الشارقة 24:
تولي دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، المسؤولية المجتمعية اهتماماً كبيراً، لاعتبارات عدة من أهمها أن العمل الاجتماعي لا يمكن أن يكون تاماً وناجحاً إلا بالشراكات المجتمعية مع القطاعات المتنوعة، حكومية أو خاصة أو شبه حكومية، إضافة إلى الشراكات مع الأفراد.
وانطلاقاً من هذا المبدأ أطلقت الدائرة العديد من المبادرات والبرامج الإنسانية ذات الأثر الإيجابي على المجتمع بشكل عام، والفئات ذات الدخل المحدود بشكل خاص، في ظل النهج الذي تتبناه الإمارة لتوفير الحياة الكريمة للمجتمع، وتستهدف المشاريع فئات كبار المواطنين، والأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية، والأسر من ذوي الدخل المحدود، والأطفال المحرومين من التعليم.
وتسعى الدائرة تسعى إلى إشراك المؤسسات الحكومية والمجتمعية والقطاع الخاص والأفراد في مبادراتها المجتمعية؛ للمساهمة في إنجاح المشاريع وتعزيز دورها المجتمعي فضلا عن زيادة وعي الأفراد بأهمية المسؤولية المجتمعية وتعزيز جوانبها المبنية على التعاون المتبادل، إضافة إلى تعزيز غرس روح العطاء في أفراد المجتمع.
بين المجتمعية والاجتماعية
وحول أهمية عمل المسؤوليات المجتمعية وتأثيرها في المجتمع، شرحت حصة الحمادي مدير إدارة التلاحم المجتمعي في الدائرة بالقول، أن أدوار المؤسسات تتعدى من تحقيق الربح المادي أو تقديم الخدمات إلى ترك أثر يخدم المجتمع وأفراده، والمسؤولية المجتمعية تعرف على أنها القيام بأعمال محددة من منطلق الشعور بالمسؤولية وانتهاج سياسة المسؤولية بتنظيم ذاتي تجاه المجتمع أو تجاه الأفراد المحيطين بها. وتنقسم المسؤولية إلى نوعين، النوع الأول فهو "المسؤولية الاجتماعية" وتكون بالقيام بأعمال تجاه الأفراد المحيطين بها وتهدف إلى رفاه وتعزيز العلاقات وتنمية مهاراتهم وتوفير بيئة آمنة لهم، أما النوع الثاني فهو "المسؤولية المجتمعية" وتتكون من خمسة أنواع: المشاركة في دعم المشاريع المطروحة من الجهات في المجتمع، وتقديم دعم للأعمال التطوعية في المجتمع، ورعاية الأحداث والفعاليات، وتقديم مبادرات مجتمعية، وطرح مبادرات تشغيلية مستدامة.
وتتابع بالقول، من هنا تتنوع المشاريع والمبادرات الداعمة لبرامج المسؤولية المجتمعية التي تقدمها الدائرة بالتعاون مع شركائها من الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة ومساهمات أفراد المجتمع، والبالغ عددهم 6 مشاريع.
ومن أشكال المشاركة ما يكمن في دعم المشاريع المطروحة من الجهات في المجتمع: وهي مشاريع المساهمة في دعم المسؤولية المجتمعية ومنها التي تطرح في مجال التكافل الاجتماعي، وهي مشاريع متعلقة بتقديم الدعم والرعاية والادماج للفئات الاجتماعية الأكثر حاجة في المجتمع لتحقيق التلاحم المجتمعي والمستوى المعيشي اللائق لحياة كريمة، كما أنها ممكن أن تكون دعم نقدي أو عيني أو خدمات لإنجاح المبادرة وبلوغ أهدافها.
مبادرات مؤثرة
وتعرفنا الحمادي على مجموعة من المشاريع المجتمعية والتي تعود تأسيسها واطلاقها لسنوات والتي كان لها الأثر الكبير في الفئات المجتمعية المنوطة بها وهي: مبادرة "نون" والذي يندرج -كما بقية المبادرات- ضمن تصنيف خدمة التكافل الاجتماعي، وأطلقته الدائرة في العام 2016 بهدف توفير الدعم التعليمي للأطفال فاقدي حق التعليم، يعمل مشروع نون على توفير "كرسي التعليم" في المدارس النظامية من الصف الأول وحتى الثاني عشر، وهدفه إتاحة الفرص أمام كافة الأطفال المحرومين من حق التعليم المقيمين بالشارقة من ذوي الظروف الخاصة"، عبر المساهمة في التكفل بمصاريف التعليم والدراسة للأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية (فئة كفالة طالب علم لمدة عام - فئة الدعم التعليمي للمتعثرين).
ومبادرة "أنتم جنتنا" توفر الدعم الصحي، النفسي، والاجتماعي لكبار المواطنين من الآباء والأمهات المستفيدين من خدمات الدائرة، و تعمل على تفعيل الدور الاجتماعي لكبار المواطنين في رفد الثقافة المجتمعية بما يجعلهم يشعرون بقيمتهم ومساهمتهم وانتمائهم إلى مجتمعهم، كما تهدف "أنتم جنتنا" إلى دمج كبار السن مجتمعيا وشغل أوقات فراغهم بما يضمن لهم الحركة التي تعزز صحتهم، وإخراجهم من العزلة وإشراكهم في المناسبات والفعاليات المجتمعية، وتفعيل الدور المجتمعي للمؤسسات الحكومية والخاصة في مشاريع المسؤولية المجتمعية التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة، إضافة إلى تعزيز ثقافة العمل الإنساني وتنويع اتجاهات البر والإحسان للأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصة والعامة، أما مبادرة "سند" فهي أحد صور المسؤولية المجتمعية والتي تعمل على تقديم الدعم المادي لذوي الدخل المنخفض والأسر المتعففة المسجلين لدى الدائرة.
ويعد مشروع "بصمة" من المشاريع المميزة والتي تعمل لتحسين مساكن الأسر الأقل حظا ولدعم الأسر من مستفيدي الضمان الاجتماعي المسجلين لدى الدائرة، وتقوم المبادرة التي أطلقتها الدائرة منذ العام 2019م على تحسين مساكن هذه الفئة وتزويدهم بمختلف المستلزمات والمرافق المعيشية وتهدف إلى توفير الحياة الكريمة والعيش اللائق وخلق التوازن لدى الأسر ذات الدخل المحدود، ومع بداية العام 2021 تم إطلاق المبادرة بحلة جديدة كمبادرة ذات مسؤولية مجتمعية من خلال إشراك الجهات الخيرية والجهات ذات النفع العام في دعمها، بعد أن كان يتم تنفيذها من داخل الدائرة، بهدف تعزيز الشراكة في المسؤولية المجتمعية.
وللسنة التاسعة على التوالي، تستمر مبادرة "فرحة عيد" لتوفير هدايا العيد للأطفال على مستوى الإمارة، تعزيزاً لمبادئ التراحم والتواصل بين أفراد المجتمع للارتقاء بالعمل الاجتماعي. وهي واحدة من سلسلة من المشاريع المجتمعية التي تنفذها على مدار العام في إطار المسؤولية المجتمعية التي تساهم في إسعاد الأفراد وتتكفل بإسعاد الأطفال بهدايا لعيد الفطر المبارك،
أما مبادرة "بركة الدار" فأطلقتها دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، بالتعاون مع دائرة الأوقاف في الشارقة، وهي بمثابة صدقة جارية لدعم دور الإيواء لكبار المواطنين ودور الأطفال في دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، وتقوم على جمع التبرعات لبناء وقفاً خيرياً عبارة عن مبنى مؤلف من عدة طوابق، ويعود ريعه للصرف على جميع متعلقات وخدمات واحتياجات ومستلزمات لكبار المواطنين والأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية، لتوفير كمقومات الحياة الكريمة لهم، وأخيراً مبادرة "احتواء" وأطلقتها الدائرة للمساهمة في دعم المقيمين في دور الرعاية الاجتماعية واحتوائهم في المجتمع.