تمكنت دراسة جديدة في اكتشاف المئات من النحل "المحنط" داخل شرانقها، يعود عمرها إلى ما يقرب من 3 آلاف عام، في موقع حفريات جديد اُكْتُشِف على ساحل أوديميرا في البرتغال، مما يمثل هذا الاكتشاف فرصة لدراسة الهندسة المعمارية المحنطة جيداً لمواقع التعشيش بمزيد من التفصيل وتحديد الأسباب البيئية المحتملة التي أدت إلى موت النحل ومن ثم تحنيطه.
الشارقة 24 – بنا:
كشفت دراسة جديدة عن المئات من النحل "المحنط" داخل شرانقها، والتي يعود عمرها إلى ما يقرب من 3 آلاف عام، في موقع حفريات جديد اُكْتُشِف على ساحل أوديميرا في البرتغال.
وبحسب الدراسة، فإن الشرانق المكتشفة نتجت عن طريقة تحجر نادرة للغاية، حيث أنه عادةً ما يتحلل الهيكل العظمي لهذه الحشرات بسرعة؛ بسبب تركيبته الكيتينية وهو مركب عضوي.
ويعتقد أن هذه الشرانق التي أُنْتِجَت، منذ ما يقرب من 3 آلاف عام، تحافظ مثل التابوت على الذكور اليافعين من نحلة "إيوسيرا"، الذين لم يروا ضوء النهار أبداً، وهذا هو واحد من 700 نوع من أنواع النحل، الذي لا يزال موجوداً في البرتغال.
وكشف الباحث الرئيسي في الدراسة، كارلوس نيتو دي كارفاليو، أن "الانخفاض الحاد في درجة الحرارة ليلاً في نهاية الشتاء أو الفيضانات المطولة في المنطقة خارج موسم الأمطار، كان من الممكن أن يؤدي إلى موت المئات من هذا النحل الصغير؛ بسبب البرد أو الاختناق، وفيما بعد تحنطهم".
ووفقاً لمؤلفي الدراسة، فإن حالة التحنط "الجيدة" التي تم العثور فيها على النحل المذكور هي "نادرة للغاية"، لأن الهيكل العظمي لهذا النوع من الحشرات يتحلل بسرعة.
ولقد مكّن المستوى الرائع من الحفظ، فريق الباحثين من تحديد نوع النحلة وجنسها وحتى حبوب اللقاح التي تركتها الأم عند تكوين الشرنقة.
ويمثل اكتشاف هذا النوع من الكائنات فرصة فريدة لدراسة الهندسة المعمارية المحنطة جيداً لمواقع التعشيش بمزيد من التفصيل وتحديد الأسباب البيئية المحتملة، التي أدت إلى موت النحل وتحنطه الذي أبقى العينات في مثل هذه الحالة الجيدة والحفاظ عليها لمدة 3000 سنة.
ووفقاً للدراسة، فإن سبب نفوق النحل لا يزال لغزاً، ولكن نقص الأوكسجين الناجم عن الفيضانات المفاجئة وما يترتب على ذلك من انخفاض في درجة الحرارة ليلاً، قد يكون السبب، إذ شهد الساحل الجنوبي الغربي للبرتغال فترات أكثر برودة قليلاً مع هطول أمطار غزيرة خلال فصل الشتاء في العصر الجليدي الحديث، وهي ظروف مناخية مناسبة لدراسة هذه الحفريات.