إن الرفق يعد من أعظم الخلال وأفضلها، وقد جاءت في عظيم فضله وأجره أدلة كثيرة تبين ذلك، وتأمر به، وتحث على التحلي به.
ويظهر فضل الرفق من خلال ما يأتي:
• إن الله – عز وجل – رفيق، ويحب الله الرفق في كل الأمور؛ ففي صحيح مسلم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله"، وفي سنن ابن ماجه عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله".
• إنه أجمل الخصال؛ ففي مسند أبي حنيفة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن الرفق خلق يرى، لما رئي من خلق الله تعالى خلق أحسن منه، ولو أن الخرق خلق يرى، لما رئي من خلق الله تعالى خلق أقبح منه".
• إنه ما كان في شيء إلا زانه، وما خلا من شيء إلا شانه؛ ففي صحيح مسلم عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه".
• من رزق الرفق فذلك دليل على إرادة الله به الخير، ومن حرم منه حرم الخير؛ ففي مسند الإمام أحمد عن عائشة – رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "يا عائشة، ارفقي، فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً، دلهم على باب الرفق"، وفيه أيضاً عن أبي الدرداء، يبلغ به: "من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من الخير"، وفي صحيح مسلم عن جرير – رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يحرم الرفق يحرم الخير".
• من رفق بمن ولي عليهم رفق الله به؛ ففي صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها -: "سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في بيتي هذا: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً، فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم فارفق به".
• أما أجره، فهو أجر عظيم؛ ويدل على ذلك ما في صحيح مسلم عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: "يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه"، وفي مسند الإمام أحمد عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء يبلغ به: "من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من الخير، وليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن".
والله أعلم.
For an optimal experience, please
