذى، بين المملكة الأردنيّة الهاشميّة ودولة الإمارات العربيّة المتحدة، وأنّها لمناسبةٌ عظيمةٌ أن يتمَّ في هذا الصباح البهيّ، تكريم كوكبة من مبدعي الوطن في حقولٍ متنوّعةٍ، خصوصاً وقد بذلوا وأعطوا في مشروعهم الثقافي المميز، وكانوا مثالاً في منجزهم المستمر بعزيمتهم وإصرارهم وفكرهم النيّر المستنير.
وتابع أمين عام وزارة الثقافة الأردنية، أنتم تعلمون أنّ المثقف والمؤرخ والناقد والشاعر والكاتب، إنّما يبذلون نور عيونهم ليستضيء بها الآخرون، وتظلَّ أيديهم ممسكةً على جمر الحروف والإبداع، أمّا الساعة التي يفرحون بها فهي فقط الساعة التي تغرّدُ خلالها عصافير الكلمة، وتنطلق في رحابها أسراب الحكمة والفلسفة، فيمتلئُ الجوُّ ببوح الشعر، ويقرأ الأبناء ماضي الأمّة والأوطان وتاريخ أجدادهم العابق بالحضارة والريادة والفرادة، في سمائنا العربيّة الصافية بالفكر والحضارة والإنجاز.
وأكّد العياصرة، أن هذا كلَّه حين يجد يدًا كريمةً من صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فإنّه حتماً يشعرنا أن الثقافة بخير، وأنّ الأدب بخير، وأنَّ الفكر والتاريخ يشقّان عتمة الدروب ويفتحان كتاب الحضارة العربية الإسلامية على مصراعيه للتدبّر والقراءة والانطلاق نحو آفاق الريادة والعطاء.
وأضاف أمين عام وزارة الثقافة الأردنية، لقد أطلق الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الفكر والثقافة في بلدنا، وحين يلتقي المبدع الأردنيُّ مع أخيه المبدع في دولة الإمارات العربّية المتحدة، فإنَّ في ذلك تكاملاً للمشروع العربيّ، وطموحاً نحو تحقيق آفاقٍ جديدةٍ في الآداب والفنون والعلوم والمعارف والفكر، وتابع أمّا الشارقة، فقد أصبحت، وبحق، مقصدًا للمثقفين، ودرّةً في جبين الثقافة العربيّة، ونموذجاً في العمل الثقافيّ بكلّ فروعه وحقوله ومجالاته، وكلُّ ذلك كان بفضل جهود حاكمها صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهو الإنسان المثقف والأديب والمحقّق والمؤرخ والباحث، الذي ندعو له بالصحّة وطول العمر، وأياديه دائماً بيضاء على الثقافة والمثقفين، والفنانين، والمفكرين، والعلماء، ففي الشارقة ربّما لا يمرُّ يومٌ إلا وهناك محاضرةٌ أو مؤتمرٌ أو مهرجانٌ أو لقاءٌ أدبيٌّ أو فنيٌّ، ولهذا، فقد استحقّت هذه الإمارة أن تكون عاصمةً للثقافة العربية، فهي فرصةٌ أن نقول لصاحب السمو حاكم الشارقة: شُكراً أيُّها الإنسان النبيل.
وحول الملتقى، قال العياصرة: إننا ندرك تماماً أهميّة القيمة المعنوية في ملتقى الشارقة للتكريم الثقافيّ، والحافز الكبير الذي يخلقه هذا التكريم، والذي وصل إلى دورته الخامسة أردنياً والثانية والعشرين عربياً، وهو مشوارٌ يستحقُّ الاحترام، ويؤكد دور الشارقة في صناعة الفعل الثقافيّ والإبداعيّ على الدوام، كما أنّ مبادرات صاحب السّمو حاكم الشارقة، ما تزال تعطي أطيب الثمار والأثر، سواءً من خلال مبادرة بُيوت الشّعر العربيّة، وجوائز النقد في الشعر والفن التشكيليّ، ومهرجانات الفنون والخطّ العربيّ، وكلُّ ذلك يجعل من الشارقة فضاءً للثقافة والتنوير.
وألقى سعادة حمد المطروشي كلمة قال فيها: إنه لشرف عظيم، المشاركة في ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي بدورته الـ22 في المكتبة الوطنية بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وبحضور هذه النخبة المتميزة والمبدعة من المثقفين والأدباء.
وأضاف القائم بالأعمال في سفارة دولة الإمارات لدى الأردن، كان لتوجيهات وفكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الدور الكبير في تعزيز النهضة الثقافية في دولة الإمارات والوطن العربي بوجه عام، وقدّم سموه الدعم والمتابعة للمثقفين والأدباء المحليين والعرب من خلال المبادرات الفكرية والثقافية الرائدة، ومنها ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، وسط متابعة حثيثة من قبل دائرة الثقافة في الشارقة، فكانت إسهامات إمارة الشارقة البارزة وحركتها الثقافية والأدبية الكبيرة على المستوى المحلي والإقليمي محط إعجاب وتقدير الجميع، حتى استحقت لقب عاصمة الثقافة بكل جدارة.
وتابع المطروشي، أخيراً، يسرني أن انتهز هذا الحدث الثقافي المبهر والمتجدد، لأعبر باعتزاز عن العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع بلدينا الشقيقين في المجالات كافة، والتي تعتبر النموذج الأفضل في العلاقات الدولية.
بدوره، ألقى الأستاذ الدكتور محمد البخيت كلمة المكرمين، وقال في بدايتها: هذه المرة الخامسة التي يكرّم فيها صاحب السموُّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عدداً من المثقفين الأردنيين الذين أسهموا في خدمة الثقافة العربية في العصر الحديث، وكان قد كرّم مشكوراً العديد في الدول العربية على مدار عشرات السنين.
وأضاف البخيت، من هنا نؤكد باسمي وباسم زملائي شكرنا لصاحب السمو حاكم الشارقة الذي يرعى هذه المبادرة الحضارية الرفيعة، تقديراً لمن خدموا الثقافة من مواقعهم وفي بلدانهم وبين جمهورهم خاصةً في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها العالم العربي والمثقف خاصة، مما يستوجب إطلاق مبادرات إبداعية قادرة على تغيير الواقع وتجاوز التحديات؛ ليؤدي المثقف في مجتمعه دوراً فاعلاً قادراً على إثراء الواقع الحضاري.
وأردف البخيت، فالشكر مرة أخرى لحاكم الشارقة على هذه المبادرة، والشكر موصول لمنظمي هذا اللقاء والقائمين على المكتبة الوطنية التي تحتفظ لنا بذاكرة الوطن وصوره وأمانيه العزيزة.
المترجم د. محمد عدنان البخيت، رئيس مجمع اللغة العربية الأردني، ويحمل درجة البكالوريوس في الآداب/ قسم التاريخ، الجامعة الأميركية ببيروت، 1963م، ودرجة الماجستير في التاريخ الإسلامي، الجامعة الأميركية في بيروت، 1965م، ودرجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي، مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية، جامعة لندن، 1972م، ويتقن اللغات: العربية، والإنجليزية، والتركية، يمتلك خبرات أكاديمية عديدة خلال مسيرته في البحث والترجمة، وأسس مركز الوثائق والمخطوطات في الجامعة الأردنية. وأصدر العديد من المؤلفات والأبحاث.
المكرّم الدكتور نبيل يوسف حداد، مواليد بيسان 1948، حصل على شهادة برنامج ما بعد الدكتوراه في الكتابة والتحرير، جامعة ميسوري- كولومبيا، الولايات المتحدة، بإيفاد من جامعة اليرموك، والدكتوراه في الرواية العربية الحديثة، جامعة عين شمس، مصر، وله من الإصدارات: الرواية في الأردن.. فضاءات ومرتكزات، وفي الكتابة الصحفية: السمات، والمهارات والأشكال، والقضايا، والكتابة بأوجاع الحاضر- دراسات نصية في الرواية الأردنية، نظرات في الرواية المصرية، الصحافة في الأردن.
الشاعر محمد سمحان: شاعر وناقد ومؤرخ وكاتب وصحافي، عمل بشكل فاعل في تلك المجالات لأكثر من خمسين عاماً، صدر له في الشعر: معزوفتان على وتر مقطوع، أناشيد الفارس الكنعاني، أقانيم، وغير ذلك من الأعمال الشعرية والمخطوطات قيد النشر، وترجمت أشعاره إلى الإنجليزية، والصربية، والسويدية، والإسبانية.
أما الناقد والأكاديمي محمود الشلبي: من مواليد دنّا / بيسان 1943، تحصّل على درجة الماجستير في الأدب والنقد من جامعة الأزهر- جمهورية مصر العربية، ودرجة الدكتوراه في الأدب والنقد من جامعة الأزهر- جمهورية مصر.
شهد التكريم، حضور عائلات المكرمين، حيث حرصوا على مشاركة ذويهم فرحة التكريم، مما أضفى على الحفل طابعاً إنسانياً مميزاً من الفخر والاعتزاز، وخلق أجواءً دافئة مليئة بالمشاعر والامتنان، وقد عبّر الحضور عن سعادتهم بهذا التقدير الذي يعد ثمرة لجهود المكرمين وتفانيهم في أداء رسالتهم الثقافية.
وبالإضافة للحضور العائلي الواسع، كان للطلبة الجامعيين، وعدد من المؤسسات الثقافية المحلية، حضوراً خاصاً للاحتفاء بالمكرمين، وكان لسان حالهم يوجه عبارات الشكر إلى الشارقة التي توجه كامل تركيزها إلى الأدباء الذين هم إخوة وآباء وأجداد لبعض الجمهور.
في ختام الحفل، سلّم عبد الله العويس ومحمد القصير وحمد المطروشي ونضال العياصرة، شهادات تقديرية للمكرمين الأربعة، ممهورة بتوقيع صاحب السمو حاكم الشارقة، تقديراً لجهودهم الأدبية والفكرية في الساحة الثقافية العربية.
وتابع الحضور، تسجيلاً توثيقياً يكثّف السير الذاتية والإبداعية للمكرمين الأربعة، حيث تنقلت المشاهد في رحلة من التميز تركت أثرها في ميادين العطاء والإنتاج، ممن جعلوا من العمل رسالة، ومن التحديات فرصاً، فاستحقوا أن يُحتفى بهم.
وكان للجمهور خلال المشاهدة، على موعد للتعرف على الأسماء الأربعة من كافة الجوانب الثقافية والحياتية.
صاحب حفل التكريم، معرض شمل عدداً من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، وكان من بينها: مجلة الشارقة الثقافية، ومجلة الرافد، ومجلة القوافي، ومجلة المسرح، ومجلة الحيرة من الشارقة، وعدد من المؤلفات المتعددة في الحقول الأدبية، وشهد المعرض، حضوراً كبيراً من الجمهور لاقتناء الإصدارات، والاطلاع على عناوين ثقافية متنوعة.